«إحنا اللّي نستحلفكم بالله»

نشر في 27-03-2020
آخر تحديث 27-03-2020 | 00:05
 فواز يعقوب الكندري ڤيروس حتّى ترى جزيئاته فأنت بحاجة إلى ميكروسكوب دقيق جداً وهدوء وتركيز، تخيّل أنّ مخلوقاً بهذا الحجم شلّ الكرة الأرضيّة، أطفأ أنوار روما، وأوجع روّاد البورتو أولومبيكو، أذاق زوّار (مشهد) المُر، مروراً بمدام تسو وسانت جيرمان، بعد أن أهلك تطوّر بكّين العظيم. الأناقة لا تقتصر على سوار "كارتيه" في معصم أنثى، أو شيب يغطّي سواد شعر رجل ذي قامة، أن تكون أنيقاً لا يعني ما ترتديه أو يعتليك فقط، فالجزء الأروع من أناقتك يعيش في سلوكيّاتك وتصرّفاتك، وكيان المعارضة لسياسة الدّولة يجب أن يكون أيضاً أنيقاً يتناسب مع الواقع ومعطياته، حلّ الوباء في هذا العالم، والبشريّة في خطر، تخلَّ أيّها المعارض عن حدّتك التي أجبروك بفسادهم عليها، وكُن مُنصفاً. منذ أن قرّر السّيد "كورونا" بداية هجومه على الكرة الأرضيّة بدءاً بالصّين وإيران رأينا المؤسّسة الصّحية في الكويت تسبق كل العالم، في إغلاق الحدود وتأمين المستلزمات الطبية ومواقع طبيّة متنقّلة وعمل دؤوب بمتابعة الحالات ونقلها مباشرة للإعلام بالأرقام، وانتهاءً بعمليّة الإجلاء. ولأنّ "معظم" هذا الشّعب بطبيعته يتكاتف حين تحلّ النّازلة، ويطفو على سطحه شهامة التّطوع التي أوجدتها جمعيات النّفع العام وانتخابات الطّلبة والعمل الصحافي، فإنه لبّى نداءكم حين استحلفتموهم بالله أن يبقوا في بيوتهم ويتحصّنوا بتعليماتكم، وإنّنا اليوم أيضاً نستحلفكم بالله.

* أولاً، نستحلفكم بالله أن يكون ملف الكويتيين البدون أول ما يتم وضعه على طاولة مجلس الوزراء بعد زوال هذه المحنة، فإنّنا كنّا ومازلنا نشهد روحهم النقيّة في الصّفوف الأولى بمواجهة هذا الوباء.

* نستحلفكم بالله أن تتعلّموا من محنة هذا الوباء إن لم يعلّمكم درس الاحتلال عبء العمالة الهامشيّة على الدّولة وأن تحاسبوا تجّار الإقامات.

* نستحلفكم بالله أن تتمسكّوا بأحقيّة البشر في أن يطرحوا آراءهم دون خوف من الأغلال والسّجن.

* نستحلفكم بالله بعد أن رأينا الشّوارع خالية، والعمارات خاوية، أن تكون التّنمية في العقول والبشر، لا في البنيان والحجر.

* نستحلفكم بالله، وهذه المرّة للكويتيّين فقط، بعدم التّعميم والهجوم المستمر على الوافدين لأنه في غير محلّه، فالوباء لن يفرّق بيننا، ولن يسألك عن وطنك وميلادك، إنّهم اليوم في الصّفوف الأولى يفحصون أهلنا القادمين من الخارج، نستحلفكم بالله أوقفوا تجريحكم.

* وأخيراً، نستحلفكم بالله أن تستمرّوا في عملكم الدّؤوب المنظّم الذي تشهد به كلّ الأمم، حتّى يمنّ الله علينا بالأمن والسّلام.

back to top