خاص

الجريدة• تكشف مخترق مكتب أبومرزوق واتصالاته

رئيس «الكنيست» يستقيل للمرة الأولى تفادياً لحرب أهلية... وغانتس للاستحواذ وتشكيل حكومة

نشر في 26-03-2020
آخر تحديث 26-03-2020 | 00:05
مناهضو نتنياهو يتظاهرون خارج مقر «الكنيست» بالقدس المحتلة أمس    (رويترز)
مناهضو نتنياهو يتظاهرون خارج مقر «الكنيست» بالقدس المحتلة أمس (رويترز)
كشفت «الجريدة» تفاصيل اختراق مكتب واتصالات نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» موسى أبومرزوق، في وقت استقال رئيس الكنيست، في خطوة هي الأولى من نوعها بتاريخ إسرائيل التي تشهد احتدام الأزمة السياسية.
علمت «الجريدة» من مصدر رفيع في حركة المقاومة الإسلامية «حماس» أن مكتب القيادي البارز نائب رئيس المكتب السياسي موسى أبو مرزوق تعرض للاختراق، وأن الفاعل من داخل الحركة الفلسطينية.

وأضاف المصدر، أن أحد موظفي مكتب أبومرزوق ويدعى «ن. م» أثار شكوكاً حول تصرفاته، خصوصاً بعد أن ظهرت عليه علامات ثراء مفاجئة، إذ اشترى بيتاً كبيراً في العاصمة القطرية الدوحة وسيارات جيب لا تلائم مستواه الاقتصادي.

وأشار إلى أن الحركة شكلت لجنة تحقيق خاصة في لبنان لكنها لم تتوصل لأي شيء واستطاع المذكور الإفلات من استجواب بواسطة جهاز الكشف عن الكذب، مما اضطر أبو مرزوق للجوء إلى أجهزة «حماس» بغزة التي شكلت لجنة تحقيق منفصلة بإشراف رئيس الحركة بالقطاع يحيى السنوار.

وأفاد المصدر، نقلاً عن لجنة التحقيق الأخيرة، بأنها وجدت أن المدعو «ن. م» عمل مع شخص آخر من مكتب أبومرزوق وهو «ح. ل» وقاما معاً بتتبع تنقلات نائب رئيس المكتب السياسي وتسجيل محادثاته وحتى اختراق هاتفه وتزويد جهات خارجية وداخلية بالمعلومات عنه.

وأشارت اللجنة في التحقيق إلى أن المعلومات «لم تسلم للعدو» إنما يظهر أن المشتبه فيهما قاما بالعمل تنفيذاً لأوامر داخلية من مسؤولين كبار بأجنحة في «حماس» وأطراف خارجية في قطر وتركيا.

الجدير بالذكر أن القضية تأتي في إطار التنافس الدائر داخل «حماس» مع تعمق الخلافات بين قيادات الحركة فيما يتعلق بالمقر الدائم لها والعلاقة مع مصر من جهة ومع إيران وقطر وسورية من ناحية أخرى حيث يعرف عن أبو مرزوق أنه من «البراغماتيين» ويرى أن مستقبل الحركة ببيئتها الطبيعية مع الدول العربية، وأنه يعارض التقارب الوثيق مع طهران، ويحاول أن يصل مع القيادة المصرية إلى حل من أجل إتمام المصالحة الداخلية الفلسطينية مع «فتح» والسلطة الفلسطينية، ومن ثم العمل من ضمن «منظمة التحرير» من أجل الشعب الفلسطيني.

أزمة الكنيست

إلى ذلك، قدم رئيس البرلمان الإسرائيلي «الكنيست» يولي إدلشتاين، من حزب «الليكود»، استقالته من منصبه، أمس، في أعقاب قرار المحكمة العليا، أمس الأول، بإلزامه بإجراء تصويت على انتخاب رئيس جديد للكنيست.

وهاجم إدلشتاين قرار المحكمة العليا، وقال إنه «لا يستند إلى نص القانون، إنما إلى تحليل أحادي الجانب ومتطرف. ويتناقض مع دستور الكنيست، ويدمر عمله. وكمن دفع ثمناً شخصياً باهظاً بسنوات في الأسر وأعمال السخرة في الاتحاد السوفياتي من أجل الحق بالعيش كمواطن في دولة إسرائيل، لا حاجة لأن أشرح مدى حبي لدولة إسرائيل وشعبها. ولذلك، لن أسمح بأن تتدهور إلى فوضى، ولن أدعم حربا أهلية».

وأغلق إدلشتاين جلسة الهيئة العامة للبرلمان، وقال إنها ستعود لتجتمع الاثنين المقبل.

وبذلك يكون إدلشتاين أرجأ دفع خطوة تحالف «أزرق أبيض» بانتخاب رئيس جديد لـ«الكنيست» وسن قانون يمنع من رئيس حكومة تصريف الأعمال بنيامين نتنياهو، تشكيل حكومة لأنه متهم بمخالفات في قضايا فساد خطيرة.

وتعد استقالة إدلشتاين، حليف نتنياهو الوثيق، الأولى بتاريخ الدولة العبرية.

وتأتي الاستقالة بعد احتدام الأزمة السياسية بين الأحزاب اليمينية بزعامة نتنياهو وتحالف «أزرق أبيض» بزعامة بيني غانتس المتحالف مع «القائمة المشتركة» لـ«عرب 48» والوزير السابق إفيغدور ليبرمان عقب نتائج غير حاسمة بالانتخابات التشريعية التي جرت في مارس الجاري وتعد الثالثة في غضون عام.

التماس وتغيير

في المقابل، اعتبر عضو «الكنيست» عن «أزرق أبيض» عوفر شيلح، أن قرار إدلشتاين بإغلاق جلسة الهيئة العامة ومنع التصويت هو «تحقير للمحكمة العليا». وأعلن «أزرق أبيض» أنه سيقدم التماساً ضد إدلشتاين بسبب تحقير المحكمة.

وأبلغ المستشار القضائي لـ«الكنيست»، أيال يانون، إدلشتاين بأن عليه إعادة عقد جلسة الهيئة العامة، من أجل التصويت على انتخاب رئيس جديد للبرلمان، وإلا فإنه يخرق قرار المحكمة.

ونقلت الإذاعة العبرية الرسمية «كان» عن قياديين في «أزرق أبيض» قولهم إنه إذا قرر إدلشتاين كسر القواعد، ورفض إجراء تصويت على انتخاب رئيس جديد، فإنه يتوقع أن يدفع ذلك عضوي «الكنيست» من الكتلة، يوعاز هندل وتسفيكا هاوزر، إلى تغيير رأيهما والموافقة على دعم حكومة أقلية تؤيدها «القائمة المشتركة» من خارج الائتلاف الحكومي. وأعلن عضوا «الكنيست» هذان في الماضي أنهما يرفضان تأييد حكومة أقلية مدعومة من «عرب 48».

ويتوقع أن يستكمل تحالف «أزرق أبيض»، 61 نائباً من أصل 120، سيطرته على قوة البرلمان في حال انتخاب رئيس جديد للبرلمان بعد تمكنه من الاستحواذ على المناصب القيادية بجميع اللجان الفرعية.

يشار إلى أن الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، كلف غانتس، الأسبوع الماضي، تشكيل حكومة ومنحه مهلة 28 يوماً.

صدامات واعتقالات

في هذه الأثناء، أصيب فلسطيني برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، في مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة، إلى جانب اعتقال الاحتلال عدداً من الشبان الفلسطينيين.

ونقل المركز الفلسطيني للإعلام عن مصادر محلية، أن قوات الاحتلال أطلقت النار باتجاه فلسطيني في بلدة دير أبو مشعل بمدينة رام الله، وأصابته إصابة مباشرة، بذريعة رشق سيارات المستوطنين بالحجارة، بالقرب من قرية دير نظام غربي المدينة.

وأشارت المصادر ذاتها إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أغلق مداخل القرية. وفي القدس المحتلة، اعتقلت القوات الإسرائيلية شابين فلسطينيين من بلدة العيساوية. كما اعتقلت شقيقين من منطقة عين الحلوة بالأغوار الشمالية.

وفي قطاع غزة، أطلقت زوارق إسرائيلية حربية نيرانها باتجاه مراكب الصيادين الفلسطينيين في البحر قبالة المناطق الشمالية للقطاع.

إصابة فلسطيني برصاص الاحتلال واعتقالات بالضفة والقدس
back to top