استر يسترك الله

نشر في 13-03-2020
آخر تحديث 13-03-2020 | 00:03
 محمد العويصي في حفل زفاف شاهد أحد الحضور معلمه الذي درسه في المرحلة الابتدائية قبل 35 سنة، أقبل الطالب بلهفة واشتياق فصافح معلمه بكل تقدير واحترام وقبّل رأسه، ثم قال لمعلمه: هل تذكرني يا أستاذي؟ المعلم العجوز: لا يا بني لا أذكرك!

فقال الطالب بصوت خافت: كيف لا، فأنا التلميذ الذي سرق ساعة زميله في الصف، وعندما بكى صاحب الساعة، طلبت منا أن نقف جميعاً لتفتش جيوبنا، وتأكدت حينها أن أمري سينفضح أمام التلاميذ والمعلمين.

أمرتنا أن نقف صفاً وأن نوجه وجوهنا إلى الحائط، وأن نغمض أعيننا، وأخذت تفتش جيوبنا، وعندما جاء دوري في التفتيش أخرجت الساعة من جيبي، وواصلت التفتيش حتى آخر تلميذ، وأنا كنت خائفاً من أنك ستفضحني أمام تلاميذ الصف، ثم أظهرت الساعة وأعطيتها لصاحبها، لكنك لم تذكر اسم التلميذ الذي أخرجتها من جيبه: وطوال سنوات دراستي في المرحلة الابتدائية لم تحدثني أو تعاتبني ولم تحدث أحدا عن سرقتي للساعة، ولذلك قررت منذ ذلك الحين ألا أسرق أبداً، فكيف لا تذكرني يا أستاذي، وقصتى مؤلمة ولا يمكن أن تنساها أو تنساني؟

ربّت المعلم بيده على ظهر الطالب، وابتسم قائلاً: طبعاً أتذكر ذلك الموقف يا بني، صحيح أنني تعمدت أن أفتشكم وأنتم تغمضون أعينكم كي لا ينفضح أمر السارق أمام زملائه في الفصل، لكن ما لا تعلمه يا بني هو أنني فتشتكم وأنا كذلك أغمض عيني، ليكتمل الستر على من أخذ الساعة، ولا يترسب في قلبي شيء ضده.

تصرف رائع وجميل وعظيم من المعلم الأب الذي حرص على عدم فضح التلميذ الذي سرق زميله،

تصرف حكيم يدل على ذكاء وحسن تصرف المعلم في المواقف المحرجة، فقد ستر على التلميذ السارق ولم يفضحه أمام زملائه، لأن المعلم لا يريد أن يعرف من السارق!

من هذا الموقف نتعلم أن الستر يعتبر نعمة عظيمة يجب أن يتحلى بها كل مسلم ومسلمة وديننا الإسلامي أمرنا بأن نتحلى بهذا الخلق العظيم الذي فيه أمن وأمان وسعادة واطمئنان وراحة بال.

يقول رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم: «من ستر مسلماً، ستره الله في الدنيا والآخرة».

back to top