آمال : كحّة بحجة الفيروس

نشر في 28-01-2020
آخر تحديث 28-01-2020 | 00:20
 محمد الوشيحي لا يستفزني استذباح ترامب ونتنياهو وبعض المتصهينين العرب لإقرار "صفقة القرن"، كما يسمونها. ما يستفزني ويستفز آخرين كثراً غيري هو احترام ترامب وتقديره، المبالغ بهما، لطرفي النزاع في الكيان الصهيوني، المعارضة والسلطة، وفي الوقت نفسه "تطنيشه" التام الشامل الكامل للعربان، حكومات ومعارضة.

أصلاً، كيف يمكن أن يحترم تيارات المعارضة في الوطن العربي وهو لا يحترم السلطة؟ ثم كيف يحترم تيارات المعارضة في الوطن العربي وسلطات بلدانهم لا تحترمهم، بل تعتبرهم إرهابيين، خونة، مدفوعين من كل قوى الشر في العالم؟!

عموماً، ما يريده ترامب، أو ما تريده أميركا، سيحدث، لكننا اعتدنا في زمن ما قبل ترامب أن تضع الإدارة الأميركية بعض الماكياج على الوجه العربي لتجميله وتخفيف بشاعته بعد كل صفعة، أما هذا الترامب فقد قرر أن تخرج الأمور على حقيقتها، بخدّ أحمر و"طرق الماي والصابون"، وإن لم يكن هناك صابون فلا مانع.

على أن الإنصاف يجبرنا أن نشهد لترامب بأنه لم يمنع المناديل عن العرب، بل سمح لهم باستخدامها لمسح دموعهم، بشرط ألا يرتفع صياحهم ونواحهم فيزعج مسامعه ومسامع الصهاينة، أعمام أحفاده من ابنته إيفانكا وزوجها كوشنر.

سيقول قائل: "هل تريد من القيادات العربية شرعنة صفقة القرن عبر حضورهم؟"، فأقول: "لا طبعاً، لكن ليعلنوا اعتراضهم بجملة واحدة على الأقل، أو بكلمة، أو حتى كحة واحدة، فإنْ غضِب ترامب يمكنهم التعذر بفيروس كورونا".

back to top