«وبعدين!»

نشر في 19-01-2020
آخر تحديث 19-01-2020 | 00:18
 حسن العيسى هو عجز مخيف في ميزانية الدولة، سواء كان حقيقياً أو دفترياً، هو عجز والسلام، أكيد ومن غير نقاش، هو عجز سياسي وإداري متأصل في عظام السلطة اسمه غياب رؤية المستقبل والنوم في عسل التسويف وتصدير أزمة الاقتصاد للغد، حتى كبرت كرة الثلج وستدمر، في الغد القريب، كل شيء وهي تنحدر في طريقها للهاوية. لكن ما جدوى هذا الحديث وإعادته كل مرة، وكل مناسبة تولول فيها الإدارة السياسية وتشتكي من بند الرواتب والدعم!

الذي حدد الرواتب والدعم، وصرف الكوادر لفئات المستحقين وغير المستحقين وأصبحت حقوقاً مكتسبة لا يمكن المساس بها، والذي كان يهدي العطايا والأموال من غير حساب لشراء الصمت عن الخراب السياسي هو أنتم، هو أنتم البشر الذين في السلطة، وأيضاً أنتم "ما غيركم" الذين شرعتم أبواب الفساد وتراخيتم في تطبيق القوانين، أو كان تطبيقها انتقائياً حسب الفاعلين المقربين واعتبارات "المحاسيب"، ويا الله تزيد النعمة على تلك الشكلية من محاسيبكم.

ما جدوى التكرار بعد التكرار لقضية العجز والفشل في نهجكم؟ ما جدوى إعادة الكلام والصراخ بصوت عال، وفي آذانكم وقر؟ من عام 1991 بعد التحرير وهذا الحديث الذي يحذر من القادم عن العقلية الريعية التي تدار بها الدولة يتكرر دون معنى.

"في دول الخليج، الاقتصاد والسياسة في إجازة"، كان هذا عنوان مقال في "فورِن أفيرز"، عام 93 تقريباً، وكتبت عنه في تلك الأيام. لكن اليوم، على سبيل المثال الاقتصاد في دولة الإمارات ليس في إجازة، قرروا هناك إلغاء الإجازات ونظروا للمستقبل، وأصبحت دولة خدمات وسياحة واستثمارات. وبقية دول الخليج بدورها، باستثناء إمبراطورية سيفوه الكويتية، تعد العدة للغد، وتحاول أن تتجاوز واقعها الإدماني على سلعة النفط، بينما الحال هنا "في مكانك راوح" وتأخر وتراجع.

اسجنوا هذا المغرد... وصادروا تلك الكتب... وألغوا هذه الحفلات... واستقبل وودع... تلك كانت أعظم إنجازاتكم، فما الجديد الذي يمكن أن تقدموه؟... ليس بأيدينا شيء نصنعه مع قدرنا البائس معكم، فلنسحب غطاء العم سعد زغلول والعمة صفية، وعاشت دولة الأعمام.

back to top