العام الأقشر!

نشر في 12-01-2020
آخر تحديث 12-01-2020 | 00:20
 محمد الوشيحي العام هذا عام المشاكل بجدارة. دخل إلى الروزنامة حاذفاً غترته، مشمّراً عن ذراعيه المخضّبتين باللون الأحمر، عاضّاً شفتيه، همهمته الغاضبة وفحيحه المرعب تسمعهما من على بُعد.

بدأ بالمشكلة الأميركية - الإيرانية، التي كادت تعصف بالخليج وثرواته، بعد أن عصفت بأعصاب شعوبه، وأسواق المال والأسهم. تلا ذلك إسقاط طائرة أوكرانية في إيران، التي اعترفت للتوّ بتسبّبها بها بعد إنكار لأيام، وهو ما سيفتح عليها أبواب الجحيم، أو قُل سيفتح عليها أبواباً أخرى للجحيم، إضافة إلى الأبواب المفتوحة عليها حالياً ومن قبل.

وفي فجر يوم اعتراف إيران بإسقاطها الطائرة عن طريق الخطأ، كما تزعم، أعلنت سلطنة عمان الشقيقة وفاة سلطانها قابوس بن سعيد، رحمه الله، آخر الرؤساء المؤسسين لمنظومة مجلس التعاون، فأعلنت دول الخليج الحداد.

وفي عصر يوم أمس، اهتزت الأرض في إسطنبول، بعد أن اهتزّ البحر بزلزال بلغت قوته 4.7 على مقياس ريختر، وهو رقم يثيرُ الهلع، خصوصاً في مناطق البسطاء وذوي البيوت القديمة.

أحداث جسام في مطلع هذا العام. كلّ حدث فيها على حدة يكفي لتصدّر نشرات الأخبار، واستعراض آراء المحللين، كلها جاءت في الأيام الأحد عشر الأُوّل من قدومه.

هو عام "أقشر"، كما نقول في لهجتنا، وبدايته تنبئ بما ستكون عليه نهايته، فالأيام ببواكيرها، والكوكب لا تنقصه مآسٍ كي تُضاف إليه أخرى... كان الله في العون.

back to top