آمال: سليماني... والإدمان الأميركاني!

نشر في 05-01-2020
آخر تحديث 05-01-2020 | 00:30
 محمد الوشيحي كما يتفوق المهندس الأميركي على مهندسي بقية دول الكوكب، غالباً، ويتفوق الاقتصادي الأميركي على اقتصاديي بقية دول الكوكب، غالباً أيضاً، ويتفوق العسكري الأميركي كذلك على أقرانه، ويتفوق الصناعي الأميركي ووو... كذلك يتفوق الخبراء الاستراتيجيون الأميركان على نظرائهم في العالم؛ إذ تضم أميركا نخبة النخبة من عقول البشر، سواء من كان موجوداً في أميركا أو من تم استقطابه.

لذا، وباعتبار أن مراكز الدراسات الاستراتيجية في أميركا تضم خيرة العقول في الأرض، ودهاة الكوكب وشياطينه، فإن أهدافهم لن تكون كما يصورونها لنا، أو كما يعلن عنها الرئيس الأميركي ترامب بكل بلاهة ومباشرة، فهذا كله ليس إلا غزلاً للرأي العام الأميركي وخشية منه.

ومن هنا أقول: استطاعت العقلية الأميركية، بقتلها قاسم سليماني، ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد. العصفور الأول، وهو الأصغر، إيران، والعصفور الثاني، الأهم، هو الصين، بخلاف العصافير الأخرى كاليابان على سبيل المثال.

ما دفعني لهذا الكلام، هو تكرار سيناريو حافة الهاوية الذي أدمنت أميركا استخدامه تجاه إيران، ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط بقفزات هائلة، تضرب اقتصادات الدول الصناعية المنافسة، التي تعتمد على استيراد النفط، في حين لا تحتاج أميركا إلى استيراد هذا العنصر الأساسي في صناعاتها.

لا أستبعد شيئاً كهذا على العقلية الأميركية التي رسمت، بقلمها الرصاص، أغلب التحركات العسكرية التي حدثت في هذا الكوكب، بما يخدم مصالح أميركا ويؤلم منافسيها، في العصر الحالي.

وهذا ما يجعلني أرى أن الصين معذورة إن هي بكت على سليماني، كما لو أن أبويه من الصين، أو كما نقول بلهجتنا "مصيَّن الجدين".

back to top