الكويت في 2030

نشر في 02-01-2020
آخر تحديث 02-01-2020 | 00:20
 محمد الوشيحي قرأت خبراً جميلاً انتشر أمس، مع مطلع العام الجديد، مكتوباً بدموع المواطنين الساخرة. كان قد نُشر في عام 2012، على لسان رئيس الجهاز الفني لدراسة المشروعات التنموية، مفاده ومختصره أن "الكويت في عام 2020 ستكون قد أنهت تشييد مشروع المترو، الذي ستفوق مساحته بمرة ونصف المرة مشروع مترو دبي".

وفي هذه اللحظة من عام 2020، وإن كان المشروع ليس إلا بيتاً من الخيال ونقشاً على المال، وإن كان مسماراً لم يُدق، و"برغيّاً" لم يغلَق، إلا أن رئيس الجهاز الفني المذكور كان قد زرع فينا تفاؤلاً يُشكر عليه، وابتسامة تعطي الأمل، وسمح لخيالاتنا بالذهاب بعيداً في الأحلام... وهذه بحد ذاتها أمور يُشكر عليها.

وأتذكر أنني كنت ممن يقولون: "أنا سأكون أحد مستخدمي المترو الذي أعشق استخدامه في كل الدول التي أسافر إليها، لأنه يختصر الوقت والمسافات، ويتفادى زحام الشوارع المكتظة". وأتذكر نقاش "الربع" عن منظر الغترة والعقال في المترو، خصوصاً الواقفين في ممرات العربات، وأيديهم معلقة في "مسكات التثبيت" ووو... كان نقاشاً وحديثاً ألذ من الحلويات.

وهذه ميزة أخرى تضاف إلى هذا المشروع، وتستوجب شكر صاحب الفكرة. ولعلها تشجع بقية المسؤولين فيبادرون إلى زرع التفاؤل والابتسامة والأمل في صدور ووجوه المواطنين والمقيمين بمشاريع مستقبلية مشابهة.

فمثلاً... يخرج مسؤول ليقول: الكويت ستنشئ أول مصنع للسيارات في الكويت، على أن يبدأ الإنتاج فيه مع مطلع عام 2030، ويقول مسؤول آخر: الكويت ستنتهي في عام 2030 من تجهيز جزيرة أو أكثر للسياحة العائلية، ويصرح مسؤول ثالث: في عام 2030 ستختفي طوابير التوظيف الطويلة وتنتهي البطالة، ويقول رابع: في عام 2030 لا وجود لطوابير السكن، وخامس يعلن: ستصبح الكويت في عام 2030 محجاً صحياً لطالبي العلاج في المنطقة والإقليم.

وهكذا، كي لا يعيش الناس في هذا البلد المنكود بلا أمل ولا عمل. فإن كنا لا نتوقع منكم العمل، فعلى الأقل ازرعوا فينا الأمل، ولو كان بالكذب.

back to top