لماذا «بيت الكويت في القاهرة»؟

نشر في 22-12-2019
آخر تحديث 22-12-2019 | 00:10
 مظفّر عبدالله أول العمود: بنك الكويت الوطني أصدر دراسة تبين أن التسوق الإلكتروني في الكويت بلغ 68٪ بين المواطنين، أتمنى على البنك أن يكمل جميله بإصدار كتيب توعية حول شروط التسوق الإلكتروني الآمن.

***

صدر لي كتاب بعنوان "بيت الكويت في القاهرة.. قصة نجاح كويتية" عن دار ذات السلاسل، السؤال لماذا هذا الموضوع؟

وأجيب بالآتي:

أولاً: لم أجد كتاباً خاصاً بموضوع هذا الحدث المفصلي في تاريخ الكويت الثقافي والسياسي والتربوي.

ثانياً: إن تأسيس هذا البيت عام 1945 في عاصمة صاخبة كالقاهرة آنذاك كان قد أحدث فرقاً كبيراً بشأن بلد صحراوي منزوٍ شمال الخليج يقبع تحت الانتداب البريطاني.

ثالثاً: هناك عنصر إبهار صنعته شخصيات كويتية فذَّة في تأسيس هذه المؤسسة التعليمية الثقافية وهم: الشيخ عبدالله الجابر، عبدالعزيز حسين، أحمد مشاري العدواني، حمد عيسى الرجيب، عبداللطيف الشملان، وآخرون يرحمهم الله، وذلك رغم قلة الموارد.

رابعاً: لم يكن في ذلك الزمن مداخيل نفط ولا ميزانيات مالية كيومنا هذا، ورغم ذلك استطاع من ذكرناهم أن يقفزوا بإمارة الكويت قفزة غير مسبوقة كانت قد مهدت في جزء منها لملف الاستقلال.

خامساً: أن من بين من أسسوا بيت الكويت قاموا لاحقاً بتأسيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عام 1973 وهم عبدالعزيز حسين رئيساً، أحمد العدواني أميناً عاماً، وهذه ليست بمصادفة بل تخطيط متراكم أخلصوا فيه لمبادئهم وللكويت كوطن.

سادساً: أن مسؤولي البيت تجاوزوا الغرض من إنشائه، وهو رعاية المبتعثين للدراسة وتوسعوا نحو تحويله لمنتدى ثقافي أقيمت فيه الندوات والمحاضرات والأمسيات الموسيقية والعروض المسرحية، وكان يستقطب كبار الأدباء والشعراء المصريين والعرب. فهل نحن واعون لهذا الحراك في قلب القاهرة لكيان لم يحصل بعد على استقلاله؟

سابعاً: جاء تأسيس البيت في تلك السنة نتيجة لتطورات سياسية وثقافية ومدنية بدأت عام 1911 بالمدرسة المباركية، وانتهت عام 1936 بإنشاء دائرة المعارف، وبين السنتين المذكورتين حصل ما يلي: مجلس تشريعي وافتتاح مدرسة الأحمدية عام 1921 ، عرض أول مسرحية عام 1924 بعنوان محاورة إصلاحية للشيخ عبدالعزيز الرشيد، إنشاء البلدية 1930 ، زيادة بعثات الدراسة الخارجية للعراق ومصر ولبنان وغيرها من الدول، وزيارة العديد من الشخصيات العربية المثقفة والمقاومة للاستعمار للكويت كالثعالبي، والشنقيطي، وحافظ وهبة وآخرين، وانتشار الصحف والمجلات العربية في الكويت، وإنشاء النوادي الأدبية الأهلية. وبين ما ذكرته آنفاً، وما لم تسعفني مساحة الجريدة هناك قصص أخرى رائعة تعكس شغف الكويتيين بالحياة.

back to top