ضربة إسرائيلية لدمشق و«فيلق القدس» ومقتل 23

• تدمير بطاريات للدفاع الجوي في مطار المزة ومستودعات إيرانية في محيط الكسوة وقدسيا وصحنايا
• نتنياهو: قلنا سنضرب من يعتدي علينا وفعلنا
• موسكو تحذر تل أبيب من تصعيد التوتر بالمنطقة

نشر في 21-11-2019
آخر تحديث 21-11-2019 | 00:03
حشد إسرائيلي في الجولان المحتل أمس  (أ ف ب)
حشد إسرائيلي في الجولان المحتل أمس (أ ف ب)
للمرة الثانية خلال ساعات، وجهت إسرائيل فجر أمس "ضربات واسعة النطاق" لعشرات الأهداف العسكرية السورية والإيرانية في رد جديد على إطلاق صواريخ صوب الجولان المحتل.
غداة إعلانه اعتراض دفاعاته الجوية أربعة صواريخ أطلقت من سورية المجاورة، أكد الجيش الإسرائيلي أنه شنّ ضربات جوية "على نطاق واسع" على مواقع للقوات الحكومية و"فيلق القدس" الإيراني في دمشق وريفها، موضحاً أنها شملت "نحو عشرة أهداف عسكرية" بما في ذلك مقار قيادة عسكرية ومستودعات، وقامت "بتدمير" بطاريات للدفاع الجوي.

وقال المتحدث باسم الجيش جوناتان كونريكوس، إن الهجوم كان "قصيراً وكثيفاً جداً وهدفه الرئيسي كان المنشأة الزجاجية الواقعة في المحيط العسكري لمطار دمشق الدولي"، معتبراً أنها "المبنى الرئيسي الذي يستخدمه الحرس الثوري لتنسيق نقل المعدات العسكرية من إيران وسورية وأبعد من ذلك".

وإذ أعلن الجيش الإسرائيلي أن ضرباته، ونشر خريطة توضح أهدافها في ضواحي دمشق والقنيطرة، "لم تسفر عن ضحايا وكل الطيارين عادوا سالمين"، شدد على أنه "مستعد لمختلف السيناريوهات"، وحمّل "الحكومة السورية مسؤولية الأعمال التي تقع على أراضيها"، في إشارة لإطلاق قذائف صاروخية من قِبل قوة إيرانية باتجاه الجولان المحتل.

قتلى ودمار

ووفق المرصد السوري، فإن الضربات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل 23 عنصراً بينهم 16 موالون لإيران من جنسيات مختلفة وإصابة أربعة مدنيين، مؤكداً أنها أدت إلى "تدمير بطاريات للدفاع الجوي السوري في مطار المزة العسكري ومستودعات للأسلحة والذخائر تابعة لفيلق القدس التابع للحرس الثوري في محيط الكسوة ومستودع آخر قرب ضاحية قدسيا ومحيط صحنايا" بجنوب وجنوب غرب دمشق.

وأضاف أن "شابة أصيب بشظايا جراء القصف على ضاحية قدسيا كما جرى انتشال عائلة مكونة من رجل وزوجته وابنه من تحت أنقاض منزل في قرية بيت سابر بناحية سعسع بعد استهداف أحد الصواريخ الإسرائيلية للمنزل".

وبعد دوي انفجارات ضخمة في العاصمة، نقلت وكالة الأنباء الرسمية "سانا" عن مصدر عسكري أن الطيران الإسرائيلي "استهدف بكثافة محيط مدينة دمشق بعدد من الصواريخ تصدت لها على الفور منظومات الدفاع الجوي وتمكنت من اعتراض وتدمير معظمها قبل الوصول إلى أهدافها".

في الوقت نفسه، تحدثت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية عن "طائرات حربية معادية" قامت "بغارات وهمية على ارتفاع منخفض" فوق صور في جنوب لبنان.

وقال رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو: "لقد أوضحت أن من سيؤذينا سيؤذي نفسه، وهذا ما فعلناه الليلة الماضية إزاء أهداف عسكرية لفيلق القدس الإيراني وأهداف عسكرية سورية بعد إطلاق وابل من الصواريخ على إسرائيل".

وأكد المتحدث الثاني باسم الجيش أفيخاي أدرعي مهاجمة عشرات الأهداف منها صواريخ أرض- جو ومقار ومستودعات أسلحة وقواعد عسكرية، معتبراً "إطلاق الصواريخ على إسرائيل خير دليل للسبب الحقيقي لوجود إيران في سورية وأن تموضعها يشكّل خطراً على أمن إسرائيل والاستقرار في المنطقة وعلى دمشق".

روسيا وإيران

واتهم نائب وزير خارجية روسيا ميخائيل بوغدانوف إسرائيل بانتهاك القانون الدولي والتعدي على دولة سيادة، محذراً من أن غاراتها على سورية "ستؤدي إلى تصاعد التوترات".

وعلى غرار روسيا، نددت حركتا "حماس" و"الجهاد" بهجمات إسرائيل، وأكدتا وقوفهما الكامل مع سورية في "مواجهة هذا العدوان وحقها في التصدي له والدفاع عن أرضها وشعبها".

وطالبتا بضرورة "مواصلة التصدي لهذا العدوان، وتسخير كل مقدرات الأمة لمواجهة سياسة العربدة واستعراض العضلات وإفشال المشروع التصفوي المدعوم أميركياً في المنطقة، مؤكدين أن هزيمة هذا المخطط وإسقاطه أمر محتوم".

وفي إدلب، استعادت فصائل المعارضة السيطرة على قرية المشيرفة الاستراتيجية في الريف الجنوبي الشرقي بعد معارك كر وفر مع القوات الحكومية، أسفرت عن مقتل عدد من الطرفين، تزامناً مع قصف بالبراميل المتفجرة والمدفعية استهدف معرة حرمة وأم الصير.

ووسط أنباء، عن شن الجيش التركي والفصائل الموالية له هجوماً بالأسلحة الثقيلة على مواقعها في أربع قرى بتل أبيض شمال الرقة، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اكتمال انسحاب الوحدات الكردية من منطقة شرق الفرات باستثناء عدد قليل.

ورغم تهديد الرئيس رجب طيب إردوغان ووزير خارجيته مولود جاويش أوغلو باستئناف الهجوم على الأكراد في حال لم تكمل واشنطن وروسيا تنفيذ التزامهما بإبعادها مسافة 30 كلم عن الحدود وإنشاء منطقة آمنة شرق الفرات، أشار لافروف إلى أن أنقرة أكدت لموسكو أنها لا تخطط لشن عملية عسكرية جديدة.

قمة وترحيل

ومع ترحيل أنقرة عشرة ألمان وهولنديَين ودنماركي وبريطاني وأميركي من أسرى تنظيم "داعش" لبلادهم بانتظار 944 آخرين، أعلن المتحدث باسم الرئاسة إبراهيم كالن، عن قمة رباعية لبحث أزمة سورية بين إردوغان ونظيريه الفرنسي إيمانويل ماكرون والروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عقب اجتماع حلف شمال الأطلسي في 3 و4 ديسمبر في لندن.

لافروف يعلن اكتمال انسحاب الوحدات الكردية من شرق الفرات... وفصائل إدلب تستعيد المشيرفة
back to top