مصلوح: والدي كان عماد نشأتي الأولى

قدَّم محاضرة «في روضة اللغة والأدب والشعر» ضمن «حديث الاثنين»

نشر في 13-11-2019
آخر تحديث 13-11-2019 | 00:02
أثرى د. سعد مصلوح الحضور بتجربته ومسيرته العلمية ضمن "حديث الاثنين" في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي.
شهدت القاعة المستديرة في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، أمس الأول، فعالية "حديث الاثنين"، ضمن الموسم الثقافي للمركز، باستضافة د. سعد مصلوح، الذي قدَّم محاضرة بعنوان "في روضة اللغة والأدب والشعر"، بحضور جمع غفير من الأدباء والمهتمين، وقام بإدارة المحاضرة د. عبدالله السرحان.

في البداية، قدَّم د. السرحان مقتطفات من مسيرة د. مصلوح، وقال إنه وُلد عام 1943 بمحافظة المنيا، وحصل على ليسانس في اللغة العربية والدراسات الإسلامية من كلية دار العلوم جامعة القاهرة 1963، وعلى الماجستير من نفس الكلية عام 1968، والدكتوراه من جامعة موسكو 1975، وأنه عمل معيداً بكلية دار العلوم، فمدرساً مساعداً، فمدرساً، بعدها أستاذاً مساعداً في عام 1980، ثم أستاذاً بكلية الآداب فرع بني سويف.

وأضاف: "عمل د. مصلوح أستاذاً مشاركاً في كلية الآداب بجامعة الملك عبدالعزيز، وخبيراً بمعهد الخرطوم الدولي للغة العربية التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، ثم أستاذاً بكلية التربية الأساسية بالكويت، وحاليا هو أستاذ بكلية الآداب جامعة الكويت".

وذكر السرحان أن د. مصلوح لديه الكثير من المؤلفات، كما أشرف أيضا على رسائل علمية.

غارق في التراث

من جانبه، تحدث د. مصلوح عن البدايات، وقال: "لديَّ نشأتان، وأنا محظوظ في ذلك. النشأة الأولى كان راعيها والدي (رحمه الله)، هو أولا رجل حافظ لكتاب الله، وثانيا غارق في تراث العربية؛ قراءة وفقها وحفظا".

ولفت إلى أن والده، عبدالعزيز مصلوح، علَّم نفسه بنفسه اللغة الإنكليزية، حتى نظم بها شعرا، وأنه لم يحصل على أي شهادة رسمية، وترجم لكبار الشعراء الفرنسيين والإنكليز، وأتقن الترجمة، وجمع القصائد التي ترجمها والده في إصدار بعنوان "فرائد القصائد".

وقال إن عملية الترجمة عند والده شيء رائع، وإنه تعلَّم منه حب الترجمة، ووصله بالتراث، وحفظه كتاب الله، وحاول بكل ما أوتي من حيل جميلة أن يجعل منه شاعرا، وأنه حاول وكتب في عام 1952، وكان عمره آنذاك تسع سنوات، فأعجب والده بما كتب، واشترى له دفترا، لكي يجعل منه ديوانا.

جريدة الإنذار

وأوضح د. مصلوح أن والده فتح له أفقا: "لقد أحببته جدا، وكان عماد نشأتي الأولى"، مبينا أن والده كان يكتب في جريدة الإنذار بصفة أسبوعية، وكانت عبارة عن حِكم أسبوعية، وأنه بصدد جمعها، كما كتب والده أبياتا غنتها سكينة حسن، حيث استمع جمهور المركز لها، ونالت استحسان الجمهور وإعجابهم.

بعثة موسكو

وتحدث د. مصلوح عن نشأته الثانية، والتي كانت من خلال شيخ من شيوخ "دار العلوم"، وهو د. عبدالرحمن أيوب، ووصف د. أيوب بأنه الرجل اللساني وعالم بالفلسفة والموسيقى، مفتوح الأفق.

وقال إن د. أيوب كان كثير المطالب، لكنه عشق ذلك التعب، ودخل به في الأدب الإنكليزي، واللسانيات العالمية، وأشرف على خطواته الأولى في الماجستير، و"أعتقد أن العلاقة بين النشأة الأولى والثانية حلَّت لي عددا من المشاكل"، موضحا أنها ساعدته في حل معضلة التعارض المتوهم بين الدراسات اللغوية والأدبية.

وتكلم د. مصلوح عن رحلته إلى موسكو في بعثة دراسية، لدراسة الدكتوراه، فتعلم اللغة الروسية الصعبة على اللسان وفي الكتابة، وأكد أن التجربة الروسية علمته الإتقان والتريث وعدم الاستعجال، مشيدا بالثقافة الروسية، وما أنجرته في الأدب وعلم النفس والدراسات اللغوية، وأنه تعلم من هذه التجربة عدم الكتابة في مجال خاض به غيره، لذا يعتقد أنه قدَّم بعض المشروعات التي سيتوقف تاريخ الإنجاز عندها.

تجربة الترجمة

وعدَّد د. مصلوح بعض هذه المشروعات، منها ما يقع في جانب التراث والمعاصرة، وعرض نماذج، منها: الإعراب الكامل للقرآن الكريم مع زميله د. عبداللطيف الخطيب، وهي التجربة التي استغرقت 16 سنة كاملة، كذلك فكرة "الأسلوبية الإحصائية"، مشيرا إلى أنها فكرة مدهشة، وأفادت الباحثين الأكاديميين في تحقيق التراث، وسلسلة النحو العربي التي أصدرها مع الخطيب، معتبرا أن من أهم مشروعاته مجموعة من أهم التلاميذ الذين عمل معهم من جنسيات عدة، وخاصة من إفريقيا وآسيا، وتوقع لهم مستقبلا مشرقا.

وحول تجربة الترجمة، قال: "أعتبرها واحدة من أهم التجارب في حياتي"، وقد تخرَّج في كلية دار العلوم ومستوى اللغة الإنكليزية لديه لا يزيد على المرحلة الثانوية، فيما يتحدث زملاؤه العائدون من بعثات بريطانيا الإنكليزية بطلاقة، فعلَّم نفسه اللغة الإنكليزية، حتى حصل على جائزة الشيخ زايد في الترجمة عام 2009.

وأنهى د. مصلوح "حديث الاثنين" بالشعر، حيث ألقى قصيدة "في طوى الأقداس... كلمات في الميلاد الجديد لخالد سعود الزيد".

النقد اللساني

جدير بالذكر، أن د. مصلوح اشتغل بضبط النقد اللساني، فكان رائدا فيه، كما أنه لم يقطع الصلة بالتراث، لنجده يناقش قضايا التراث، ويعمل مع زميل له في إعراب القرآن، كما كان له في تأليف الكتب العلمية والترجمة، وحصل على شهادات تقدير وجوائز من الجمعية الدولية للمترجمين العرب، والجمعية الدولية للغة العربية، وفاز بالجائزة الأولى لمجمع اللغة العربية في عام 1970.

أما د. عبدالله السرحان، فهو عضو هيئة التدريس بجامعة الكويت، وحاصل على الدكتوراه في اللغة العربية من جامعة سانت أندروز (المملكة المتحدة)، والماجستير في الدراسات العربية والإسلامية ودراسات الشرق الأوسط من جامعة إدنبره (المملكة المتحدة)، والبكالوريوس في اللغة العربية من جامعة الكويت.

نشأته الثانية كانت على يد د. عبدالرحمن أيوب

ألقى قصيدة «في طوى الأقداس... كلمات في الميلاد الجديد لخالد سعود الزيد»
back to top