رفعنا الراية البيضاء

نشر في 12-11-2019
آخر تحديث 12-11-2019 | 00:00
 يوسف عبدالله العنيزي لكم أشعر بالألم عندما أكتب أو أقرأ مقالا فيه انتقاد أو شكوى وحديث عن إحدى الأزمات المستحكمة في الكويت الغالية التي نتمنى أن تكون كما كانت دائما دانة الدانات قولا وعملا، ولكن للأسف ترى الأمور تسير دائما إلى الخلف، وللأسف أن ما يكتبه أهل الرأي وما يتحدث عنه أهل الديرة لا يجد أي صدى أو اهتمام من المسؤولين، وبشكل خاص من مجلس الوزراء أو مجلس الأمة أو المجلس البلدي أو حتى من المواطن الذي استمرأ الشكوى، وأتقن أسلوبها، ولم يعد يهتم بما يعانيه الوطن إلا من جانب التحلطم، ولكنه ليس على استعداد لأن يبدأ الإصلاح بنفسه.

ولا نريد أن نسرد قائمة الأزمات، فهي واضحة للعيان، ولكن التساؤلات الأهم: هل المسؤولون على اطلاع عليها؟ وهل حاولوا التصدي لها ولم يستطيعوا؟ وإن كانوا غير قادرين فلمَ لم يتم الإعلان عن ذكر الأسباب ليعرف الشعب ذلك؟ وعلى سبيل المثال نعاني من فئة من قائدي السيارات ممن امتهنوا إيذاء الناس في الشارع فوصل الأمر أحيانا إلى إزهاق الأرواح أو إعاقات دائمة.

وهناك فئة تخصصت في إشاعة الإزعاج فقامت بتركيب أجهزة خاصة لإصدار أصوات عالية ومزعجة، ولم تكتفِ تلك الفئة باحتلال الشوارع الرئيسة، بل تجاوزت ذلك إلى الشوارع في المناطق السكنية دون مراعاة لظروف المرضى وكبار السن والأطفال، فهل إزعاج الآخرين يبعث المتعة لتلك الفئة؟ وفي ظل تمادي تلك الفئة وزيادة أعدادها هل يعني ذلك أن وزارة الداخلية قد رفعت الراية البيضاء ولن تستطيع السيطرة على تلك الفوضى التي تضرب أطنابها في شوارع البلاد وتفشي داء السرعة في شوارع البلاد؟

ومن ناحية أخرى وكإحدى المشاكل العالقة هناك تساؤل مستحق: ما الذي يمنع من تخصيص مجالي السياحة والرياضة، بالتأكيد إن تقديم السياحة والترفيه ليس من اختصاص الحكومة، فلم تنجح الشركات العالمية مثل "دزني لاند" إلا بسبب إبعاد الحكومة وأجهزتها عن التدخل في إدارة تلك الشركات، وكذلك الحال في المجال الرياضي الذي غدا مصدر دخل إضافي للعديد من الدول، وللأسف أننا في الوقت الذي ننادي فيه بتنويع مصادر الدخل، نرى الحكومة وهي تسيطر بشكل كامل على كل مفاصل الدولة، وغدا مصطلح التخصيص "بعبعاً" يثير الحكومة وبعض الأصوات التي تتخوف من بيع الوطن ومقدرات البلاد، علما أن أقوى اقتصادات دول العالم تقوم على نجاح الشركات الخاصة التي تمثل الدخل الرئيسي للدولة.

ونكتفي بهذا الاستعراض من القائمة الطويلة للمشاكل والأزمات التي تواجه الوطن، على أمل أن نرى تلك الراية قد انخفضت وبدأنا سباق التطور والتنمية، وحفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

رقم «400»

بهذا المقال أكون قد أكملت كتابة "400" مقال منذ بدأت الكتابة في هذه الجريدة الغراء التي عاصرتها حتى قبل أن تصدر، وذلك عندما سعدت بلقاء الأخ العزيز محمد جاسم الصقر في مدينة العقبة الأردنية الرائعة، حيث كان الأخ "بو عبدالله" عضواً في الوفد الكويتي البرلماني المشارك في مؤتمر رؤساء البرلمانات العربية الذي عقد في تلك المدينة الرائعة، وكان الأخ "بوعبدالله" مشغولاً بالتحضير لإصدار هذه الجريدة الغراء، ولم يتم بعد الاتفاق على تسميتها، والآن وبعد مضي عدد من السنين احتلت هذه الجريدة المركز الثاني في ترتيب الصحف في دولة الكويت، فتهنئة من القلب لها وللعاملين عليها على هذا النجاح، مع الدعاء بالمزيد من النجاح والتوفيق.

back to top