مشاورات أوروبية حول تأجيل «بريكست»

المعارضة البريطانية تتوعّد جونسون بسبب «رسائله الغامضة»

نشر في 21-10-2019
آخر تحديث 21-10-2019 | 00:03
No Image Caption
رغم الغموض الذي أثاره توجيه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون رسائل إلى المفوضية الأوروبية لطلب إرجاء موعد الانفصال قبل 11 يوماً من الموعد الأخير لـ "بريكست"، مهّدت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، أمس، الطريق أمام البرلمان الأوروبي للمصادقة على الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأسبوع الماضي مع جونسون، لكنها لم تتخذ قراراً بشأن طلب لندن تأجيل الخروج لما بعد الموعد المقرر له حالياً في 31 أكتوبر.

وأكدت مصادر دبلوماسية أن سفراء الاتحاد الأوروبي أطلقوا رسمياً عملية المصادقة على الاتفاق، خلال اجتماع قصير مع كبير مفاوضي ملف خروج بريطانيا من الاتحاد ميشيل بارنييه.

وذكر أحد هذه المصادر أنه تم إطلاع السفراء على طلب التأجيل الذي تم تقديمه الليلة قبل الماضية، لافتاً إلى أن رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك سيجري على مدار الأيام المقبلة مشاورات مع قادة دول الاتحاد الأوروبي بشأن الطلب، مع الأخذ في الاعتبار "التطورات في الجانب البريطاني".

وأفاد مصدر آخر، بأن الوضع في بريطانيا "غير واضح جداً"، مشيراً إلى أن التكتل لا يريد اتخاذ قرار بشأن التأجيل ثم يجد البرلمان البريطاني قد صادق على الاتفاق.

وأضاف أنه "ليس مستبعداً" أن يتمكن الجانبان من استكمال عملية المصادقة قبل 31 الجاري، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه قد يكون هناك تأجيل "تقني" لاستكمال العملية.

وكان البرلمان البريطاني رفض ثلاث مرات الاتفاق الذي توصلت إليه رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي مع الاتحاد.

وأمس الأول، صوّت مجلس العموم البريطاني بأغلبية 322 صوتاً مقابل 306 على تأجيل تصويته الحاسم بشأن اتفاق "بريكست" الذي تم التوصل إليه الخميس الماضي بين لندن وبروكسل.

وبناء على ذلك، وجد الأوروبيون أنفسهم صباح أمس، أمام ثلاث رسائل، تقول جميعها الأمر ونقيضه، في حين لا يزال هناك أقلّ من أسبوعين لتجنّب خروج من دون اتفاق يثير قلق الأوساط الاقتصادية.

وطلبت الرسالة الأولى التي لم يوقعها جونسون، إرجاء موعد "بريكست" ثلاثة أشهر. وفي الرسالة الثانية التي وقعها رئيس الوزراء، يؤكد هذا الأخير أنه لا يريد التأجيل. أما الرسالة الثالثة التي أرسلها السفير البريطاني لدى الاتحاد الأوروبي تيم بارو، فتشير إلى أن الإرجاء لم يُطلب إلا امتثالاً للقانون.

وبينما قال مايكل غوف، أقرب مساعدي جونسون في مقابلة مع قناة "سكاي نيوز"، أمس، إنه رغم هذا الطلب "سنخرج في 31 أكتوبر. نملك الوسائل والمهارة لتحقيق ذلك"، توعّدت المعارضة بوضع جونسون، أمام مسؤوليته، بسبب "رسائله الغامضة" التي أرسلها إلى توسك، بشأن مواعيد "بريكست". وتؤكد المعارضة أن جونسون أشار في رسائله هذه إلى عدم رغبته في تلبية دعوته السابقة حول تأجيل مواعيد "بريكست" ويتهم البرلمانيين البريطانيين بأنهم لم يوافقوا على القرار الذي كان يرغب فيه.

وقال زعيم "حزب العمال" جيريمي كوربين، في خطاب ألقاه مساء أمس الأول أمام أنصاره: "سنستخدم كل الوسائل الممكنة لتحدّي أعمال الحكومة، كما سنتحدّى نوايا جونسون لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون أي اتفاق. نحن الآن حركة موحدة. ويوجد بيننا من صوت لمصلحة الخروج ومن صوت ضده. وكلنا أعضاء حزب العمال".

من جهته، وصف أحد قادة الجناح اليساري لـ "العمال"، جون ماكدونال، الرسائل التي وجهها جونسون لتوسك بأنها "رد الفعل المتغطرس ورد فعل المراهقة على أعمال البرلمان"، مضيفاً أن "جونسون رئيس وزراء يتعامل الآن مع البرلمان والمحاكم بازدراء".

وتابع: "رفضه الطفولي لمجرد التوقيع على الخطاب يؤكد ما كنا نشتبه فيه طوال الوقت، وهو أن جونسون بتعاليه يعتقد أنه فوق القانون وفوق المحاسبة".

back to top