واشنطن ضربت إيران إلكترونياً بعد «هجوم أرامكو»

• الجريدة. انفردت بنشر تفاصيل الهجوم
• باريس تكتمت على توقيف فرنسيَّين
• بوتين يوفد مبعوثاً إلى طهران... وشمخاني: سنرد بحزم على استهداف ناقلتنا

نشر في 17-10-2019
آخر تحديث 17-10-2019 | 00:04
الرئيس الإيراني يكرم طالبة بمناسبة انطلاق العام الدراسي الجديد في طهران أمس (إرنا)
الرئيس الإيراني يكرم طالبة بمناسبة انطلاق العام الدراسي الجديد في طهران أمس (إرنا)
صرح مسؤولان أميركيان بأن الولايات المتحدة وجهت ضربة إلكترونية سرية لإيران، في أعقاب «هجوم أرامكو»، مؤكدَّين بذلك خبر «الجريدة» الذي نشرته في 22 سبتمبر الماضي، نقلا عن مصادر إيرانية، في حين هدد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي لاريجاني بالرد على استهداف ناقلة نفط إيرانية، خلال استقباله مبعوث الرئيس الروسي.
بعد نحو 3 أسابيع من انفراد «الجريدة» بنشر تفاصيله، كشف مسؤولان أميركيان النقاب عن شن الولايات المتحدة ضربة إلكترونية انتقامية ضد إيران، بعد اتهامها من قبل واشنطن والرياض بالتورط في الهجوم على منشآت أرامكو السعودية منتصف سبتمبر الماضي.

وقال المسؤولان، اللذان تحدثا لـ»رويترز» أمس، شريطة الحفاظ على سرية هويتهما، إن واشنطن نفذت عملية إلكترونية سرية استهدفت طهران.

وأضافا أن العملية تمت في أواخر الشهر الماضي واستهدفت قدرة طهران على «نشر الدعاية». وقال أحد المسؤولين إن «الضربة أثرت على معدات».

وفي حين لم يتضح إذا ما كانت الولايات المتحدة اكتفت بهذه الضربة الإلكترونية، ولم تشن ضربات أخرى منذ أواخر سبتمبر، يستغرق تحديد أثر الهجوم على طهران أشهراً.

ويرى خبراء الإنترنت بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن أن الضربات الإلكترونية يمكن أن تلحق أضراراً «دون قتل أحد أو تفجير أي شيء» وتوفر خيارا غير مسبوق وأقل استفزازا، في وقت قد يكون من غير الممكن ردع السلوك الإيراني حتى بالضربات العسكرية التقليدية.

خبر «الجريدة»

وكانت «الجريدة» نشرت في 22 سبتمبر الماضي على صدر صفحتها الأولى تفاصيل تعرض إيران لضربة سيبرانية أميركية، ونقلت عن مصدر عالي المستوى في «منظمة الدفاعات غير التشغيلية» الإيرانية تأكيده أن طهران تعرضت لأكبر هجوم إلكتروني في تاريخها حتى الآن، مضيفاً أن الهجوم استهدف جميع منشآت البلاد النفطية والنووية، مما اضطر المنظمة للطلب من وزارة الاتصالات قطع أجزاء كبيرة من الإنترنت، وتعطيل تلك المنشآت، وقسم من المنشآت العسكرية.

وقال المصدر إن الأجهزة الإيرانية المختصة توصلت، حسب المعلومات الأولية، إلى أن الهجوم تم من خلال أكثر من 1500 محطة من شتى أرجاء العالم، واستهدف اختراق الأنظمة الدفاعية لوزارة الاتصالات، والدخول إلى أنظمة المنشآت النفطية والنووية، موضحاً أن المخترقين كانوا قد زرعوا أنظمة فيروس في هذه الأجهزة، وكانت تلك البرامج تنتظر لحظة الصفر لتبدأ العمل.

وحسب المصدر، فإن الهجوم سبقه مهاجمة مجموعة أخرى لأنظمة إلكترونية تابعة لـ«الحرس الثوري» تشغل محطات إطلاق الصواريخ والطائرات دون طيار، للتضليل.

وأوضح أن عدداً من الهجمات، المتزامنة التي استمرت 5 ساعات، تركز على الأنظمة المصرفية الخاصة بالمصرف المركزي الإيراني، الأمر الذي يعتبر أكبر اختراق أمني إلكتروني في تاريخ إيران.

مشاهدة أحلام

في غضون ذلك، سارع وزير الاتصالات الإيراني محمد جواد آذري جهرمي، أمس، إلى نفي تعرض بلاده لأي هجوم إلكتروني في الفترة الأخيرة. وقال آذري: «يبدو أنهم شاهدوا حلما، لا لم يحدث ذلك».

روحاني وشمخاني

إلى ذلك، جدد الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس، إقراره بمواجهة «ظروف اقتصادية صعبة» جراء العقوبات الأميركية، لكنه أكد أن بلاده ستتجاوزها. ورأى روحاني أن انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي وإعادة فرضه العقوبات على طهران جاء بعد ضغوط من السعودية وإسرائيل.

من جانب آخر، أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي لاريجاني، خلال استقباله ألكساندر لافرنتييف مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي اختتم جولة خليجية أمس الأول، أن إيران سترد رداً حازماً على الجهات التي تقف وراء مهاجمة ناقلة النفط الإيرانية «سابيتي» قبالة سواحل السعودية في البحر الأحمر، الجمعة الماضية، بما «يجعلهم يندمون على فعلتهم».

من جهة أخرى، أودع حسين فريدون الأخ غير الشقيق لروحاني، سجن «إيفين» ذائع الصيت شمال العاصمة طهران، بعد إدانته بقضية فساد مالي والحكم عليه بالسجن 5 سنوات مع النفاذ.

كشف وإدانة

على صعيد منفصل، أعلن «صندوق تحليل المجتمعات السياسية» (فاسابو) أن الباحث الفرنسي رولان مارشال أوقف في يونيو الماضي، في إيران، مع زميلته الفرنسية- الإيرانية فاريبا عادلخاه.

وفي رسالة مفتوحة، قالت إدارة الصندوق إنها وافقت على طلب من السلطات الفرنسية التزام الصمت حول التوقيف الذي كشفته أمس الأول صحيفة «لوفيغارو».

يأتي ذلك في وقت توقفت بشكل شبه نهائي مبادرة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، الهادفة لتهدئة التوتر الايراني- الأميركي عبر انقاذ الاتفاق النووي والبحث في توسيعه ليشمل هواجس واشنطن.

في هذه الأثناء، عبرت الحكومة الفرنسية عن إدانتها توقيف المعارض الإيراني روح الله زام، الذي «يتمتع بوضع لاجىء في فرنسا»، وأعلنت طهران اعتقاله في إطار عملية يعتقد أنها تمت في العراق، لكنها ما زالت غامضة.

وفي مؤشر إلى عودة الصراع بين أجنحة النظام، أحيا الرئيس الإيراني مقترحه لإجراء استفتاء لتوضيح المسار السياسي لبلاده.

وقال روحاني: "إذا فشلنا في التوصل إلى حلول لقضايا نناقشها منذ أكثر من 40 عاماً، يتعين أن نطالب بإجراء استفتاء"، في إشارة إلى الفترة منذ الثورة الإسلامية عام 1979.

وأضاف أن "الخلافات الاستراتيجية" بين القوى السياسية للإصلاحيين والمتشددين في البلاد يتعين توضيحها من خلال تصويت، طبقا لبيان حكومي.

ويبدو مثل هذا التصويت موضوعا محرما في إيران. وقد مر 40 عاماً منذ الاستفتاء الذي ألغى الملكية وأقام الجمهورية الإسلامية.

ترحيل شقيق الرئيس الإيراني المدان بقضايا فساد إلى سجن «إيفين»
back to top