التربية بالرفق

نشر في 11-10-2019
آخر تحديث 11-10-2019 | 00:08
 محمد العويصي «استمعت إلى الخبر التالي من إذاعة الـB.B.C: «فُصلت ممرضة من عملها في إحدى المدارس البريطانية، بسبب ضربها لابنها البالغ من العمر 10 سنوات في بيتها، مع العلم أن ابنها لم يصب بأي أذى»!

هذا الخبر الذي بثته الإذاعة جعلني أتساءل في نفسي: هل الضرب أسلوب ناجح في التربية والتعليم؟ أم توجد طرق وأساليب أخرى للتربية تغني عن الضرب؟

إذا أردتم معرفة الإجابة فاقرؤوا معي قصة «تعلمت من سلحفاة» ففيها العظة والعبرة:

قال فهد: كانت عندنا سلحفاة وكنت ألعب معها وأحب أن أتبعها وهي تمشي، وذات يوم حاولت أن أجعلها تسير فامتنعت وتجمعت داخل غلافها، فقد كانت الليلة شاتية باردة، فأمسكتُ بعصا وأخذت أضربها بقوة لتتحرك، لكنها لم تتأثر، تملكني الغيظ كيف لا تسمع السلحفاة كلامي، وأنا لم أقصر معها بشيء، فقد وفرت لها الطعام والشراب ومكانا مناسبا لنومها.

شاهد أبي غيظي وحيرتي فسألني عن السبب؟ فأبديت أسفي لعدم استجابة السلحفاة لرغبتي في اللعب معها، ولما شاهد أبي العصا في يدي قال: هاتها يا فهد ورمى بها بعيداً، ثم طلب مني أن أوقد المدفأة، ففعلت ثم جلسنا نتدفأ... وإذا بالسلحفاة تقترب منا لتنال بعض الدفء، وعند ذلك قال لي أبي: «الناس كهذه السلحفاة إن أردت أن يستجيبوا لما تريد فدفّئهم بعطفك ولا تكرههم على فعل ما تريد بعصاك».

نعم عزيزي المربي إذا أردت أن تطاع فعليك معاملة الناس، وخصوصا التلاميذ في المدرسة، معاملة حسنة لأن أسلوب الرحمة والشفقة وإشعار التلميذ بالعطف والحنان وشدة الحرص عليه من أنجح الأساليب في التربية والتعليم.

وصدق رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم عندما قال: «إِنَّ الرِّفقَ لا يَكُونُ في شيءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلا يُنْزَعُ مِنْ شَيءٍ إِلَّا شَانَهُ».

فالرفق واللين والعطف والحنان والرحمة طريق ممهد للوصول إلى كسب قلوب الناس ومحبتهم، أما أسلوب القسوة والعنف والفظاظة فإنه طريق وعر يبعدك عن قلوب الناس ويكرههم فيك، وصدق الله عز وجل عندما قال لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: «ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك».

* اقرأ واتعظ:

«إنك تستطيع أن تجر الحصان إلى النهر، لكنك لا تستطيع أن تجبره على شرب الماء».

back to top