«وشاح» قدمت موشحات حلبية سورية غنية بالفن والثقافة

ضمن فعالية «موسيقى الاثنين» في القاعة المستديرة بمركز جابر الثقافي

نشر في 09-10-2019
آخر تحديث 09-10-2019 | 00:14
تميّزت فرقة «وشاح» بأصالة وصلاتها التي قدمتها ضمن فعالية «موسيقى الاثنين»، في مركز الشيخ جابر الثقافي، ونالت استحسان الجمهور.
أطلق مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي فعالية "موسيقى الاثنين" في القاعة المستديرة، واستضاف خلالها فرقة "وشاح"، التي قدمت موشحات حلبية سورية، مع مجموعة قطع موسيقية وغنائية غنية بالفن والثقافة.

وحضر الأمسية، التي كانت تشبه ليلة من ليالي ألف ليلة وليلة، جمع غفير من محبي فن الموشحات، والذي اكتظت بهم القاعة لمتابعة الفرقة المكونة من مروان فقير، العازف على آلة الكمان، وإياد حيمور العازف على آلة القانون، وفواز بكر العازف على آلة العود، إلى جانب المغني خالد الحافظ.

وفي بداية الأمسية، أخذت الفرقة الجمهور في رحلة إلى زمن الحضارة وأعادت إلى الأذهان زمن الفن الجميل.

وكانت الوصلة الأولى عبارة عن "سماعي"، مقام حجاز كار كردي، وكانت تتضمن ثلاثة موشحات قديمة أولها من تلحين عمر البطش بعنوان "يمر عجبا ويمضي".

والبطش من مواليد سنة 1885م، وهو ملحن سوري ولد في حي الكلاسة بمدينة حلب لأسرة حلبية مهتمة بالفن.

أما الموشح الثاني، الذي أضفى سحراً خاصاً من جمال الموشحات، فكان "يا غزال الرمل"، وهو من تلحين زهير المنيني، وفاجأ خلاله الحافظ الجمهور بصوته الشجي، في حين كان الموشح الثالث بعنوان "لم يكن هجري حبيبي عن قلى".

وانتقلت الفرقة عقب ذلك إلى الوصلة الثانية، التي اشتملت على موشحين أولهما "مر التجني بديع المحيا"، والثاني "يا حسن مظهر يبدو سناه"، أما الوصلة الثالثة، التي قدمتها الفرقة من مقام الهُزام، فتضمنت الموشحين "كم وكم الصدود يا أملي"، و"بالله يا باهي الجمال يكفي التجني".

تفاعل كبير

وتابعت الفرقة وصلاتها الغنائية وسط استحسان وتفاعل كبير من الجمهور، إذ غنت مقام البياتي "إنما أنت قمر"، والمعروف أن مقام البياتي هو أكثر المقامات استخداماً في الموسيقى الشرقية، أما الموشحات الأخرى فكانت عبارة عن مقامات قديمة وهي: "سل نجوم الليل تنبيك عني"، و"بالله يا باهي الشيم".

أما الوصلة الأخيرة فكانت عبارة عن قدود حلبية معروفة، ومنها "مالك يا حلوة مالك هو الغرام غير حالك". وتعرف القدود بأنها الفنون الموسيقية السورية العربية الأصيلة التي اشتهرت بها مدينة حلب منذ القدم.

جمهور جميل

وعلى هامش الحفل، أعرب الحافظ عن سعادته بالتقائه الجمهور الكويتي الغفير، مؤكداً أنه "جمهور جميل"، إذ تعتبر هذه الزيارة هي الأولى له للكويت.

ولفت الحافظ إلى أنه شارك سابقاً في عدة محافل، وقدم برنامجه الموسيقي في لبنان، والبحرين وعدة دول من أوروبا، وفي الجزائر كذلك، موضحاً أنه لا يوجد خطة سنوية للفرقة، ولكن هناك شيئاً في الأفق، فالفرقة لديها حفل تحييه في مونتريال بكندا نوفمبر المقبل.

وبسؤاله عن الفرق بين القدود الحلبية والموشحات الأندلسية، أجاب: "باختصار القدود هي بالكلام العامي، والسهل الممتنع في اللحن، أما الموشحات فتكون عموما باللغة العربية الفصحى، أو الشعر الأندلسي القديم المعروف، والموشح له نمط معين في التلحين، أما القد فهو مجرد أغنية ولحن قصير أي جملة قصيرة".

يذكر أن فرقة "وشاح" تقدم القطع الموسيقية والغنائية الشرقية والكلاسيكية وفقاً للمقامات التي انتشرت في تركيا وبلاد الشام ومصر، وتهتم الفرقة على نحو خاص بفن الموشح والقد الذي ازدهر في مصر وبلاد الشام، وخصوصاً مدينة حلب، حتى أواسط القرن الماضي بشكليه الغزلي والصوفي.

وتنتقي الفرقة أعمالها التي تقدمها بعيداً عن المألوف، سواء في الارتجال الغنائي أو الموسيقي الموزون وغير الموزون.

وتتكون الفرقة من خالد الحافظ، وهو مغن ومدرس غناء سوري، شارك في عدد من الأمسيات وورش العمل في سورية ولبنان والبحرين وتركيا، إضافة إلى محل إقامته في بلجيكا، ودرس الغناء الشرقي الكلاسيكي والموشحات في المعهد العالي للموسيقى بدمشق، وهو عضو في فرق كثيرة من بينها "نوا" و "رمل"، و"ألف باء"، وأخيرا فرقة "وجد".

خبير موسيقى

أما عضو الفرقة مروان فقير، فقد تلقى تعليمه في معاهد مراكش بالمغرب، وفي باريس وتوركوان بفرنسا، وهو يعد خبيراً في الموسيقى العربية والتركية التقليدية، وحملته مسيرته الموسيقية إلى عدة مسارح كبيرة في الشرق الأوسط وأوروبا وأميركا اللاتينية، وهو يعمل حالياً مع عدد من الفرقة الموسيقية، كما يترأس العازفين في فرق الكثير من الفنانين العرب، ومن بينهم لينا شماميان، وجاهدة وهبة، ورشيد غلام.

أما فواز بكر فهو ملحن وعازف عود ومغن فرنسي سوري الأصل من حلب، بدأ مسيرته الموسيقية في دراسة ماجستير الموسيقى العربية والتركية، وركز على الارتجال في الموسيقى التقليدية بمدرسة ليون للجاز، ويواصل اليوم ممارسته لمهنة التدريس، حديث كان مديرا سابقا لمدرسة حلب للموسيقى، وهو يهتم بتوصيل معرفته بهذا التراث، الذي لا يقدر بثمن، إلى الجيل المقبل من الموسيقيين.

الوصلة الأولى كانت «سماعي» من مقام حجاز كار كردي

«مالك يا حلوة مالك هو الغرام غير حالك» أطربت الجمهور في ختام الموشحات

«وشاح» تقدم القطع الموسيقية والغنائية الشرقية والكلاسيكية وفقاً للمقامات
back to top