لماذا تقدمت فرضية عدم انطلاق «هجوم أرامكو» من اليمن؟

زاوية القصف تدل على وقوعه من الشمال الغربي

نشر في 17-09-2019
آخر تحديث 17-09-2019 | 00:03
No Image Caption
واصل الإعلام الأميركي نشر معلومات ترجح أن الهجوم على منشأتي بقيق وخريص النفطيتين، شرق السعودية، السبت الماضي، لم ينطلق من اليمن.

وقالت شبكة ABC الإخبارية، نقلاً عن مسؤول رفيع، إن الهجوم انطلق من الأراضي الإيرانية، وتم بأكثر من 10 صواريخ كروز و20 طائرة مسيرة (درون). ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤول أميركي، رفض ذكر اسمه، قوله إن واشنطن تعمل فعليا بناء على "فرضية" أن الهجوم لم يأتِ من اليمن، مستشهداً بطبيعة تلك الهجمات المتقدمة.

وفي مؤتمر صحافي، عرض مسؤولون أميركيون، مساء أمس الأول، صوراً التقطتها أقمار صناعية تجارية تظهر حجم الأضرار الناجمة عن الهجوم على المنشأتين التابعتين لشركة أرامكو.

وأظهرت الصور أن الهجوم أصاب بدقة 19 موقعاً داخل المنشأتين. وأشار المسؤولون إلى أن جميع النقاط التي طالها الضرر كانت في الجانب الشمالي الغربي للمنشآت، وهو ما يُضعف احتمالية شن الهجوم من اليمن، التي تقع جنوب المملكة.

في الوقت نفسه، لم يستطع المسؤولون تحديد ما إذا كان من المُحتمل أن تحلق طائرات مٌسيرة لمسافة طويلة من اليمن لتهاجم هذه المنشآت.

وقال العقيد المتقاعد سيدريك لايتون، وهو خبير استخبارات لديه خبرة في صور الأقمار الصناعية، لـ CNN إن اللقطات تساعد في دعم ادعاء الإدارة الأميركية بأنها تعتقد أن طائرات دون طيار جاءت من العراق أو إيران، لكن الصور ليست نهائية.

ولفت إلى أنه يعرف الكثير عن تصميم المنشآت النفطية في بقيق وخريص، إلا أن المباني التي تأخذ الشكل البصلي، هي على الأرجح جزء من محطة فصل الغازات عن النفط قبل إرسالها إلى المصافي في كل من شرق وغرب السعودية، وكذلك البحرين.

وتابع: "يبدو أن زاوية الهجوم كانت من الشمال الغربي، ما يعني أن طائرات دون طيار جاءت من هذا الاتجاه، أي قادمة من جنوب العراق".

إلا أن الخبير الاستخباراتي السابق رجح أن تكون الطائرات لجأت إلى المراوغة لتجنب كشفها، قائلا: "سيقودني ذلك إلى الاعتقاد بأنهم ربما جاءوا من إيران، وربما حلقوا فوق العراق. شيء واحد من المؤكد أن الإيرانيين يعرفونه، هو رادارات الدفاع الجوي السعودية".

وقال إنه في حين أن معظم الطائرات المسيرة أصغر بكثير، فهي ذات مقطع عرضي أصغر للرادار، إلا أن من المحتمل أن يتم اكتشافها بواسطة رادارات الدفاع الجوي السعودية.

وهو يعتقد أن من يقفون وراء الهجوم بحثوا عن ثغرات للإفلات من الرادارات السعودية واستغلوها من أجل الطيران دون اكتشاف.

ويرى كذلك أن الثقوب الدقيقة جداً تشير إلى أن السلاح يمكنه اختراق خزانات النفط دون استخدام رأس حربي شديد الانفجار، موضحاً: "إذا كان هناك رؤوس حربية فربما ألحقت مزيدا من الأضرار داخل الهياكل التي أصابتها".

من جانبه، قال المحلل العسكري الجنرال السابق مارك هيرتلينغ: "هذه الصور في الحقيقة لا تظهر أي شيء، عدا الدقة الجيدة في ضرب خزانات النفط. لا يمكنك رؤية الكثير سوى آثار الحريق في هياكل المنشآت، لكن هذا متوقع. لست خبيراً، لكن هذا يشير أيضاً إلى أن الهجوم لم يكن بصواريخ كروز، الأمر الذي كان سيؤدي إلى انفجار لا مجرد ثقب في هذه المستودعات".

أما مُحلل CNN الأدميرال المتقاعد جون كيربي، فرأى ن وقوع الأضرار في الجزء الشمالي الغربي من المنشآت لا يعني أنها أُطلقت من نفس الاتجاه، مُشيرا إلى أن صواريخ كروز الإيرانية مُتطورة إلى حد ما، ولديها أنظمة توجيه، وبالطبع يمكن للطائرات دون طيار ضرب هدف من أي اتجاه كذلك.

وأضاف كيربي: "لقد صُدمت من دقة الضربات، كشكة دبوس، من المُمكن بالتأكيد أن تفعلها الطائرات بدون طيار، لكن مرة أخرى، هذا لا يؤكد أي شيء. على الرغم من أنك قد تتوقع المزيد من الأضرار من صاروخ كروز، إلا أنه من المُمكن ألا يحمل كل واحد منها نفس الحمولة".

ورغم التشكيك بقدرتها على شن الهجوم، زعمت جماعة "أنصار الله" الحوثية اليمنية أنها استخدمت "طائرات مسيرة تعمل بمحركات مختلفة وجديدة ما بين عادي ونفاث" في العملية.

وحذّر متحدث باسم القوات المسلحة التابعة للحوثيين "الشركات والأجانب من الوجود في المعامل التي نالتها ضرباتنا، لأنها لا تزال تحت مرمانا، وقد تُستهدف في أي لحظة".

back to top