خاص

الخطيب لـ الجريدة•: نقلة نوعية لـ «البترول الوطنية» نحو إنتاج مشتقات عالية الجودة

«وحدة الديزل 216-U تعد الأولى ضمن مشروع الوقود البيئي»

نشر في 11-09-2019
آخر تحديث 11-09-2019 | 00:08
دشنت شركة البترول الوطنية الكويتية أول وحدة إنتاجية جديدة في مشروع الوقود البيئي بمصفاة ميناء عبدالله، وهي وحدة معالجة الديزل ٢١٦-U، التي شيدت وفق أحدث المواصفات العالمية.
وأشارت نائبة الرئيس التنفيذي في مصفاة ميناء عبدالله، م. وضحة الخطيب، في لقاء مع «الجريدة» إلى أن هذه الوحدة تعد من أهم وحدات مشروع الوقود البيئي، وأكثرها تطوراً، حيث تضم أحد أكبر المفاعلات في المصفاة، ويبلغ حجمه 1012 متراً مكعباً، ويعمل على معالجة الديزل بالهيدروجين لإزالة الكبريت والشوائب. وقالت الخطيب إن تدشين هذه الوحدة يعد أول تشغيل ميكانيكي يخص وحدات مشروع الوقود البيئي وفيما يلي تفاصيل الحوار:
• ما الأهمية التي تكمن في تشغيل وحدة إنتاج الديزل الجديدة ٢١٦-U؟

- تعتبر وحدة معالجة الديزل الجديدة من الوحدات المتطورة في مشروع الوقود البيئي، حيث تمتلك القدرة على إنتاج ومعالجة كمية كبيرة من الديزل منخفض الكبريت ذي الجودة العالية ULSD.

وهي أولى الوحدات الإنتاجية التي يتم تشغيلها ضمن المشروع، وتقع في حدود مصفاة ميناء عبدالله القائمة (brown field)، ويمثل تشغيل هذه الوحدة نقلة نوعية كبيرة بالنسبة للبترول الوطنية، حيث إنه سيمكنها من إنتاج وتصدير وقود الديزل المطابق لمواصفات الأسواق الأوروبية والعالمية، ويسهم بالتالي في فتح أسواق جديدة أمام منتجاتها، علاوة على تعزيز الربحية.

• كم تبلغ الطاقة الإنتاجية لهذه الوحدة؟

- تبلغ حوالي 73 ألف برميل ديزل يوميا. ومن المتوقع أن يصل إجمالي إنتاج الديزل في مصفاة ميناء عبدالله إلى 146 ألف برميل يوميا، بعد اكتمال الوحدة ١١٦-U التي يجري تنفيذها ضمن توسعة المصفاة، وهي تماثل في مواصفاتها الوحدة ٢١٦-U التي جرى تدشينها.

• ما المواصفات الفنية لمنتج الديزل الذي ستنتجه الوحدة الجديدة؟

- تقوم وحدة معالجة الديزل الجديدة ٢١٦-U بإنتاج الديزل منخفض الكبريت بنسبة تصل إلى 10 أجزاء في المليون فقط، بدلا من 500 جزء، وهي نسبة الكبريت في الديزل الذي كانت تنتجه الوحدة القديمة رقم 16 سابقا. وتتوافق هذه النسبة المنخفضة مع المتطلبات البيئية العالمية، ومعايير السوق الأوروبية (Euro 5).

علما بأن الوحدة الجديدة تضم أحد أكبر المفاعلات في مصفاة ميناء عبدالله، الذي يبلغ حجمه 1012 مترا مكعبا، ويعمل على معالجة الديزل بالهيدروجين لإزالة الكبريت والشوائب لإنتاج ديزل ذي محتوى كبريتي منخفض ومطابق لمواصفات السوق الأوروبية (Euro 5)، وللمعايير البيئية العالمية الأشد صرامة.

• هل تم تشييد الوحدة الجديدة وفقاً للتكنولوجيا الحديثة في هذ المجال؟

- نعم، تعتبر الوحدة ٢١٦-U من الوحدات المتطورة والمشيدة وفق أحدث المواصفات التكنولوجية المعتمدة في صناعة التكرير. ويتم استخدام مواد حفازة من نوعية متطورة في عمليات تشغيل الوحدة.

وقد تم استحداث خطوط بترولية جديدة، ومضخات لإيصال اللقيم إلى الوحدة الجديدة، ونقل إنتاجها من الديزل عالي الجودة إلى الخزانات، كما تم تركيب جهاز تحليل Analyzer حديث لفحص المنتج الذي تتم معالجته في الوحدة الجديدة، قبل إعادة ضخه إلى الخزانات المعتمدة في منطقة الخزانات، ومن ثم تصديره للأسواق المحلية والعالمية.

• ما الشركات التي تمت الاستعانة بها لتنفيذ الوحدة؟ وهل كانت هناك مشاركة للقطاع الخاص المحلي؟

- تمت الاستعانة بعدد من الشركات العالمية المتخصصة خلال مراحل تصميم وتوريد المعدات وإنشاء الوحدة الجديدة، وهي شركات لها خبرة طويلة في هذا المجال مثل SHELL- GLOBAL SOLUTION TECHNOLOGY (SGS)Petrofac ،Samsung ،CB&I. أما القطاع الخاص المحلي فقد كانت له إسهامات في عمليات توريد المواد الأولية وتوفير الأيدي العاملة وعمليات النقل.

• ما المردود البيئي والاقتصادي لهذه الوحدة؟

- تتميز الوحدة الجديدة بالقدرة على معالجة كميات كبيرة من الديزل بمواصفات أكثر جودة، مما سيكون له مردود اقتصادي إيجابي في رفع القدرة على تلبية طلبات عملاء الشركة وتوسيع منافذ التسويق، وبالتالي زيادة الأرباح، وتحقيق قيمة مضافة أعلى، علاوة على المردود البيئي الذي سيحققه انخفاض الكبريت في الديزل الذي تنتجه الوحدة.

ومن ناحية أخرى، ستساهم الوحدة الجديدة ضمن مشروع الوقود البيئي في زيادة الفرص الوظيفية للشباب الكويتيين، خاصة عند تشغيل بقية وحدات المشروع، حيث تم توظيف عدد من خريجي كلية الدراسات التكنولوجية، وتم تدريبهم في الوحدات الحالية بمصفاة ميناء عبدالله، وكان لهم دور فاعل في عملية تشغيل الوحدة ٢١٦-U.

كذلك، فإن استخدام وإعادة تأهيل خزانات مصفاة الشعيبة السابقة ورصيف التصدير لتخزين وتصدير الديزل المنتج من الوحدة سيساهم بدوره في توفير الجهد وتكلفة بناء خزانات جديدة.

• ما أبرز التحديات التي واجهتموها خلال تشغيل الوحدة الجديدة؟ وكيف تم التصدي لها؟

- من المتوقع في مشروع بهذا الحجم الضخم وطبيعة الأعمال التي تتسم بالتعقيد أن تواجهنا مجموعة من التحديات خلال فترة التشغيل التجريبي، خصوصا أن الوحدة تقع ضمن مصفاة ميناء عبدالله القائمة.

ولا شك في أن إنشاء خطوط إضافية ومضخات جديدة وإعداد الخزانات لربط الوحدة الجديدة بمنطقة خزانات مصفاة الشعيبة، مثّل تحديا كبيرا، حيث تبلغ أطوال خطوط الأنابيب من الوحدة إلى خزانات الشعيبة حوالي 30 كيلومتراً. وستقوم خزانات الشعيبة باستقبال كل إنتاج الوحدة عن طريق خط جديد تم بناؤه خصيصا لذلك، ومن ثم إعادة تصديره عن طريق مرافق التصدير.

وقد تمكّنا من تجاوز هذه التحديات عن طريق تكامل فرق المصفاة، والاستعانة بذوي الخبرة من كوادرنا المؤهلة، بالتعاون مع مقاول المشروع، وصولا إلى تحقيق التشغيل الآمن للوحدة.

مشروع الوقود البيئي

يعتبر مشروع الوقود البيئي من أهم المشاريع في استراتيجية مؤسسة البترول الكويتية في قطاع التكرير، ويهدف إلى تطوير قدرات مصفاتي ميناءي عبدالله والأحمدي، لإنتاج مشتقات بترولية عالية الجودة مطابقة للاشتراطات والمعايير البيئية الدولية، وبما يسمح بدخول أسواق جديدة، ويساهم في تعزيز الحصة التسويقية للمنتجات البترولية الكويتية.

وسيتم على هامش المشروع إضافة وحدات جديدة، وتحديث بعض الوحدات القائمة، وإيقاف عدد من الوحدات، لترتفع الطاقة التكريرية الإجمالية لمصفاة ميناء عبدالله من 270 ألف برميل يومياً إلى 454 ألفا.

كما سيعمل مشروع الوقود البيئي على الارتقاء بأداء المصفاتين، وبكفاءة المعدات، ورفع مستويات السلامة والاعتمادية التشغيلية، مع الاستخدام الأمثل للطاقة.

الوحدة ستنتج وقود الديزل المنخفض الكبريت بنسبة لا تتجاوز 10 أجزاء في المليون
back to top