آمال : سياحة أسفلتية وكوابيس!

نشر في 08-09-2019
آخر تحديث 08-09-2019 | 00:20
 محمد الوشيحي ينفث دخان سيجارته ويقول لي ساخراً، بعد أن عددتُ له الأماكن السياحية ذات التضاريس الساحرة والمناظر الخلابة في تركيا: "دع عنك البحيرات والوديان والجبال ووو... يا رجل أنا أتيت إلى هنا بحثاً عن السياحة الأسفلتية!"، واستطرد بعد أن عرف أنني لم أفهم مقصده: "أنا أتيتك من الكويت، حيث الزلازل في كل شارع، من دون استثناء. هذا شارع يهزك بدرجة أربعة على مقياس ريختر، وذاك يرجك بمقياس ثلاثة وسبعة من عشرة، وذياك بمقياس خمسة... فتختلط مياهك الجوفية بحلقومك وكليتيك، وينقلب عالي بنيتك التحتية سافلها".

قلت وأنا أغالب ضحكتي على وصفه، وأضع سبابتي على فمي: "اخفض صوتك، فمقاولو الشوارع أصبحوا خطوطاً حمراء فاقعاً لونها، لا فقعك الله ولا من تحب". قال: "اللهم إنا لا نسألك إلغاء الريختر بل تخفيف درجاته".

ولو كان القرار في يدي لأرسلت وزير التربية إلى تركيا، البلد غير النفطي، في سياحة مدرسية، فيتفقد المدارس قبل بدء العام الدراسي، وينبهر باكتمال الاستعدادات، من تكييف وتدفئة ومياه نقية وكتب وغير ذلك... وأرسلت معه وزير الصحة، ليتفقد المستشفيات الحكومية، ويرى بعينه نظافة المباني واكتمال معداتها وحرص وزارة الصحة التركية على أدق التفاصيل، ووو...

ولا أريد أن أشطح في اقتراحاتي، ليأتي مجلس وزرائنا بالجمل وما حمل، في سياحة حكومية كاملة إلى تركيا، ويتخيل (مجلس وزرائنا) نفسه بلا موارد مالية ضخمة، كما هو حال مجلس وزراء تركيا، وأمامه مسؤوليات دولة بحجم تركيا، وتضاريسها، وشعبها بأعراقه المختلفة، والأخطار المحيطة ووو... لا أريد أن أقترح ذلك كي لا تتحول السياحة إلى كوابيس تحرم وزراءنا من لذيذ منامهم. حفظهم الله.

back to top