نقطة : الكويت حلوة بس...

نشر في 16-08-2019
آخر تحديث 16-08-2019 | 00:20
 فهد البسام نستغل وقت الفراغ بمناسبة عطلة العيد المبتسرة والخارجة من رحم عطلة الصيف الطويلة، فنستذكر جمال أمّنا الكويت في بردها وحرّها وبرها وبحرها، فالكويت جنة، بس يا حبذا لو يكون عندك چم مليون دينار كويتي بالبنك، على چم مليون سهم من شركات السوق الأول، على چم عمارة منسيّة مطلة على البحر وشرق حولي والرقعي تغنيك عن الاحتكاك بناس كثيرين ما لهم أي داع في حياتك سوى إزعاجك والتنغيص عليك، ويزداد جمالها أكثر لو كان لديك أيضاً شاليه واجهته البحرية أطول من شريط ذكرياتك، لتقضي فيه عطلتك الأسبوعية ريثما يتم تخصيص مزرعة لشركة الحلزون الطائر اللوجستية التي تملكها، فشركة الذئب الأليف العالمية للمقاولات ليست بأفضل من شركتك بالتأكيد.

والكويت جميلة دائماً، شريطة ألا يحدّك الزمن وتحتاج إلى مراجعة مرافقها الحكومية حتى لا تفقد صبرك وإيمانك وثقتك بنفسك بعد تعاملك مع موظفيها ومراقبيها العظماء، فمن الطبيعي أن تكون أحلى لو تمكّنت من إنهاء معاملاتك الحكومية في نفس اليوم، ولا يعرقلك السيستم العطلان أو الموظف الزعلان أيهما أولاً، ويزداد جمالها حين ينجيك الله من زيارة عشوائية لأحد مفتشي وزارة التجارة أو الشؤون أو البلدية أو هيئة البيئة أو دعم العمالة، أو غيرها من الجهات الرقابية الزاخرة بالطاقات الشبابية المفترسة للمخالفات.

أي والله حلوة، بس لو يخف قليلاً ازدحام الشوارع الذي يفسد النفوس، وتستطيع إنهاء مشاويرك في مواعيدها، أو قضاء أكثر من مصلحة متباعدة في يوم واحد، وستصبح الكويت أجمل لو يتوقف بعض من يسمون أنفسهم بالإسلاميين ومن وراءهم مَن يظنون أنهم محافظون ومِن خلفهم المنافقون والمزايدون عن التدخل في خصوصيات الناس وحياتهم واختياراتهم وأذواقهم.

ويا سلام على الكويت لو تتوقف الحكومة أيضاً عن الانصياع وتقديم التنازلات لهم على حسابنا، في سبيل بقاء كرسي شيخ هنا أو وزير هناك لا يعنينا وجوده من عدمه أساساً، وتتذكر للحظة أن هناك دستوراً يحمي حقوقنا، نتمنى ألا يكونوا قد نسوه.

وتحلو الكويت أكثر لو تم الاهتمام بالتخضير والزراعة والتشجير الذي قد يساهم في تحسين الطقس وتخفيف التلوث.

وبالتأكيد ستكون الكويت أجمل لو تم إغلاق المنافذ بجدية على تجار الإقامات، مما سيقلل من العمالة الهامشية والفائضة ويخفف الضغط عن الخدمات العامة، وستكون الكويت جنة لو يصوم السياسيون والنواب عن شعاراتهم وكلامهم الفارغ بالعلن، الذي لا يلتزمون بكلمة منه في السر، وستكون الكويت أكثر جمالاً لو تم إغلاق باب الابتعاث والاعتراف بالشهادات الجامعية من الدول العربية بلا استثناء، فما لم ينفع أرضه لن ينفعنا، ثم إن فائض الدكاترة في الكويت تزامن مع انقراض مطاعم الشاورما والفلافل والمقاهي الشعبية، فتناقصت المتع ومصادر الجمال علينا كذلك، ولا أعلم ما العلاقة السببية بينهما لكن نظرية الفراشة قد تفسر لاحقاً ما يفوتنا الآن، إلا أن ما أجزم به هو أن الكويت ستحلو بعينك أكثر وأكثر، وستكون جنة الله في أرضه لو استطعت أن تغادرها مرتين بالعام، على أن تكون مدة الرحلة الواحدة ستة أشهر على الأقل، حينئذ ستراها وأنت هناك بعيد جداً عنها وعن أجواء قصص الخلال والميد، أجمل بمراحل كثيرة.

back to top