لماذا غابت استراتيجية «الصحة» في الكويت؟

نشر في 09-08-2019
آخر تحديث 09-08-2019 | 00:10
 عادل سامي تعاني وزارة الصحة فقدان الاستراتيجية، وكثير من المتخصصين حاولوا مراراً وتكراراً البحث عن تلك الاستراتيجية، على شبكة الإنترنت عموماً أو على موقع الوزارة خاصة، ولكن محاولاتهم باءت بالفشل، وهو ما يعني عدم وجودها رغم أهميتها القصوى، إذ إن غياب تلك الاستراتيجية المكتوبة يؤدي إلى عدم وجود نظرة ورؤية مستقبلية واضحة، مما يؤدي بالضرورة إلى تفكيك وبعثرة الجهود والإمكانيات والموارد.

ليس الهدف من هذا الطرح انتقاد أي مسؤول أو أي إدارة أو قطاع في «الصحة» أو في المجلس الأعلى للتخطيط أو أي وزارة أخرى ذات علاقة بالصحة، باعتبار أن المسؤولية مشتركة، بل بالعكس نشيد بجهود العديد من وزراء الصحة السابقين ومحاولاتهم لوضع استراتيجيات بالرغم من عدم اكتمال نضوجها.

هدفنا أن نلفت إلى أهمية وضع استراتيجية صحية في البلاد تحمل عنوان «استراتيجية الصحة في الكويت» على أن تتضمن بالأرقام وبأسلوب علمي الرؤية المستقبلية للصحة مدة 5 أو 10 أو 15 عاماً قادمة، لتكون وثيقة مرجعية منشورة ومتاحة للجميع، لأن الصحة كما ذكرنا مسؤولية مشتركة، ولتحقيق ذلك يجب عقد جلسات استماع على أوسع نطاق لوضع وثيقة عن تلك الاستراتيجية، تعبر عن رؤية الجميع، ويشارك فيها الوزراء السابقون للصحة وأصحاب الخبرات والكفاءات والأكاديميون والمتخصصون في التخطيط، حتى تكون مبنية على مرتكزات علمية ومتوافقة مع متطلبات التنمية.

وباعتبار أن الصحة العمود الفقري للتنمية كان من الضروري وجود استراتيجية لها وهذا ليس مسؤولية وزارة الصحة فقط، لأن وضع وتنفيذ مثل تلك الاستراتيجية المتكاملة يعدان أكبر من إمكانيات واختصاصات الوزارة، مما يتطلب مشاركة مجتمعية متعددة التخصصات والقطاعات.

وفي الوقت الذي نجد فيه دول العالم من حولنا تشهد تسابقا لوضع استراتيجيات واضحة للصحة تتفق مع الحق في الصحة والتنمية، فإن الجهود المحلية التي تبذل في هذا الصدد ليست على مستوى الطموح، مجتمعيا أو إعلاميا أو حكوميا، وعليه نتمنى أن نرى قريبا استراتيجية صحية نظراً لأهميتها القصوى، سواء لمتخذ القرار أو المتخصصين أو المتابعين.

back to top