إلى مجلس الخدمة المدنية بعد التحية: والله عيب

نشر في 06-08-2019
آخر تحديث 06-08-2019 | 00:10
 ‏‫وليد عبدالله الغانم وافق مجلس الخدمة المدنية على طلب وزير التربية صرف مكافأة ١٥٠ ديناراً للقائمين على متابعة الاستعداد للعام الدراسي من المديرين والمديرين المساعدين، وذلك مقابل دوامهم ١٥ يوماً قبل بداية العام الدراسي... والله لو كنت مسؤولاً في وزارة التربية لاستحييت أن أبلغ هذا القرار لأي مدير أو مدير مساعد أطالبه بقطع إجازته الصيفية (المقصوصة أصلاً) ثم أكلفه بأعمال ليست من اختصاصه نهائياً، كصيانة دورات المياه وإصلاح التكييف وصبغ الفصول الدراسية وشراء معدات التنظيف، وبعد ذلك أقول له: مكافأتك ١٠ دنانير في اليوم؟

لا تبدأ القضية من هذه المكافأة المتواضعة، والتي لو لم تُقرّ لكان ذلك أكرم للمعنيين بها، تبدأ القضية فعلياً في وزارة التربية من عدم تحميل الجهة، المختصة حقيقة بأعمال الصيانة في المدارس، مسؤولية القيام بواجباتها، فهناك إدارات للصيانة وللإنشاءات والخدمات والنظافة، وهناك منطقة تعليمية لكل محافظة، وهناك أجهزة فنية وإدارية من غير طاقم الهيئة التعليمية واجب عليها القيام بهذه المهمة من بدايتها إلى نهايتها بكل تفاصيلها الصغيرة والكبيرة.

نعم هناك واجب إداري والتزام أدبي على إدارة المدرسة من المديرين والمديرين المساعدين بمتابعة هذا التجهيز طواعية، ونعلم أن العشرات منهم ومعهم معلمون ومعلمات مخلصون، ومنذ سنوات مضت، يقومون بهذا الدور كل صيف ويدفعون من "جيوبهم" وأموالهم الخاصة بتفانٍ عالٍ ودون انتظار أي تعليمات "دايخة" من الوزارة، ولا مكافآت مهينة من مجلس الخدمة المدنية، لأنهم يؤدون عملهم بأمانة ووطنية قد تغيب عن بعض كبار المسؤولين هنا وهناك، وإلا فهل يعقل أن تفوق مكافأة طلبة وطالبات في الابتدائي والمتوسط يرقصون في الحفل الوطني السنوي لـ "التربية" مكافأة قطع الإجازة الصيفية الواجبة للمديرين والمديرين المساعدين؟ وهل يعقل أن تكون بدلات مراقبة الاختبارات النهائية بضعة دنانير عن اليوم، تمنح للمعلم بعد شهور وربما سنة؟ هل يعقل أن توكل أعباء متابعة المناطق التعليمية وقطاع الصيانة للإدارات المدرسية؟

للأسف هناك جهل عالي المستوى بمشكلة التعليم، وهناك انحراف واضح في معالجة قصور المسار التعليمي ومستقبله الوطني، ولا أدل على ذلك من هذه النظرة المتدنية من مجلس الخدمة المدنية لأدوار الإدارة المدرسية وعجز وزارة التربية عن إنهاء ملفات الصيانة والتكييف والطاولات والكراسي والنظافة كل سنة، لتكون هي مشاكلها بدلاً من إصلاح المناهج وتطويرها ودعم المعلم وتفريغه لأداء مهمته بدون ضغوط، ورفع مهنيته علمياً وفنياً، ورعاية المتعلمين بكفاءة وعدالة، وغرس المفاهيم الوطنية والقيم الأخلاقية بينهم بعمق، فهذا ما ينتظره المجتمع من وزارة التربية... والله الموفق.

back to top