واشنطن تطلق «الحارس» لمراقبة ومرافقة الناقلات بهرمز

● لندن تستدعي القائم بالأعمال الإيراني وطهران تنفي توقيف الناقلة البريطانية رداً على «غرايس 1»
● الاستخبارات الأميركية: روسيا والصين لا تريدان حرباً
● الملك سلمان يسمح بانتشار قوات أميركية

نشر في 21-07-2019
آخر تحديث 21-07-2019 | 00:05
المدمرة البرمائية بوكسر في الخليج (أ ف ب)
المدمرة البرمائية بوكسر في الخليج (أ ف ب)
كشفت القيادة الأميركية المركزية عن تطويرها عملية «الحارس»، بمشاركة دولية، بهدف تأمين الملاحة في الممرات المائية الرئيسية بالشرق الأوسط، بينما حذرت لندن طهران من عواقب احتجازها ناقلة نفط بريطانية في مضيق هرمز، ووصفت الحادث بالعدائي.
في محاولة لإعادة الهدوء إلى المنطقة التي تشهد توترا ملحوظا وحوادث تخريبية، اتهمت إيران بالضلوع فيها منذ مايو الماضي، أعلنت القيادة المركزية بالجيش الأميركي تطويرها عملية بحرية في الخليج، أطلقت عليها اسم «الحارس»، تهدف إلى ضمان أمن وسلامة الملاحة البحرية قرب مضيق هرمز الاستراتيجي.

وأوضحت القيادة المركزية، عبر «تويتر»، أنها تقوم بـ»تطوير مجهود بحري متعدد الجنسيات، لزيادة المراقبة والأمن في المجاري المائية الرئيسية بالشرق الأوسط، لضمان حرية الملاحة في ضوء الأحداث الأخيرة في منطقة الخليج».

وأضافت: «الهدف من عملية الحارس تعزيز الاستقرار البحري، وضمان المرور الآمن، وخفض التوترات في المياه الدولية بجميع أنحاء الخليج ومضيق هرمز ومضيق باب المندب وخليج عمان». وأردفت: «سيمكّن إطار الأمن البحري هذا، الدول من توفير حراسة لسفنها التي ترفع علمها، مع الاستفادة من تعاون الدول المشاركة للتنسيق وتعزيز الوعي بالمجال البحري ومراقبته. في الوقت الذي التزمت الولايات المتحدة بدعم هذه المبادرة، المساهمات والقيادة من الشركاء الإقليميين والدوليين ستكون مطلوبة للنجاح».

وأشارت إلى أن «المسؤولين الأميركيين يواصلون التنسيق مع الحلفاء والشركاء في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط حول التفاصيل والقدرات اللازمة لعملية الحارس، لتمكين حرية الملاحة في المنطقة وحماية ممرات الشحن الحيوية».

ضغط سعودي

جاء ذلك غداة إعلان السعودية وافق الملك سلمان بن عبدالعزيز وافق بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة على استقبال قوات أميركية، «بهدف رفع التعاون المشترك من أجل العمل على حفظ الأمن والاستقرار وضمان السلم في المنطقة».

وأشارت مصادر مطلعة بالمملكة إلى أن الخطوة السعودية تأتي بهدف «ابقاء الضغط عاليا على طهران لمنعها من زيادة التصعيد».

وأوضحت القيادة المركزية بالجيش الأميركي، في بيان، أن «هذا التحرك سيوفر للقوات رادعا إضافيا، ويضمن قدرتنا على الدفاع عن قواتنا ومصالحنا بالمنطقة من التهديدات الناشئة والموثوقة. هذا التحرك يخلق عمقا عملياتيا وشبكات لوجستية»، مضيفة أنها «تعمل مع السعودية لوضع أصول الولايات المتحدة بالمواقع المناسبة».

من جانب آخر، وفي وقت أعاد توقيف طهران أمس الأول ناقلة بريطانية بالخليج احتمال وقوع صدام مسلح مع تزايد القلق الدولي حول برنامجها النووي، اعتبر قائد المخابرات في الجيش الأميركي روبرت آشلي أن إيران لا تريد الحرب مع الولايات المتحدة.

وتساءل آشلي: «هل تريد إيران الحرب؟ لا!»، مضيفا انه يعتقد أن إيران وروسيا والصين لا تريد الحرب، لأنها تعلم أن النتيجة ستكون «مروعة للجميع. أرى إيران عند نقطة انعطاف»، وتابع: «السؤال بالنسبة لصانعي السياسة هو كيفية جعل إيران تغير سلوكها في الوضع الراهن».

ورأى أن ما فعلته إيران لزعزعة الوضع هو محاولة لبث الخلاف بين الولايات المتحدة وحلفائها.

استدعاء وتحذير

إلى ذلك، حذر وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت أمس إيران، بعد احتجازها ناقلة النفط «ستينا إيمبيرو»، التي ترفع علم المملكة المتحدة في الخليج أمس الأول.

وقال هانت، عبر «تويتر»، إن «احتجاز إيمبيرو يكشف مؤشرات مقلقة إلى أن إيران اختارت طريقا خطيرا لسلوك غير قانوني، ويسبب زعزعة في الاستقرار بعد احتجاز جبل طارق القانوني لناقلة النفط الإيرانية التي كانت متجهة إلى سورية».

وأضاف أن «ردنا سيكون مدروسا لكن حازما. كنا نحاول أن نجد طريقا لحل مسألة غرايس1 لكننا سنؤمن سلامة سفننا».

وأعربت الحكومة البريطانية عن «قلقها الشديد» بشأن احتجاز إيران «غير المقبول» لناقلة النفط. وكانت غرفة الطوارئ البريطانية، كوبرا، اجتمعت مرتين أمس الأول لبحث الأزمة.

وفد رفيع من «حماس» يزور إيران

صرح رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، أمس، بأن وفداً من قيادة الحركة سيصل إلى العاصمة الإيرانية طهران، في زيارة ستستمر عدة أيام.

وأوضح هنية من غزة أن الوفد سيكون كبيراً، وأن الحركة تتطلع إلى نتائج مهمة من وراء هذه الزيارة.

وكانت مصادر من الحركة أكدت أن وفداً برئاسة صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لـ"حماس"، سيصل اليوم على رأس وفد من الحركة لعقد لقاءات في طهران.

وقالت المتحدثة باسم الحكومة إن بريطانيا «تشعر بقلق عميق إزاء تصرفات إيران غير المقبولة»، مضيفة أن ما حدث «يمثل تحديا واضحا لحرية الملاحة الدولية».

وأضافت المتحدثة: «لقد نصحنا شركات الشحن البريطانية بالبقاء خارج المنطقة لفترة مؤقتة»، مشددة على أن اجتماعات إضافية ستعقد خلال عطلة نهاية الأسبوع، و»سنبقى على اتصال وثيق مع شركائنا الدوليين».

ولاحقا، استدعت الخارجية البريطانية القائم بالأعمال الإيراني، وقالت الوزارة إنها استدعت الدبلوماسي الإيراني للاجتماع مع ريتشارد مور مدير الإدارة السياسية بها على خلفية الحادث.

وذكرت وزيرة الدفاع البريطانية بيني موردون أن ناقلة النفط التي استولت عليها إيران تم اعتراضها في المياه العمانية، واصفة الحادث بأنه «عمل عدائي».

حادث وتراجع

وتزامن ذلك مع حادث منفصل، حيث قالت شركة نوربولك البريطانية للشحن البحري، ليل الجمعة - السبت، إن «الحرس الثوري» أفرج عن سفينتها، «مسدار»، بعدما استولى عليها عناصره لبعض الوقت أثناء إبحارها في هرمز أمس الأول.

وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الايرانية «ارنا» بأن «مسدار»، التي تحمل علم ليبيريا، غيرت مسارها فجر أمس نحو ميناء «راس تنورة» في السعودية.

وأظهرت بيانات «ريفينيتيف» لتعقب حركة السفن أن ناقلة النفط «ميسدار» غيرت اتجاهها للمرة الثانية أمس الأول، واتجهت عائدة إلى المياه الدولية، في إطار وجهتها نحو «راس تنورة»، بعدما كانت قد غيرت اتجاهها في السابق نحو إيران.

نفي وتحقيق

في المقابل، نفت السلطات الإيرانية أن يكون توقيف السفينة البريطانية جاء ردا على تمديد سلطات جبل طارق قرار احتجاز الناقلة «غرايس 1»، الذي جاء قبل ساعات من حادث الخليج.

واعتبر قائد القوات البحرية الإيرانية حسين خانزادي أن قواته «أبلت بلاء حسنا باحتجاز ناقلة النفط البريطانية»، مؤكدا أن «الخطوة لم تكن للرد بالمثل، بل بطلب من منظمة الملاحة الإيرانية»، واضاف انه يعتبر ناقلة النفط الإيرانية المحتجزة في جبل طارق جزءا من إيران، رغم أنها تحمل النفط الإيراني فحسب.

وذكر المدير العام للموانئ والملاحة البحرية بإقليم هرمزجان، مراد الله عفيفي بور، في تصريحات أمس، أن «الناقلة اصطدمت بقارب صيد إيراني. عندما أرسل القارب نداء استغاثة، تجاهلته السفينة التي ترفع علم بريطانيا».

ونقلت وكالة «فارس» عن مسؤول قوله، أمس، إن طاقم الناقلة وعددهم 23، موجودون الآن في ميناء بندر عباس، وسيبقون على متن الناقلة لحين انتهاء تحقيق فتحته طهران حول الحادث، مبينا أن الناقلة البريطانية، التي كانت متجهة إلى السعودية، لم تكن تحمل أي شحنة على متنها.

وفي حين يزيد احتجاز الناقلة تدهور العلاقات المتوترة بالفعل بين إيران والغرب، أفادت شركة ستينا إمبيرو، المشغلة للناقلة، بأن الناقلة كانت «ملتزمة تماما بجميع قواعد الملاحة واللوائح الدولية»، وان الطاقم لم يعد مسيطراً عليها ولا يمكن الاتصال له.

تنديد ومطالبة

على صعيد ردود الفعل الدولية، أدانت وزارة خارجية البحرين بشدة احتجاز إيران للناقلة، مطالبة إياها بالكف عن «التصرفات العدائية الخطيرة والمتكررة والإفراج عن الناقلة فورا».

وجددت وزارة الخارجية وقوف المملكة إلى جانب لندن، وتضامنها معها ضد كل ما يهدد مصالحها، وفي الحفاظ على كل حقوقها.

ودعت فرنسا وألمانيا السلطات الإيرانية إلى الإفراج بلا تأخير عن الناقلة، وكتبت الخارجية الفرنسية، في بيان، «ندعو السلطات الإيرانية إلى الإفراج في أسرع وقت ممكن عن الناقلة وطاقمها، واحترام مبادئ حرية الملاحة في الخليج».

من جهتها، طالبت الخارجية الألمانية، في بيان، إيران بـ»الإفراج دون تأخير» عن الناقلة وطاقمها، محذرة من «تصعيد جديد» في المنطقة.

وأعلنت الفلبين عزمها الطلب من إيران إطلاق سراح فلبيني من أفراد طاقم الناقلة المحتجزة.

نجاد يدعو إلى مفاوضات مباشرة مع ترامب

دعا الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، مسؤولي بلاده إلى دخول مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية، مخالفاً بذلك المرشد الأعلى علي خامنئي الذي يتمسك برفض التفاوض مطلقاً مع إدارة الرئيس دونالد ترامب بعد أن وصف التفاوض معها بـ"السم المضاعف".واقترح نجاد في تصريحات لصحيفة "نيويورك تايمز" أن تناقش الحكومتان الإيرانية والأميركية عدداً من الخلافات بين البلدين، من خلال مفاوضات مباشرة.

وقال الرئيس الإيراني السابق، إن "ترامب رجل أعمال، بالتالي هو قادر على حساب فوائد التكلفة واتخاذ قرار، ونحن نقول له دعنا نحسب الفائدة طويلة الأجل من حيث التكلفة بين بلدينا وألا نكون قصيري النظر".

وجاء ذلك في حين صرح الرئيس الأميركي بأنه سمح للسيناتور الجمهوري راند بول بالدخول في مفاوضات مع طهران. ونقلت وسائل إعلام أميركية معلومات تفيد أن بول التقى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس الأول.

وكانت "الجريدة" نشرت قبل زيارة ظريف معلومات عن نية الوزير الأميركي لقاء نواب وأعضاء مجلس شيوخ من الديمقراطيين والجمهوريين.

back to top