«المرأة التي نظرت في المرآة حتى اختفت» ديوان جديد لسارة عابدين

قصائد تختبر محنة المرض وتبحث عن نهاية العوالم الشعرية

نشر في 18-07-2019
آخر تحديث 18-07-2019 | 00:02
اختارت الشاعرة الشابة سارة عابدين مجموعة من القصائد التي كتبتها إبان محنة مرضها، لتنشر في ديوانها الجديد المعنون» المرأة التي نظرت في المرآة حتى اختفت»، الصادر حديثاً عن دار صفصافة للنشر بالقاهرة، طارحة التساؤلات حول النهايات التي يمكن أن يختارها الشعراء لعوالمهم الشعرية.

وكتبت في تصدير ديوانها: «أوقن أن العالم سينتهي قريباً، الذبابة لا تكف عن الدوران المحموم، الكلاب لا تتوقف عن النباح، مسيحك الدجال سيلد عفاريت صغيرة تخرج من بيضات سوداء تتعلق بأقدامنا لتمنعنا من مواصلة الجري.

السرير الصغير لم يعد مساحتي الآمنة.

أنظر للنجم الأخير وهو يهوي وأغني مع بناتي:

Twinkle twinkle little star

How I wonder what u are؟

هل تراها نهاية شاعرية لعالمك أم أنك ستلهمني نهايات أخرى لأختار من بينها؟»

يحفل الديوان بتفاصيل حياتية قد تبدو مهملة عند كثيرين، لكن سارة عابدين تعيد تشكيلها في لقطات شعرية يختفي خلالها الخط الفاصل بين الشعر والواقع، فتوجد الأمومة بكل تعبها وجمالها، وهي ذات التجربة التي كان لها صداها في ديوانها السابق «وبيننا حديقة»، فهي مزيج من القلق والتخوفات والشكوك. كأم لثلاث بنات. إذ أثرت الأمومة على اختياراتها وأفكارها وأحلامها، وأصبح نصها الشعري متخماً بقصد أو بدون قصد، بكل الأفكار والهواجس والمخاوف التي تخلفها الأمومة وفي ديوانها الجديد أيضاً هزائم وخسارات وحياة وموت، وكتابات عن الألم وتأمل النهايات، كما تساءلت عن جدوى الكتابة:

أنا أكتب لأني لم أستطع أن أغير العالم

لم أستطع حتى أن أغير السجادة فاتحة اللون

التي تظهر بها كل البقع الصغيرة

صدر لسارة عابدين من قبل أربعة دواوين هم «على حافتين»، و«ابتلع الوقت»، و«وبيننا حديقة»، و«ديوان الأمومة» والأخير نصوص وشهادات مجمعة لشاعرات عربيات. حصلت سارة عام 2014 على جائزة الشارقة للأطفال عن مجموعتها القصصية» أسرار القمر».

من قصائدها...

عندما أمرض

أرقب ذرات الغبار وهي تغطي سطح المنضدة

أفكر أنه لا داعي لإزالة الغبار

سيعاود الظهور مجدداً

كلما تركته كلما أصبح أكثر كثافة

فلأرحم إذا تلك الذرات الهائمة في الكون

وأمهلها لحظات من الاستقرار على منضدتي

يحق لي أن أدون نظرية جديدة

عن العلاقة بين ذرات الغبار والمنضدة

ربما أسميها النظرية الترابية الساراوية

نعم

مفادها

لا تعاند الغبار لأنه دائماً سيغطي المنضدة.

back to top