«واتساب الحكومة»... التكنولوجيا في خدمة المواطن

مواطنون لـ الجريدة•: نأمل تطبيقها في جميع الجهات وننتظر استجابة المسؤولين

نشر في 10-07-2019
آخر تحديث 10-07-2019 | 00:05
No Image Caption
مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي في جميع أنحاء العالم، وشغلها حيزاً كبيراً من اهتمامات الناس، وخصوصا في بعض الدول العربية، واعتماد جانب كبير من مواطنيها عليها في إنجاز أعمالهم وارتباطاتهم، بدأت الحكومة الكويتية، أخيراً، بتوجيهات مباشرة من مركز التواصل الحكومي الجديد التابع لمجلس الوزراء، في مطالبة الجهات والهيئات والمؤسسات الحكومية بالاستفادة من تلك الوسائل، من خلال تفعيل قنوات رسمية للتواصل مع المواطنين بشكل عام، واعتماد خدمة «واتساب» أخيراً من خلال تخصيص رقم خاص على التطبيق لإرسال الرسائل وتسلّمها، لتلقي شكاوى المواطنين واقتراحاتهم بشأن معاملاتهم داخل أروقة المؤسسات الحكومية لخدمة المواطنين والمراجعين.
لاقت خدمة الـ "واتساب" ترحيباً من جانب كبير من المواطنين، الذين رأوا فيها توفيراً للوقت والجهد، وتعميقاً للتواصل بين المواطن والحكومة بعد إطلاقها حتى الآن في 10 جهات حكومية هي وزارة الداخلية والمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، ووزارة التجارة والصناعة، والخطوط الجوية الكويتية، ووزارة الأشغال ووزارة العدل، ووزارة المواصلات، ووزارة الكهرباء والماء، والهيئة العامة للقوى العاملة، وأخيراً الهيئة العامة لشؤون القصر.

ورأى عدد آخر من المواطنين أن خدمة "واتساب" قد تكون مجرد "ديكور حكومي" لكسب بعض التأييد الشعبي من منطلق مواكبة التطور التكنولوجي حول العالم، ولذلك طالب معظم هؤلاء المواطنين المسؤولين الحكوميين بتفعيل الخدمة، والرد على الرسائل التي تحمل هموم الناس ومقترحاتهم، لا الاقتصار فقط على مجرد استقبالها ونسيانها بمرور الوقت.

قسم ثالث من المواطنين طالب بتعميم خدمة "واتساب" في جميع الجهات والوزارات الحكومية، حتى يتم الاستفادة منها في مختلف المعاملات، مطالبين في الوقت نفسه بسرعة الرد الحكومي على الرسائل والمقترحات الصادرة منهم.

تفاعل المسؤولين

"الجريدة" استطلعت آراء المواطنين حول خدمة الـ "واتساب" الحكومي ومدى الاستفادة منها ومقترحاتهم حول تطويرها، وكانت البداية مع المواطنة أم طلال التركي التي رأت أن تلك الخدمة تعد أمراً مميزاً وجيداً في آن واحد، موضحة أن هناك مسؤولين يتفاعلون بالفعل مع رسائل المواطنين، غير أن هناك آخرين لا يهتمون من الأساس بتلك الرسائل، ومن ثم ستتوقف مدى الاستفادة من تلك الخدمة على تفاعل المسؤولين من عدمه.

وطالبت أم طلال بزيادة اهتمام الحكومة بشكاوى المراجعين وسماعها، والعمل على حل مشاكلهم وتذليل العقبات التي تواجههم، الى جانب توفير مواقف لبرج التحرير (الحكومة مول) في مدينة الكويت، حتى يتمكن الناس من إنجاز معاملاتهم بسهولة ويسر.

من جانبه، اعتبر المواطن سليمان السبيعي أن خدمة الـ "واتساب" الحكومية متميزة، وتواكب التطور التكنولوجي الحاصل في العالم، حيث يعتمد الناس في حياتهم على وسائل التواصل الإلكتروني، معربا عن تفاؤله بتحقيق تلك الخدمة لأهدافها نحو راحة المواطنين وإنجاز معاملاتهم بكل انسيابية وسهولة.

وتمنى السبيعي أن يصل رأيه إلى جميع المسؤولين ليتفاعلوا معه ويبدون ملاحظاتهم عليه، والعمل على تنفيذه إن أمكنهم ذلك، معربا عن أمله أن يتم تفعيل تلك الخدمة في جميع الجهات الحكومية حتى يستطيع المواطن الاستفادة منها في شتى معاملاته.

مجرد ديكور

بدوره، أكد المواطن وائل اليحيى أن الخدمة منها ما هو مفعّل في الحقيقة، ومنها ما هو شكلي ومجرد ديكور، موضحاً أنه استخدم شخصياً خدمة التواصل مع الحكومة عبر موقع "إنستغرام"، حيث خاطب إحدى الوزارات، ووجد منها تفاعلاً كبيراً كان على قدر المسؤولية، وبالفعل تمت الاستجابة من تلك الوزارة وأداء الدور المنوط بها بطريقة راقية جداً.

وذكر اليحيى أن وسائل التواصل قد يتم استخدامها بصورة سلبية، سواء كان ذلك من المواطن أو من الجهة الحكومية، عبر إضاعة الوقت فيما لا طائل من ورائه، داعياً في الوقت ذاته إلى استمرار ذلك التواصل الذي يصب بالنهاية في خدمة الوطن قبل المواطن.

أما المواطن جراح الشمري، فرأى أن التواصل الاجتماعي مع الوزارات والهيئات الحكومية جيد، ويساهم في تخفيف الوقت والزحام المروري أمام تلك المباني، حتى أنه يساعد في إراحة الموظفين العاملين في تلك الجهات من خلال تقليل أسئلة المراجعين المباشرة، وتخفيف ترددهم المتكرر على الجهة الحكومية.

وقال الشمري إنه كانت له تجربة عملية مع وسائل التواصل، إذ استخدام خدمة التواصل الإلكتروني مع الحكومة، وكانت درجة الاستجابة معه عالية، والتفاعل جيداً، موضحا أن تلك الخدمات لا تقتصر فقط على الوزارات الحكومية، بل هناك هيئات تستخدمها وبدأت تفعيلها لمراجعيها، مثل الهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة، التي تبذل جهدا كبيرا في إنجاز معاملات المراجعين والمستفيدين منها.

وأعرب عن تأييده للفكرة في حد ذاتها، إذ تعد خطوة بارزة نحو تحقيق رؤية الحكومة الإلكترونية، متمنيا زيادة التفاعل الحكومي مع المواطنين عن طريق الوزارات والهيئات، إذ هناك بعض الهيئات التي تتابع المعاملات بسرعة، وهناك وزارات بطيئة في هذا الشأن، موضحا أن وزارة الداخلية، وخصوصاً قطاع المرور، بدأت تفعّل خدمة الـ "واتساب"، وكذلك شركة الخطوط الجوية الكويتية، في خطوة تحسب لتلك الجهات.

«واتساب الحكومة»... التكنولوجيا في خدمة المواطن

تعميم الفكرة

من جانبه، اعتبر المواطن نادر الحربي أن خدمة الـ "واتساب" الحكومي خدمة جديدة ومميزة، وتهدف إلى راحة المواطنين وتلبية متطلباتهم، موضحا أن جهات مثل وزارة الداخلية وشركة الخطوط الجوية الكويتية بدأت تفعّل تلك الخدمة لمراجعيها وعملائها.

وتمنى الحربي أن تعمم تلك الفكرة على جميع الوزارات والهيئات الحكومية لإراحة المواطنين من عناء المراجعة اليومية للمباني الحكومية، بهدف الاستفسار عن المعاملات أو استكمال الأوراق الخاصة بها، داعيا إلى ضرورة التواصل الحكومي مع المواطن قبل وخلال وبعد إتمام معاملتهم في سبيل التيسير عليه.

أما المواطن سليمان الرفاعي فأكد أنه رغم ما يقال عن جودة تلك الخدمة، فإننا نأمل أن يستفيد منها الناس، مادامت الفكرة في طور التنفيذ، موضحا أن الناس عادة ما يميلون إلى الكسل والدعة والراحة، ويريدون إنجاز معاملاتهم وأعمالهم كلها وهم في البيت.

وأوضح الرفاعي أنه بصفة شخصية لم يتسنّ له حتى الآن استخدام خدمة الـ "واتساب" الحكومي للتواصل مع الوزارات والهيئات الحكومية، غير أنه أعرب عن أمله في تعميم الفكرة ليستفيد منها جميع المواطنين.

من ناحيته، قال المواطن رائد الواصلي إن خدمة الـ "واتساب" الحكومي خطوة جيدة وعلى الطريق الصحيح لنفع المواطن وراحته، متمنيا أن تصل رسالته وصوته إلى المسؤولين ليتفاعلوا معها، وعدم الاقتصار فقط على مجرد استقبالها.

وطالب الواصلي بضرورة أن يكون هناك رد من الجهات الحكومية على شكاوى وهموم المواطنين، وكذلك على مقترحاتهم التي يقدمونها في أي وزارة من وزارات الدولة وعدم إهمالها.

التجربة القطرية

من جانبه، رأى المواطن القطري حسن الراشدي أن الخدمات في الكويت أصبحت أكثر سهولة من ذي قبل، موضحا أن الدوحة تمتلك نظاماً إلكترونياً شاملاً يغني المواطن القطري عن مراجعة أي وزارة أو جهة حكومية، إذ تتم كل المعاملات بصورة إلكترونية، ويأتي الرد غالبا بعد يوم أو يومين من تقديم المعاملة التي يتم تسلّمها موثقة ومعتمدة ومختومة من جميع الجهات.

وأعرب الراشدي عن أمله بأن يتم تطبيق تلك التجربة القطرية في دولة الكويت التي يستحق مواطنوها بذل كل الجهد لراحتهم وإنجاز مصالحهم.

من ناحيتها، أكدت المواطنة سلوى الرشيدان أن الـ "واتساب" حالياً يعتبر لغة سائدة؛ سواء بين الكبار أو الشباب أو حتى الصغار، موضحة أن الرسائل الموجهة إلى الحكومة قد تصل إليها وقد لا تصل، ويعتمد ذلك على تفاعل المسؤولين وجديتهم في التعامل مع تلك الرسائل.

وشددت الرشيدان على أن دولة الكويت لم تدخر جهدا أو تتوان في سبيل التيسير على مواطنيها وتحقيق الرفاهية لهم، غير أن هناك بعض الوزارات لا تهتم بالتواصل مع المواطن، وكأنها ترفع شعار: "لا حياة لمن تنادي".

وطالبت بأن يتم معاملة المواطنين من جانب الحكومة معاملة "برستيج" تليق بهم، مع ضرورة الحرص على توفير الوقت وراحتهم وإعطاء المجال للآخرين لإنجاز المعاملات.

10 جهات حكومية

انطلقت خدمة الـ «واتساب» الحكومي حتى الآن في 10 جهات حكومية هي وزارة الداخلية في الإدارة العامة للمرور، عبر الرقم 99324092، والمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية عبر 22994114، ووزارة التجارة والصناعة لقطاع حماية المستهلك عبر 55135135، والخطوط الجوية الكويتية عبر 22200171، ووزارة الأشغال العامة 93333150، ووزارة العدل لإدارة التوثيقات الشرعية عبر 24991395، ووزارة المواصلات لقطاع البريد عبر 25325617 ووزارة الكهرباء والماء 25291100، الهيئة العامة للقوى العاملة 69009600، وأخيراً الهيئة العامة لشؤون القصر 1801110.

«واتساب» لغة سائدة حالياً بين الكبار والصغار... ونريد معاملة «بريستيج» للمواطنين سلوى الرشيدان

جزء من الخدمة مفعّل والآخر شكلي... وقد تستخدم بشكل سلبي من الطرفين وائل اليحيى

تطور تكنولوجي... ومتفائل بتعميم الفكرة على كل المؤسسات الحكومية سليمان السبيعي

نرغب في تفاعل الحكومة مع شكاوى المراجعين واقتراحاتهم لا استقبالها فقط رائد الواصلي

الاستفادة منها تتوقف على المسؤول فقد يتفاعل مع الشكوى أو يتجاهلها أم طلال التركي

نرغب في زيادة التواصل بين المواطن والحكومة قبل وخلال وبعد إتمام المعاملة نادر الحربي

أؤيد الفكرة وأتمنى زيادة تفاعل الوزارات ومتابعة الرسائل أولاً بأول جراح الشمري

لم أجرّبها إلى الآن... ونأمل استفادة الناس منها قدر الإمكان سليمان الرفاعي
back to top