الكتابه الصحافية هواية أم وظيفة؟

نشر في 09-07-2019
آخر تحديث 09-07-2019 | 00:09
 يوسف عبدالله العنيزي لو طرحنا هذا التساؤل على الإخوة والأخوات الكتّاب، فيا ترى أي الإجابات يمكن أن نتلقى؟ فإذا كان الكاتب موظفا فمعنى ذلك أن ما يكتبه هو تعبير عن رأي الجريدة أو دار الإعلام التي يمثلها، مثله مثل غيره من الموظفين، والفارق أنه يعبر عن ذلك الرأي بأسلوبه الذي اشتهر به، أما إن كان هاويا فهو يتحمل ما يرد في تلك المقالات من آراء وأفكار، ولكن من المؤكد أن لكل منهم قراءه ومتابعيه.

ولا شك أن الكتابة الصحافية موهبة يتميز بها البعض، ومن خلالها وتأثيرها يقوم بتوجيه الرأي العام ونشر الأفكار، وهذه مقدرة للبعض، ومن هنا نرى أن الصحف ودور الإعلام تحرص على استقطاب ذوي المواهب الصحافية، وفي اعتقادي أن أسهل المقالات وأكثرها تأثيراً وانتشاراً تلك المقالات التي نطلق عليها النقد والانتقاد أو باللهجة الكويتية "التحلطم" أو باللهجة المصرية "الردح"، ولكن يبقى تساؤل مشروع وهو: كيف يستطيع القارئ العادي أن يميز أو يعرف الكاتب الموظف من الكاتب الهاوي، والكاتب الصحافي يشبه "عازف الناي"، فنرى أصابع يديه في حركة دائمة حتى لو لم يكن يحمل قلما أو ناياً.

أما عن تجربتي الشخصية فقد بدأت الكتابة الصحافية في مدرسة صلاح الدين المتوسطة، وذلك عندما كلفني مدرس اللغة العربية الأستاذ إبراهيم حمودة، وهو أستاذ أزهري، بإصدار "جريدة الحائط"، وكم كنت سعيداً بذلك، ويزداد سروري عندما أرى تحلق بعض الأصدقاء والزملاء، وحتى بعض الأساتذة لقراءة بعض ما ورد فيها. وكانت عادة تعلق تلك الجريدة بجانب المكتبة أو المرسم، كم كانت تلك الأيام رائعة جمعتنا بصحبة رائعة من أمثال الإخوة الأعزاء عبدالله المزيني، وغازي العمر، وعبدالوهاب الغربللي، وهاشم الغربللي، وغيرهم من إخوة، كم أشعر بكم هائل من الود والمحبة لهم.

أما الكتابة في الصحف فقد بدأت ببعض المقالات متنقلا ما بين جريدة "الأنباء" إلى جريدة "الرأي العام" وجريدة "القبس الدولي" التي كانت تصدر من لندن، وكذلك جريدة "صوت الكويت" التي كانت تصدر من لندن أثناء الغزو والاحتلال الغاشم للكويت العزيزة، والتي كان يرأس تحريرها الدكتور محمد الرميحي، ثم حط بي الرحال في جريدة "الوطن"، حيث كنت أشارك في كتابة "استراحة الخميس"، ومنها إلى هذه الجريدة الغراء التي عاصرت صدورها في فترة الإعداد التي كان يقوم بها الأخ العزيز محمد الصقر "بوعبدالله" عند وجوده في الأردن الشقيق.

حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

خرجنا من سجل التاريخ ودخلنا سجن التواريخ

كانت الأمة العربية من الأمم الرائدة في العالم، وقد حكمت نصف الأرض، فوصلت حضارتها وسيطرتها إلى

أسوار الصين شرقا وإلى جبال أوروبا غرباً، ثم بدأنا بالانتكاسة والتراجع حتى وصلنا إلى الوضع الحالي، فخرجنا من سجل التاريخ إلى زنزانة التواريخ، فغدونا أسرى لتواريخ فرضت علينا وشملت كل شهور العام، فأصبح كل مواطن عربي يحمل قائمة بتواريخ الثورات وقادتها والاحتفال بها، وهذا يذكرني بلقاء في العاصمة الكوبية "هافانا" مع أحد الأصدقاء، والذي أكد أنه يجب أن يحمل كل مواطن كوبي "محب لوطنه" قائمة بأسماء أبطال الوطن، وإنجازاتهم والاحتفال بذكراهم، وليس بالضرورة معرفة تلك الإنجازات، والمؤلم في أوضاعنا العربية أننا قمنا بإسقاط بعض الرؤساء فغدا الوطن بلا رئيس، ونزلنا للشوارع نبحث عن رئيس وأصبح الوطن مجالا للمساومة والتقسيم.

back to top