ما لنا وصفقة القرن؟!

نشر في 02-07-2019
آخر تحديث 02-07-2019 | 00:07
شكراً بحجم السماء إلى حكومة وشعب الكويت الرافض لصفقة القرن، والذي يدل على تمسكهما وإيمانهما بقضية القدس وحق الشعب الفلسطيني بدولته، والتي وإن طال الزمن ستعود، وسيسقط جدار بني صهيون، كما سقط جدار برلين.
 أ. د. فيصل الشريفي في عام 1917 أطلق وزير خارجية بريطانيا بلفور وعده لليهود بإنشاء دولة تضمهم وتوحد شتاتهم، والذي جاء فيه: "إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى إقامة وطن قومي في فلسطين للشعب اليهودي، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد آخر". هذا الوعد التزمت به بريطانيا بعد هزيمة العثمانيين، وعملت على تكريسه على الأرض حتى صار من الواقع بعد أن اعترفت الأمم المتحدة بدولة إسرائيل عام 1948.

في الوقت الذي دار أقرب المقربين للشعب الفلسطيني ظهره له بالعلن، ومن تحت الطاولة استرضاء لبريطانيا العظمى، ومن ثم الولايات المتحدة كان اللوبي اليهودي ورغم مصداقية هذا الوعد ظل يعمل ليل نهار من أجل كسب المزيد من الحلفاء، والسيطرة على مواقع اتخاذ القرار في واشنطن.

على ما يبدو أن وعد بلفور وعبارة العطف التي نظرت بها حكومة الملكة قد انتقلت إلى وجدان العرب، ونجحت في الوصول إلى معظم مراكز القرار في العواصم العربية، ويا ليت بعض العرب اكتفوا بذلك، أو على الأقل التزموا بما وعد به بلفور اليهود، بإنشاء دولتهم على أرض فلسطين مع ضمان حق العيش لبقية الطوائف.

عندما يتكلم الأعراب عن العزة والكرامة ليتهم نظروا إلى تجربة الألمان بعد هزيمتهم من الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، وإلى سياسة فرض الأمر الواقع التي مورست عليهم من خلال تقسيم ألمانيا إلى دولتين، وكيف استطاع الشعب الألماني في عام 1989 بمختلف مكوناته الطلابية والنقابية والشعبية تحدي جدار الرعب، جدار برلين الذي تم بناؤه في عام 1961 وراح على أسواره آلاف الضحايا لتعود ألمانيا موحدة مرة أخرى.

على الجانب الآخر، وفي الوقت الذي يحاصر فيه الكيان الصهيوني الشعب الفلسطيني من الجهات الأربع، وبجدار بلغ طوله 670 كم، بما يعادل خمسة أضعاف جدار برلين، وفي حصار لم يسبق أن عرف التاريخ مثله، يتسابق العرب إلى التطبيع مع هذا الكيان المحتل بما يسمى صفقة القرن، رغم معرفتهم بغدر اليهود ونقضهم للعهود والمواثيق، وعدم التزامهم بالقرارات الصادرة من مجلس الأمن.

إسرائيل غير جادة وليست صادقة في محادثات السلام، ولن تلتفت إلى أي عرض عادل ينال فيه الفلسطينيون حقوقهم، فهدفهم وحلمهم يتجاوز حدود فلسطين، والأيام شواهد، فإسرائيل ماضية في سياستها التوسعية ببناء المستوطنات وتجريف الأراضي الفلسطينية، وضمها للجولان، ونقل حكومتها إلى القدس، فعن أي صفقة تتحدث؟

شكراً بحجم السماء إلى حكومة وشعب الكويت الرافض لصفقة القرن، والذي يدل على تمسكه وإيمانه بقضية القدس وحق الشعب الفلسطيني بدولته، والتي وإن طال الزمن ستعود، وسيسقط جدار بني صهيون، كما سقط جدار برلين بعد أن سقط قاموس الخوف من صدور أبطال المقاومة وأطفال الحجارة وقلوب الأمهات.

ودمتم سالمين.

back to top