مطلوب مواطن يهودي

نشر في 28-06-2019
آخر تحديث 28-06-2019 | 00:20
 فهد البسام كل اللوم يقع اليوم على من عدّلوا قانون الجنسية بعدم سماحهم بتجنيس غير المسلم، أو يا ليتهم لم يرحلوا قبل تعديل القانون، فالكويت اليوم أحوج ما تكون إلى وزير مالية يهودي يقدّر قيمة المال ويجيد التعامل معه بذكاء وحكمة وبُعد نظر، فلا مجال للمجاملات والتساهل على حساب الأموال العامة، فعلاقة اليهود بالمال وعوالمه وحسن إدارته معروفة على مدار التاريخ وفي كل موقع، ولنا في أول وزير مالية للعراق في بدايات الدولة الحديثة، ساسون أفندي، وقصصه مع الملك والوزراء أسوة حسنة ليست بالبعيدة.

في الدول الديمقراطية الحقة، مثلما للمجالس النيابية، دور في الرقابة على الميزانيات والمصروفات للتأكد من سلامة صرفها ووصولها للفئات والخدمات المستهدفة ولما خصصت من أجله عموماً، فإنهم كذلك يسعون لإيجاد الموارد وتوليد البدائل المالية لتمويل المصروفات وتغطية العجوزات وتحسين دخل الدولة واحتياطياتها، فممثل الناس أمين على أموالهم، أما مجالس الأمة في دولة البشوت والقبائل والعوائل واللحايا فهي أقرب إلى "لويا جيرغا" منها للبرلمانات المحترمة، فلا يعدو دورها عن مجلس يجمع بين مميزات يوم أحد مشمس في الـ "هايد بارك" وديوان شيخ العشيرة الذي يتفاخر بتوزيع الغنائم على أهله ومقربيه وإنجاز معاملاتهم على طريقة كنافة الأمير زهير، فلا يمكن مثلاً تفسير وفهم ما قام به النائب محمد هايف من شطب اسمه من طلب طرح الثقة، ومن ثمّ تقديمه استجواباً آخر بعدها إلا على هذا الأساس، فإما أن تنفّذ ما أريد وتُسقط الفوائد عن المتقاعدين لينتخبوني أو إعادة الاستجواب، فلا نقاش يذكر ولا حوار يدور ولا منطق يسأل، ولا آثار اجتماعية ومالية تهمّ أحداً، ولا حسبة اكتوارية أو استثمارية تشفع، اسلم تسلم يا حجرف، وإلا الحرب، ومن كيس الدولة!

السيد محمد هايف ليس استثناء، إنما هو أوضحهم، فالبقية ليسوا خريجي كلية لندن للاقتصاد، أو من رواد منتدى دافوس، ورغم يقيني بوجود الكثير من أشباه اليهود بيننا، فإنني كنت أتمنى لو أن قانون الجنسية ظل على حاله ليكون وزير ماليتنا كويتياً يهودياً أصلياً، فنطمئن على ثروتنا ومستقبل أجيالنا بين يديه، فهو من قوم يُعدون أفضل من يعرف قيمة المال والحفاظ عليه وكيفية استخدامه في مواضعه السليمة بلا مزايدة وشعبوية لا تغني عن جوع في اليوم الأسود، وفي الوقت نفسه ولكونه من الأقليات، فذلك قد يُبعده عن المساومات وخطة العين بالعين الكلاسيكية، واستجوب ابن عمي أطرح الثقة بولد عمك، كما لا أظن أساساً أن أحداً سيقترب منه، وسيتردد الكثيرون عند عرقلة عمله وحساباته، لأنهم يدركون أنه بحكم خبرته وتربيته ودهائه وعلاقاته سيعرف كيف يتعامل مع أمثالهم، ولكم في مؤتمر البحرين أسوة حسنة قريبة أيضاً.

شالوم يا الرَّبع...

back to top