حوار مع همنغواي!

نشر في 18-06-2019
آخر تحديث 18-06-2019 | 00:20
 د.نجم عبدالكريم أرادت مجلة لايف الأميركية أن تُجري حواراً مع الكاتب وصاحب الشهرة المدوية وحائز جائزة نوبل، آرنست همنغواي، فأوفدت رئيس قسم الشؤون الأدبية فيها لإنجاز هذه المهمة... وبعد جهد وصل إليه في كوبا، حيث بنى لنفسه قصراً بأحد أحياء عاصمتها الراقية، وهناك دار بينهما هذا الحوار الذي نشرته المجلة.

***

• صحبتني صديقته السيدة غرترود ستين، وهي كاتبة وجودية، إلى مكتبه، وكانت أمامه منضدة العمل، وعليها الآلة الكاتبة، لم تزعجه، فجلسنا نتأمل غرفة عملياته العجيبة... خزنات الكتب في كل مكان ضاقت بما فيها، فانتشرت الكتب في كل شبر من أرض الغرفة المكسوة بأفخر البُسُط، بعضها جلود حيوانات عُلّقت رؤوسها على الحيطان، فآرنست صياد ماهر... وبعد 10 دقائق ناولني من وراء ظهره ورقة قائلاً:

- كي تتسلى بها حتى أنتهي من العمل الذي بيدي... وستجد فيها بعض ما يسعى إليه الصحافي عادةً، إنها تحتوي على معلومات عن حياتي.

- شكراً... ولكن!

- (مقاطعاً)... اقرأ... ولا تشغلني بتعليقاتك... أمامي أكثر من ساعة لأتفرغ لك.

• ما هو مكتوب في الورقة: ولدتُ عام 1899... أبي كان يبغضني، وتعلّمت كيف أبغضه أنا الآخر... أمي كانت تخون أبي بصراحة ودون مواربة، وأعتقد أن هذا هو سبب انفلات أخلاقياتي، كما يسمّيها الفلاسفة... تزوجت أربع مرات، ولا أحب المرأة التي تتفلسف، أحبها أن تكون أنثى فقط... زوجتي الحالية كل ما يهمها المال الذي أكسبه... وكلما ألتقيها لا حديث لها إلا عن المال، لا يعنيني لو أنها تخونني... فالذي يعاشرها لابد أن يكون أعمى، ولا ينظر لبشاعتها!

***

• بعد أن انتهى من عمله... بادرني بالقول:

- هل تريد المزيد من المعلومات؟

- بودي أن أسألك: متى بدأت التأليف؟

- منذ أن طلّق أبي أمي.. ثم انتحر.. فكتبت بعض القصص.

- وأين نشرتها؟

- لم أنشرها... إذ ضاعت الحقيبة التي كنت أضعها فيها عندما كنت ذاهباً لتغطية مؤتمر الصلح في سويسرا.

- فكيف إذاً واصلت التفرغ لكتابة قصصك الرائعة؟

- بالمناسبة أنا أكره النقاد، فالواحد منهم لا يعدو أن يكون كاتباً فاشلاً، فيغطي فشله بالبحث عما يراه نقائص في كتابات الكُتّاب الناجحين.

- هل تُطلع الآخرين على ما تكتب قبل نشره؟

- صديقتي غروترود، لأنها كاتبة وأديبة.

- هل تحبها؟

- جداً... ولكن هل هي تحبني؟... ربما هي تتظاهر بحبي لتغيظ زوجتي.

- هل لك أعداء؟

- اثنان... هذا الهاتف الذي لا يتوقف عن الرنين، وأنت وأشباهك ممن يدمرون حياتي العملية والعاطفية.

- العاطفية؟

- نعم... فأنا لشدّ ما أحب أن أنفرد بصديقتي... لكنكم بملاحقتكم لي تحرموني مما أحب.

***

• واستمر الحوار ليتناول أعماله الأدبية وتجاربه في الحروب التي يشارك فيها، ثم أدلى باعترافات قد يراها بعض القراء مخجلة عن كثير من علاقاته التي لم تخلُ من شذوذ.

back to top