طهران ترفض التفاوض مع ترامب... وبريطانيا ترفع مستوى التأهب بالكويت والعراق والسعودية وقطر

• خالد بن سلمان: إيران أمرت بالهجوم على مضخات «شرق - غرب»
• الجبير: الحوثيون فرقة في «الحرس»
• مسؤولان أميركيان: الإيرانيون شجعوا على اعتداء الفجيرة
• قرقاش: نتائج التحقيق قريباً
• العراق: حقول البصرة آمنة ولا إجلاء للموظفين الأجانب

نشر في 17-05-2019
آخر تحديث 17-05-2019 | 00:05
توقّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن تجلس إيران، التي تتعرض لضغوط قوية من إدارته، قريباً إلى طاولة المفاوضات، رغم التوتر السائد بين البلدين والمخاوف من الانزلاق إلى مواجهة عسكرية في الخليج، لكن طهران أقفلت الباب مجدداً، أقله ظاهرياً، رافضة التفاوض مع واشنطن.
رغم تجديد المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي قبل يومين التزام إيران باستراتيجية «لا تفاوض ولا حرب»، ورفض المسؤولين الإيرانيين مبدأ التفاوض تحت الضغوط الاقتصادية والعسكرية، أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن ثقته بأن إيران سترغب في بدء محادثات قريباً، لكن الجواب جاءه سريعاً من وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي أعلن أنه لا مجال لعقد محادثات مع الولايات المتحدة.

وفي معرض رده على تقارير عن خلافات داخل إدارته حول الملف الإيراني، كتب ترامب في تغريدة على «تويتر»: «أنا متأكد أن إيران تريد بدء محادثات قريباً»، وأضاف: «يتم التعبير عن الآراء المختلفة، وأتخذ أنا القرار الحازم والنهائي، هي عملية سهلة جدا، يتم خلالها استيعاب جميع الأطراف والآراء والسياسات».

وتابع: «صحيفة الأخبار الزائفة واشنطن بوست، والصحيفة الأكثر زيفا منها نيويورك تايمز، نشرتا أخبارا تفيد بوجود صراعات حول سياستي الحازمة في الشرق الأوسط، لا وجود لذلك مطلقا».

وكانت «واشنطن بوست» قد نقلت أمس الأول عن مسؤولين أميركيين قولهم إن ترامب يشعر بقلق من وضع خطط حرب ضد إيران والأحاديث عن «تغيير النظام»، ولا يعتزم اللجوء إلى القوة ما لم تتخذ إيران «خطوة كبيرة»، ويحظى هذا الموقف بدعم واسع في وزارة الدفاع (البنتاغون)، لا سيما من وزير الدفاع بالوكالة باتريك شاناهان.

«الجريدة»

وكانت «الجريدة» قد أشارت في تقرير نشرته في 5 الجاري نقلاً عن مصدر في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أن توجيهات عُممت على جميع المسؤولين الإيرانيين، مدنيين وعسكريين، تنص على عدم الحديث عن أي مفاوضات مع واشنطن في هذه الظروف لعرقلة استراتيجية الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وأكد المصدر وقتها أن المجلس استدعى وزير الخارجية محمد جواد ظريف فور عودته من نيويورك لاستيضاح سبب إعطائه «إشارات إلى الأميركيين» عن رغبة إيران في إجراء مفاوضات خلال المقابلات الصحافية التي أجراها خلال وجوده هناك، عندما دعا الى مفاوضات لتبادل سجناء بين واشنطن وطهران.

كما علمت «الجريدة» في خبر نشرته بعددها الصادر في 14 الجاري، أن الرئيس الإيراني حسن روحاني قال في الإفطار الذي دعا اليه عدداً من النخب السياسية من مختلف المشارب والتيارات السياسية يوم الجمعة الماضي أنه ليس ضد التفاوض، لكن اللقاء مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في هذه الظروف لن يكون لمصلحة إيران، وأن المفاوضات في ظل الظروف الحالية قد تفسر على أنها انصياع للعقوبات.

ولم ينف روحاني وجود وساطات خلف الكواليس لحل الخلاف مع الأميركيين، وأكد للمجتمعين أن السياسة تفرض ألا يتم إقفال جميع الأبواب، وأن الظروف يجب أن تكون مهيأة لأي مفاوضات مباشرة، لافتاً الى أن البعض في الإدارة الأميركية يسعون لإقفال أبواب التفاوض وإشعال الحرب.

طهران

وفي طوكيو حيث أجرى محادثات حول الاتفاق النووي والتعاون التجاري، استبعد الوزير ظريف «أي إمكانية» لاجراء حوار مع الولايات المتحدة، حسبما نقلت عنه وكالة كيودو اليابانية.

وفي تصريحات قبيل لقاء نظيره الياباني، أكد ظريف أن بلاده لا تسعى للحرب، لكنها تدافع عن مصالحها بقوة، مشيراً الى أن بلاده تمارس أقصى درجات ضبط النفس حيال قرار انسحاب واشنطن من الاتفاق، ووصف إعادة فرض العقوبات الأميركية بأنه أمر «غير مقبول».

وأشار الى أنه «لا يمكن لاتفاق متعدد الأطراف أن يطبق من طرف واحد فقط»، مؤكدا أن السبيل الوحيد هو تطبيق الاتفاق النووي من جميع الأطراف.

من ناحيتها، لفتت ممثلیة ​إيران​ في ​الأمم المتحدة​ إلى أن «اتهامات ​واشنطن​ لإيران باستهداف الأميركيين في ​العراق​ هي ادعاءات بنيت على أساس ​تقارير​ استخبارية مزيفة»، مؤكدة أن «إيران لا تخطط لشن هجوم، ولا تشكل أي تهديد لأحد في العراق أو ​العالم​«، ومضيفة أن «إيران تدافع عن نفسها فحسب، ولا تملك استراتيجية لمهاجمة أي دولة، وشعبنا لن يستسلم أمام الحرب النفسية ​الجديدة​«.

ووصفت الممثلية إجلاء واشنطن موظفين من العراق بأنه «أحدث مشهد للحرب الاعلامية الاميركية ضد ايران استنادا الى تقارير استخبارية مزيفة لاتخاذها ذريعة لمواجهة محتملة».

سلامي

وكان قائد الحرس الثوري الايراني الجنرال حسين سلامي اعتبر أمس الأول أن «المرحلة الحالية هي الأكثر صعوبة وحساسية ومصيرية بالنسبة الى الثورة الإسلامية، مقارنة مع أي فترة زمنية أخرى، لأن العدو ألقى بكل ثقله ضدنا».

وأضاف: «أعداؤنا ومن خلال ممارسة الحد الأقصى من الضغوط واستخدامهم كل الطاقات في ساحة المواجهة يسعون الى إضعاف الصمود وكسر ثبات الشعب الإيراني، لكن الأعداء سيخفقون وقد وصلوا الى نهاية الطريق، ورغم هيبتهم الظاهرية فإنهم يواجهون التآكل وهشاشة العظام من الداخل».

خالد بن سلمان والجبير

في سياق آخر، وفي أول تعليق له على الهجوم الذي تبناه المتمردون الحوثيون في اليمن بـ 7 طائرات مسيّرة على خط أنابيب «شرق - غرب» الاستراتيحي، أعلن الأمير خالد بن سلمان، نائب وزير الدفاع السعودي، أن «ما قامت به الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران من هجوم إرهابي على محطتي الضخ التابعتين لشركة أرامكو السعودية، يؤكد أنها ليست سوى أداة لتنفيذ أجندة إيران وخدمة مشروعها التوسعي في المنطقة، لا لحماية المواطن اليمني كما يدعون».

واعتبر على حسابه في «تويتر» أن «ما يقوم الحوثي بتنفيذه من أعمال إرهابية بأوامر عليا من طهران، يضعون به حبل المشنقة على الجهود السياسية الحالية».

بدوره، اعتبر وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، عادل الجبير، أن «استهداف الحوثيين منشآت نفطية سعودية أتى بأمر من إيران»، مشيراً إلى أن «الحوثيين يؤكدون أنهم منفذون لأجندة إيران على حساب اليمنيين».

وأوضح الجبير، في تغريدتين على حسابه الرسمي في «تويتر» أن «الحوثي يؤكد يوما بعد يوم أنه ينفذ الأجندة الإيرانية ويبيع مقدرات الشعب اليمني، وقراراته لمصلحة إيران».

وأضاف: «الحوثي جزء لا يتجزأ من قوات الحرس الثوري الإيراني ويأتمرون بأوامره، وأكد ذلك استهدافه منشآت في المملكة».

اعتداء الفجيرة

على صعيد متصل، قال مصدر حكومي أميركي إن خبراء الأمن الأميركيين يعتقدون أن إيران «باركت» هجمات الناقلات، التي أصابت ناقلتي نفط سعوديتين وناقلة وقود ترفع علم الإمارات وناقلة منتجات نفطية مسجلة في النرويج قرب الفجيرة، أحد أكبر مراكز تزويد السفن بالوقود في العالم، والواقعة أمام مضيق هرمز مباشرة.

وقال المصدر إن الولايات المتحدة تعتقد أن الدور الإيراني تمثل في تشجيع مسلحين على القيام بمثل هذه الأفعال‭‭ ،‬‬ولم يقتصر على مجرد التلميح غير المباشر. لكن المصدر أشار إلى أن الولايات المتحدة لا تمتلك أي دليل على قيام أفراد إيرانيين بأي دور مباشر في العملية.

قرقاش

وأكد وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش، أمس، أن بلاده ملتزمة بالحد من التوتر في المنطقة، وستواصل التمسك بسياسة ضبط النفس.

وقال قرقاش في تصريحات مساء أمس الأول: «نتفق مع واشنطن بأن إيران السبب الرئيسي في زعزعة المنطقة، ونطالب طهران بالعمل على تحسين سياستها مع دول المنطقة والعالم».

وكشف قرقاش، في مقابلة مع «سكاي نيوز عربية» أن الولايات المتحدة وفرنسا تشارك إلى جانب الإمارات في تحقيقات استهداف السفن في خليج عمان. وقال إن هناك طلبات من دول أخرى للمشاركة في التحقيقات، متوقعاً الانتهاء من التحقيقات بشأن السفن خلال اليومين المقبلين.

وشدد الوزير الإماراتي على أن استهداف السفن يمثل تحديا جديدا يتطلب التعامل معه بصبر وشفافية، قائلا: «حرصنا على ألا يكون التحقيق من الجانب الإماراتي فقط، حتى يتمتع بشفافية أكبر».

وفيما يتعلق بإيران، قال وزير الدولة الإماراتي، «إن المرحلة الحالية تتطلب من إيران مراجعة نفسها، فالمنطقة وصلت إلى ما هي عليه بسبب السياسات الإيرانية، وعلى إيران أن تدرك أنها مسؤول رئيسي عن حال عدم الاستقرار في المنطقة».

فرنسا: لا تغيير في دورياتنا بالخليج

أعلن متحدث باسم الجيش الفرنسي، أمس، أن باريس لم تكثف، على حد علمه، دورياتها البحرية في الخليج، بعد الهجمات على ناقلات النفط قبالة ساحل الإمارات نهاية الأسبوع الماضي.

وكشف المتحدث باسم الجيش الفرنسي أن باريس تشارك في التحقيقات حول تلك الهجمات.

يذكر أنه لدى البحرية الفرنسية قاعدة عسكرية في العاصمة الإماراتية أبوظبي.

الى ذلك، ذكر مصدر مقرب من وزارة الدفاع الفرنسية أن الجيش الفرنسي ليست لديه خطط بتعليق أنشطة التدريب العسكري في العراق.

وكانت ألمانيا، التي لديها 160 جنديا في العراق، وهولندا التي لها 169 عسكريا ومدنيا، علّقتا أمس الأول عمليات التدريب العسكري للجيش العراقي، وأشارتا إلى تصاعد التوتر في المنطقة.

وقالت السفارة الهولندية في بغداد على حسابها في «تويتر» إن أبوابها لا تزال مفتوحة.

وأشار قرقاش إلى أن «أحد العيوب الأساسية في الاتفاق النووي مع إيران أنه لم يشمل أي دور عربي، فإيران اعتبرت الاتفاق النووي تصريحا لها للتدخل بالشأن العربي». وشدد على أهمية وجود دور عربي في أي إطار اتفاق مقبل مع إيران.

وفي مقابلة مع قناة CNN الأميركية، وقال الوزير الإماراتي إن المنطقة تمر بـ «فترة حساسة وصعبة للغاية»، مشيراً إلى أن «الجميع مهتم في هذا الوقت بالتهدئة والتعامل مع الأمور بطريقة ناضجة وعقلانية».

بريطانيا

الى ذلك، قالت شبكة «سكاي نيوز» الإخبارية البريطانية إن لندن رفعت مستوى التهديد لقواتها ودبلوماسييها في العراق، نظرا لمخاطر أمنية كبيرة من إيران.

وذكرت «سكاي نيوز» في تقرير أن بريطانيا رفعت أيضا مستوى التأهب بين قواتها وموظفيها وأسرهم في السعودية والكويت وقطر. وكان أرفع جنرال بريطاني في التحالف الدولي ضد «داعش» الذي تقوده واشنطن أثار تأويلات حول خلاف محتمل بين البلدين الحليفين، بعد رفضه الحديث عن مخاطر تهديد إيراني ضد قوات التحالف في سورية والعراق، الأمر الذي دفع القيادة المركزية الأميركية للرد عليه بأن تصريحاته تناقض تقارير استخبارية أميركية موثوقة.

العراق

الى ذلك، نفت مصادر أمنية عراقية، أمس، إطلاق قذائف صاروخية باتجاه إحدى قواعد الجيش الأميركي قرب مطار بغداد الدول، مشددة على أن الوضع الأمني مستقر في العاصمة بغداد، في وقت شوهدت فيه مروحيات الجيش الأميركي وهي تحلّق قرب السفارة الأميركية بصورة طبيعية.

جاء ذلك، بينما حذر حزب «الدعوة الإسلامية» الشيعي في العراق، الذي يضم في عضويته رئيسي الوزراء السابقين، نوري المالكي وحيدر العبادي، الولايات المتحدة الأميركية من القيام بأي عمل ضد إيران.

وقال الحزب في تعليق على التحركات الأميركية الأخيرة في المنطقة والتوتر مع إيران: «العراق وقواه السياسية والشعبية لن ينأى بنفسه عن الانخراط في المواجهة بين أميركا وإيران».

وأضاف في بيان صادر أمس الأول: «لن نقف محايدين بين الطاغية الأميركي والشعب العراقي، ومن مصلحة الولايات المتحدة الأميركية سحب قواتها من الخليج ومن الشرق الأوسط، فوجودها بات مؤذيا للمنطقة».

تحييد العراق

ونقلت مصادر متعددة عن المرجع الشيعي الأعلى في العراق السيد علي السيستاني دعوته الى تحييد العراق عن شظايا الأزمة في المنطقة.

وأكد فصيلا «عصائب أهل الحق»، و»حركة النجباء» العراقيان المنضويان في هيئة الحشد الشعبي، أن حديث واشنطن عن وجود تهديدات لمصالحها في العراق ليس إلا «ذرائع»، دون أن ينفيا التحضير لهجمات.

وقال المعاون العسكري لـ»حركة النجباء» المقربة من إيران نصر الشمري، إن واشنطن اليوم «تحاول صنع ضجة في العراق والمنطقة تحت أي ذريعة». فيما أكد مدير المكتب السياسي لـ»عصائب أهل الحق» ليث العذاري أن ذلك يندرج في إطار «الحرب النفسية» في إطار التوتر القائم بينها وبين إيران.

وقال وزير النفط العراقي ثامر الغضبان، أمس، إن بلاده تملك خطط طوارئ تحسّبا لأي توقف في واردات الغاز الإيرانية لشبكة الكهرباء في البلاد، لكنه أمل بعدم حدوث أي تعطل لها.

وأضاف أن الاجتماع القادم الذي تعقده لجنة المراقبة الوزارية لـ «أوبك» في السعودية، سيقيّم التزام الدول الأعضاء بتخفيضات الإنتاج الحالية، وإن أسعار النفط الحالية والأسواق مستقرة.

وقال الغضبان للصحافيين في بغداد إن تركيا طلبت من العراق شراء المزيد من خامه.

وأضاف أن شركات النفط العالمية تعمل بشكل طبيعي وطمأنها بأن حقول النفط في شمال وجنوب البلاد سالمة وآمنة في ظل تصاعد التوترات الإقليمية. وأمس الأول، نفت وزارة النفط العراقية الأنباء التي تواردت عن إخلاء ومغادرة الموظفين في شركة «اكسون موبيل» الأميركية للنفط مواقع عملهم من حقل غرب القرنة بمحافظة البصرة.

وقال وكيل الوزارة لشؤون الاستخراج فياض حسن، إن المسؤولين في الشركة الاميركية أكدوا له عدم إجلاء موظفيهم من حقل غرب القرنة، وأنهم يعملون جنبا الى جنب مع زملائهم من العراقيين والأجانب في ائتلاف الشركات المقاولة المطورة للحقل وفق البرنامج المخطط له.

هل يتوسط الرئيس السويسري بين أميركا وإيران؟

رجح مراقبون أن يكون الهدف الخفي لزيارة مفاجئة بدأها رئيس الاتحاد السويسري أولي ماورير لواشنطن هو التوسط بين الولايات المتحدة وإيران.

ووصل ماورير الى واشنطن أمس لعقد اجتماع غير مقرر بنظيره الأميركي دونالد ترامب. ووصف الإعلام السويسري اللقاء بأنه «تاريخي»، لأن هذه هي المرة الأولى التي يستقبل فيها رئيس الولايات المتحدة نظيره السويسري في البيت الأبيض. وسويسرا تقوم بأعمال رعاية المصالح الاميركية في إيران. وأخيراً اشارت تقارير الى أن إدارة ترامب مررت رقم هاتف الرئيس الأميركي إلى السلطات الإيرانية عبر الحكومة السويسرية.

back to top