استفتاء مصر: مخاوف من «العزوف»... والمعارضة منقسمة

نشر في 19-04-2019
آخر تحديث 19-04-2019 | 00:03
مصري يمر أمام لجنة تصويت في القاهرة أمس	(رويترز)
مصري يمر أمام لجنة تصويت في القاهرة أمس (رويترز)
ينطلق الاستفتاء على التعديلات الدستورية اليوم، بتصويت المصريين في الخارج، الذي يستمر حتى بعد غد الأحد، على أن يبدأ المصريون في الداخل التصويت غدا السبت حتى الاثنين المقبل، على تعديلات لعدة مواد دستورية وافق عليها البرلمان الثلاثاء الماضي.

ويتحدث المراقبون عن احتمال عزوف المصريين عن المشاركة، بسبب اعتبارهم أن التعديلات التي تتضمن خصوصاً تمديد ولاية الرئيس عبدالفتاح السيسي سنتين، وتسمح له بالترشح لولاية جديدة من 6 سنوات، ستمر وسط ضعف المعارضة وانقسامها بين المقاطعة أو التصويت بلا.

موالون

وفي مواجهة شبح العزوف، كثف ائتلاف الأغلبية البرلمانية «دعم مصر»، والأحزاب الرئيسة تحت القبة، من مؤتمراتها الشعبية وحملات حث المصريين على المشاركة في الاستفتاء والتصويت بـ «نعم».

وأعلن حزب «الوفد»، أعرق الأحزاب المصرية، استمرار مؤتمراته الجماهيرية حتى مساء اليوم الجمعة من أجل حث المصريين على التصويت بـ «نعم»، وهو نفس موقف أحزاب «المصريين الأحرار» و»مستقبل وطن» و»حماة وطن» وغيرها من الأحزاب المؤيدة للتعديلات.

معارضون

في المقابل، وبينما دعت جماعة «الإخوان» المصنفة إرهابية في مصر، للمشاركة في حملة «باطل» الإلكترونية، تمسكت أحزاب المعارضة المدنية بالمشاركة في الاستفتاء والتصويت بـ «لا»، وهو ما ظهر بوضوح في هاشتاغ (وسم) «انزل قول لا»، ويقف خلف هذا الرأي، معارضون بارزون أمثال المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، والنواب بالبرلمان هيثم الحريري وأحمد الطنطاوي، فضلا عن الحركة المدنية الديمقراطية (التي تضم 8 أحزاب و200 شخصية عامة)، وهو نفس موقف حزب «الإصلاح والتنمية» برئاسة محمد أنور السادات (ابن شقيق رئيس مصر الأسبق).

من جهته، توقّع أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، د. حسن نافعة، أن يكون العزوف هو بطل المشهد، قائلا لـ «الجريدة»: «هناك عدم اهتمام من غالبية الشعب المصري بالتعديلات، والعزوف سيكون كبيرا بالنسبة لأعداد المشاركة، فلا يوجد حماس للمشاركة بالتصويت إلا في الدوائر الرسمية فقط».

في غضون ذلك، انهت السفارات والقنصليات المصرية استعداداتها النهائية أمس، لاستقبال المصريين للتصويت. وتفتح اللجان الانتخابية الفرعية في مقار السفارات وعدد من القنصليات أبوابها اعتبارا من الساعة التاسعة صباحا حتى التاسعة مساء، حسب التوقيت المحلي لكل مدينة يجرى فيها الاستفتاء، في حين لن يتم تنظيم الاستفتاء في دول سورية واليمن وليبيا والصومال بسبب الصراعات المسلحة.

ووجهت السفارات المصرية الدعوة إلى المواطنين للمشاركة في التصويت، لكون «المشاركة تعد عملا وطنيا يرتبط باستمرار مسيرة الإصلاح والتنمية الهادفة لمستقبل زاخر بالخير لأبناء الوطن».

ويحق لكل مواطن مصري موجود بالخارج التصويت، على أن يحمل معه أصل جواز السفر المميكن الساري، أو أصل بطاقة الرقم القومي؛ سواء كانت سارية أم لا.

وتواصلت الاستعدادات للاستفتاء داخل مصر، أمس، إذ أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات عدة إجراءات لتسهيل عملية التصويت لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، أبرزها تخصيص اللجان الانتخابية في الدور الأرضي من المدارس، مع الحرص على توزيع الناخبين على لجان قريبة من محل سكنهم، كما تم طبع بطاقات اقتراع لأول مرة بطريقة بريل لتناسب المكفوفين.

وسارع مجلس الوزراء المصري أمس إلى نفي ما نقلته بعض وسائل الإعلام عن منح الحكومة للموظفين الإداريين في الدولة إجازة 3 أيام خلال فترة الاستفتاء، وأشار إلى أن أيام التصويت على التعديلات الدستورية ستكون أيام عمل طبيعية يؤدي فيها جميع العاملين بالدولة مهامهم كالمعتاد دون أي تغيير.

على الأرض، ووسط حالة من الاستنفار الأمني القصوى لتأمين الشرطة عملية الاستفتاء بمشاركة قوات الجيش، تسلمت وزارة الداخلية أمس 10 آلاف و878 مركزا انتخابيا، و13 ألفا و919 لجنة انتخابية، بإجمالي 24 ألفا و797 مقرا على مستوى جميع المحافظات، وبدأت الوزارة بمعاونة الهيئة الوطنية للانتخابات في إعداد المدارس لاستقبال ما يزيد على 61 مليون مصري يحق لهم المشاركة في الاستفتاء.

وعقد وزير الداخلية اللواء محمود توفيق، أمس، اجتماعا بمساعديه بمقر الوزارة بالقاهرة، فضلا عن لقاء مديري الأمن على مستوى الجمهورية عبر منظومة الفيديو كونفرانس، وذلك لمتابعة كافة الإجراءات الأمنية التي أعدتها الوزارة لتأمين المواطنين والمنشآت الحيوية، تزامنا مع عملية الاستفتاء على التعديلات، وأشار إلى أن الخطة الأمنية الشاملة أعدتها الوزارة بالتعاون مع القوات المسلحة لضمان توفير المناخ الآمن للمواطنين للإدلاء بأصواتهم.

تعاون ثلاثي

وبينما تلقى الرئيس السيسي رسالة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، تؤكد متانة العلاقات بين البلدين والتنسيق المشترك في عدد من القضايا الإقليمية، شهد وزير الدفاع المصري الفريق أول محمد زكي، أمس، مع نظيره اليوناني إيفانغلوس أبوستولاكس، والقبرصي سافلس أنغليدس، المرحلة الرئيسية من التدريب البحري الجوي المشترك «ميدوزا 8»، الذي تنفذه قوات الدول الثلاث في المياه الإقليمية لمصر بالبحر المتوسط، وشدد زكي على عمق العلاقات العسكرية التي تربط بين البلدان الثلاثة، بما يحقق حماية الأهداف والمصالح المشتركة ويعزز جهود التنمية والاستقرار ومكافحة الإرهاب.

back to top