دراما رمضان آتية

نشر في 14-04-2019
آخر تحديث 14-04-2019 | 00:05
 د. خالد عبداللطيف رمضان بعد أيام سيهل علينا شهر رمضان الفضيل، وستهل معه المسلسلات التلفزيونية من كل شكل ونوع، بعضها إنتاج عربي، والبعض الآخر إنتاج خليجي معظمه منفذ في الكويت. وعادة ما تحرص شركات الإنتاج على إنجاز مسلسلاتها قبل شهر رمضان، لأنه شهر الذروة بالنسبة للمشاهدة، وبالتالي تحرص المحطات التلفزيونية على الشراء في هذا الوقت، لإرضاء المشاهدين، لذا نجد المحطات التلفزيونية العربية تحتشد لتقديم المسلسلات الجاهزة، وبعضها لا يجهز كاملا إلا خلال شهر رمضان، وبالتبعية تحرص الشركات الإعلانية على حجز الفترات الإعلانية خلال عرض المسلسلات، وخاصة إذا شارك فيها بعض النجوم الكبار، إلى درجة أن بعض المحطات التلفزيونية تبث إعلانات خلال فترة بعض المسلسلات بمدد تتجاوز مدد عرض هذه المسلسلات، مما يعرِّض المتابعين للملل.

والذي يهمنا هنا الدراما الكويتية، التي يُطلق عليها تجاوزا دراما خليجيا، ربما لأنها تتضمن تنوعا في الممثلين المشاركين، سواء كانوا خليجيين أو مقيمين في الخليج، فماذا تقدم هذه المسلسلات للمشاهدين؟ وما القضايا التي تتناولها؟ وما القيم التي تطرحها؟

بالطبع هناك تفاوت في المستوى بين مسلسل وآخر، تبعاً للنص والإخراج والممثلين المشاركين، لكن هناك سمات مشتركة تجمع هذه المسلسلات الموسمية، فمن الضرورات الإنتاجية يتم الاكتفاء بنجم واحد أو اثنين والبقية من الشباب الصاعد، وغالبا ما يكون في المسلسل حشد من الممثلات الشابات، فالكُتاب يدركون اللعبة الإنتاجية، فيرسمون العديد من الشخصيات النسائية، ويكتفون بشخصيات رجالية قليلة.

والقضايا المثارة لا تتجاوز ما يدور بين جدران المنازل من علاقات غرامية، بعضها لأغراض شريفة، وبعضها محرَّم، ومعظم الكويتيين أصحاب شركات ويعيشون في منازل أشبه بالقصور، الأب غالبا لاهٍ في أعماله التجارية، وأحيانا في المسرات غير البريئة، والأم مشغولة بحفلاتها ومناسباتها التي لا تنتهي، والأبناء يعيشون حياتهم دون حسيب أو رقيب، وعند تنفيذ المسلسل، لأن الأحداث تدور داخل المنازل، فالممثلات يتنافسن في ارتداء أجمل الجلابيات (الدراعات)، ويضعن أثقل أنواع الماكياج حتى وقت النوم أو المرض، وهذا استكمال لمتطلبات الإنتاج. وحتى يترك المسلسل أثرا في المشاهدين، فلا مانع من موت بعض الشخصيات، حتى لو كان موتا عشوائيا دون ضرورات درامية.

والأدهى من ذلك اللهجات الهجينة المنوعة التي ينطق بها الممثلون، فهي لا تمثل بلدا خليجيا معينا، والقائمون على الإنتاج لا يعنيهم هذا الأمر، وما يهمهم هو التسويق لأكثر عدد من المحطات. وينتهي رمضان ويكون المشاهد قد أهدر وقته بما لا ينفع، وأهدرت بعض القنوات الحكومية الأموال العامة على مسلسلات أغلبها ركيك ويهدم ما تسعى إليه الدول من غرس للقيم الإيجابية في مواطنيها وبناء شخصياتهم، وفقا للأهداف التي تسعى إلى تحقيقها. ينتهي رمضان ويأتي رمضان آخر واللعبة مستمرة دون تغيير.

back to top