إسرائيل تقصف مطار دمشق... و«البنتاغون» يرسل سفناً

● اجتماع تركي «حاسم» يناقش تطورات إدلب وعملية شرق الفرات
● رئيس وزراء إيطاليا: ننظر إعادة فتح سفارتنا

نشر في 13-01-2019
آخر تحديث 13-01-2019 | 00:04
صبي سوري يمهد الطين أمام خيمة أسرته قرب قرية شمارين شمال حلب أمس الأول (أ ف ب)
صبي سوري يمهد الطين أمام خيمة أسرته قرب قرية شمارين شمال حلب أمس الأول (أ ف ب)
وسط الانشغال الدولي بعملية الانسحاب الأميركي من سورية وتداعياته خصوصاً على علاقة أنقرة وواشنطن، هاجمت إسرائيل مطار دمشق الدولي ومواقع عسكرية في جنوب العاصمة بأكثر من 10 صواريخ.
مع تعهد واشنطن بالبقاء في المنطقة لمحاربة تنظيم «داعش» ومواجهة نفوذ طهران، أطلقت طائرات إسرائيلية ليل الجمعة- السبت أكثر من 10 صواريخ استهدفت مطار دمشق الدولي ومواقع عسكرية في بلدة الكسوة جنوب العاصمة ودمرت طائرة شحن إيرانية محملة بالأسلحة.

وأوضح مصدر عسكري، لوكالة الأنباء الرسميّة «سانا»، أن طائرات حربيّة إسرائيليّة قادمة من اتّجاه اصبع الجليل أطلقت عدّة صواريخ باتجاه مطار دمشق وعلى الفور تصدت لها الدفاعات الجوّية وأسقطت معظمها، واقتصرت نتائج العدوان حتّى الآن على إصابة أحد المستودعات».

وإذ أكد مصدر بوزارة النقل أنّ «حركة مطار دمشق الدولي اعتياديّة ولم تتأثّر بالعدوان»، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأنّ «قسماً من الصواريخ أصاب ثلاثة أهداف في الريفين الغربي والجنوبي الغربي للعاصمة دمشق، هي مستودعات أسلحة تتبع لحزب الله اللبناني أو القوات الإيرانية».

وأضاف المرصد أنّ «الاستهداف الأكبر كان لمنطقة الكسوة ومناطق أخرى بريف دمشق الجنوبي الغربي حيث توجد هناك تمركزات ومستودعات للإيرانيين وحزب الله».

ولاحقاً، كشفت مصادر في المعارضة أمس، أن القصف الإسرائيلي، الذي سمع دوي انفجاراته في أرجاء العاصمة، استهدف طائرة شحن إيرانية تحمل أسلحة لدى وصولها إلى مطار دمشق وبدء عملية تفريغها، مبينة أن «الطائرة دمرت كلياً ولحقت أضرار بعدد من المباني، كما أسفر عن سقوط أكثر من 20 شخصاً من طاقمها قتلى وجرحى، إضافة إلى عدد من العسكريين السوريين».

ومنذ بدء النزاع في سورية في 2011، تُكرّر إسرائيل، التي أعلنت في سبتمبر أنّها شنّت مئتي غارة في الأراضي السوريّة خلال 18 شهراً ضدّ أهداف معظمها إيرانيّة، أنّها ستُواصل تصدّيها لما وصفه رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو بمحاولات طهران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سورية وإرسال أسلحة متطوّرة إلى «حزب الله» اللبناني.

الانسحاب الأميركي

وبعد أقل من شهر من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قراره المفاجئ سحب قواته، أعلن المتحدث باسم التحالف الدولي شون رايان، أمس الأول، بدء سحب معداته من سورية.

وقال الكولونيل رايان، إن التحالف «بدأ عملية انسحابنا المدروس من سورية. حرصاً على أمن العمليات، لن نعلن جداول زمنية أو مواقع أو تحركات محددة للقوات».

وأفادت صحيفة «وول ستريت»، بأن وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» أرسلت قوات برية ومجموعة من السفن الحربية، بقيادة المدمرة «كيراسارج»، باتجاه سورية للمساعدة في سحب قواتها، في حين ستؤمن السفن القوات في حال تعرضها لخطر.

وبينما قال مصدر في «البنتاغون»، طلب عدم كشف هويته، «لقد انتهزنا فرصة حركة عادية للجنود، لإضافة شحنات عتاد غادرت سورية»، أوضح مسؤول آخر أن الأمر يتعلق حالياً بسحب معدات وليس جنوداً.

ورداً على تأكيد المرصد السوري مغادرة نحو 150 جندياً أميركياً مساء الخميس قاعدة عسكرية في الرميلان بمحافظة الحسكة، قال المسؤول الأميركي، إن الأمر يتعلق بتحركات عادية لجنود، مضيفاً: «الجنود يدخلون سورية ويخرجون منها بشكل منتظم، ولم يتم سحب أي منهم، بل معدات غير أساسية».

مسار سياسي

وبعد اتصال هاتفي مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو محوره تطورات الوضع بسورية، شدد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أمس، على أن «الانسحاب لا يعني التراجع عن مكافحة الإرهاب أو تناقض الاستراتيجية تجاه إيران»، موضحاً واشنطن لن تغادر المنطقة وتعتبر تدمير «داعش» مع شركائها أولوية لها، بالتزامن مع إيجاد مسار سياسي في ​سورية​ يمكّن النازحين من العودة لبيوتهم».

وإذ نبه بومبيو، في لقاء صحافي، «على الجميع أن يعلم بأن الأكراد السوريين ليسوا إرهابيين»، أكّد «تفهم دوافع تركيا في حماية حدودها وشعبها».

اجتماع حاسم

وعلى الأرض، عقد وزير الدفاع التركي أكار خلوصي اجتماعاً، وصف بـ»الحاسم»، مع رئيس المخابرات حقان فيدان ورئيس الأركان يشار غولر وقائد القوات البرية أوميت دوندار على الحدود السورية لبحث تطورات الوضع بإدلب في ضوء اتفاق سوتشي، الذي توصل له الرئيس رجب طيب إردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في 17 سبتمبر الماضي، ويقضي بوقف إطلاق النار وإقامة منطقة منزوعة السلاح بين مناطق الجيش السوري والمعارضة.

وأكد أكار تعاون تركيا وروسيا بشكل وثيق للحفاظ على وقف إطلاق النار وحالة الاستقرار في إدلب، التي شهدت اقتتالاً غير مسبوق انتهى بانفراد جبهة النصرة سابقاً بإدارة المحافظة كلياً.

تعزيزات ودعم

وقبل إعلان أكار عن إعداد الخطة اللازمة للعملية العسكرية في منطقة شرق نهر الفرات ضد الوحدات الكردية المدعومة أميركياً، وصل إلى ولاية غازي عنتاب الحدودية مع سورية، أمس الأول، قطار يحمل على متنه تعزيزات عسكرية جديدة للجيش التركي تشمل وحدات كوماندوز وشاحنات محملة بالدبابات وناقلات جنود مدرعة وكاسحات ألغام، وعربات عسكرية أخرى.

في المقابل، أعادت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية أغنيس فون ديرمول التأكيد على بقاء القوات في سورية حتى هزيمة «داعش» والتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة، لافتة إلى أن باريس ستواصل التنسيق مع شركاء التحالف الدولي ودعم المقاتلين الأكراد وقوات سورية الديمقراطية (قسد) في محاربة التنظيم المتطرف.

فتح السفارات

في تطور دبلوماسي، أعلن وزير الخارجية الإيطالي انتسو موافيرو ميلانيزي، أمس الأول، النظر في إمكانية إعادة فتح سفارته لدى دمشق، التي علق العمل بها في عام 2012، مشيراً إلى أن «استقرار سورية وعودة الأوضاع إلى طبيعتها لا تزال الشروط الأساسية لهذا الأمر».

وأضاف «وجود سفارات إيطالية لدى الدول يظل بالنسبة لنا أولوية مهمة»، لافتاً إلى أن «النقطة الجوهرية أن حرباً رهيبة نشبت والوضع مازال غير مستقر هو الحاجة لأن نتحرك نحو وضع أكثر تطبيعياً من أجل إعادة فتح مقرنا الدبلوماسي بالكامل».

في غضون ذلك، قال رئيس المجلس المحلي لمخيم الركبان درباس الخالدي، لموقع «عنب بلدي»، إن الأردن يقوم بمد شريط شائك على الساتر الترابي الفاصل مع المخيم الحدودي والواقع في المناطق «المحرمة» مع سورية، في خطوة لفصله ومنع أي مرور للمدنيين إلى الطرف الآخر.

ويخضع مخيم الركبان لحصار، منذ يونيو 2018، بعد إغلاق المنفذ الواصل إلى الأردن بضغط روسي، وإغلاق طريق الضمير من قبل قوات النظام.

تعزيزات عسكرية جديدة للجيش التركي إلى ولاية غازي عنتاب
back to top