قمة وارسو تغضب طهران... وواشنطن لن تمدد إعفاءات النفط

«الخارجية الأميركية»: الكويت تراقب عن كثب الامتثال للعقوبات وتعمل على مكافحة التهرب منها

نشر في 13-01-2019
آخر تحديث 13-01-2019 | 00:05
أحد أبناء العاملين في السفارة الأميركية لدى المنامة يلتقط صورة مع بومبيو خلال تفقده السفارة أمس الأول (رويترز)
أحد أبناء العاملين في السفارة الأميركية لدى المنامة يلتقط صورة مع بومبيو خلال تفقده السفارة أمس الأول (رويترز)
تنظم الولايات المتحدة وبولندا قمة دولية تركز على أنشطة إيران والاستقرار في الشرق الأوسط، في حين أكدت واشنطن أن وحدة مجلس التعاون الخليجي مهمة لمواجهة التهديد الإيراني، مشددة على أنها ستواصل الضغط لإعادة طهران إلى طاولة التفاوض من أجل «إبرام اتفاق أفضل».
عبّرت إيران عن غضبها بعدما كشف وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو، الذي يقوم بجولة في المنطقة، لطمأنة حلفاء واشنطن بعد قرار الرئيس دونالد ترامب سحب قواته من سورية، أن بلاده ستنظم قمة دولية لمواجهة نفوذ إيران في الشرق الأوسط ببولندا في فبراير المقبل.

وأعلن بومبيو عن الخطوة في تصريح لقناة "فوكس نيوز" أمس الأول، موضحاً أن واشنطن ستجمع عشرات الدول من كل أنحاء العالم لحضور القمة التي ستُركّز على "استقرار الشرق الأوسط والسلام والحرّية والأمن، وهذا يتضمّن عنصراً مهماً هو التأكّد أنّ طهران لا تمارس نفوذاً مزعزعاً للاستقرار".

بيان مشترك

وقالت الولايات المتّحدة وبولندا في بيان مشترك، إنّ وزراء من أنحاء العالم سيدعون لحضور القمّة في 13 و14 فبراير المقبل في وارسو. غير أنّ البيان لم يذكر إيران بالتحديد، وقال إنّ الاجتماع سيركّز على "شرق أوسط أكثر سلاماً واستقرارا"، لكن الوزير الأميركي أوضح الرسالة.

وأضاف البيان ان "الاجتماع الوزاري سيتطرّق إلى عدد من القضايا المهمّة، منها الإرهاب والتطرّف وتطوير الصواريخ والتجارة البحرية والأمن، والتهديدات التي تمثلها مجموعات تعمل بالوكالة في أنحاء المنطقة".

وأكّد متحدّث باسم وزارة الخارجيّة أنّ بولندا، أسوة بدول أوروبية أخرى، تدعم الاتفاق الدولي الذي انسحب منه ترامب العام الماضي والمتعلّق بالبرنامج النووي الإيراني.

وقال المتحدّث، إنّ اجتماع وارسو "يوجّه رسالة مهمّة مفادها أنّ الدول التي لديها آراء مختلفة بشأن الاتفاق النووي يمكن أن تلتقي لمناقشة قضايا أخرى مهمة في المنطقة".

وبولندا التي تقودها حكومة شعبويّة يمينيّة، حليف قديم للولايات المتحدة، وتتمتّع بعلاقات مع ترامب أفضل من ألمانيا وفرنسا.

مجلس التعاون

في السياق، أكدت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان عن جولة بومبيو بالمنطقة، أن وحدة مجلس التعاون الخليجي ضرورية لمواجهة النظام الإيراني، الذي وصفته بأنه "أكبر تهديد" للاستقرار الإقليمي.

وقالت الخارجية، إن بومبيو "سيعمل مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن، لوقف السلوك التدميري للنظام الإيراني في مختلف أنحاء المنطقة، وتعزيز التحالف الاستراتيجي المقترح في الشرق الأوسط".

وعرضت وزارة الخارجية أبرز الجهود لكل دولة من دول المجلس في مواجهة طهران. وأشارت إلى أن السعودية تعمل بالتنسيق الوثيق لمواجهة توسع وجود إيران ونفوذها.

ولفتت إلى أن الإمارات تنسق مع واشنطن لاستهداف مخططات التمويل غير المشروعة التي تعود بالفائدة على النظام الإيراني.

وأكدت أن البحرين تؤيد بقوة مواجهة الجهود الإيرانية الخبيثة، وتنسق مع الولايات المتحدة لكشف وكلاء "الحرس الثوري" ومواجهتهم.

وأوضحت أن قطر "اتخذت خطوات مهمة للامتثال للعقوبات المفروضة على إيران". ورأت أن الكويت "تراقب عن كثب الامتثال للعقوبات المفروضة على إيران وتعمل على مكافحة التهرب منها".

واختتمت الوزارة بيانها بسرد ما وصفته بتعاون سلطنة عُمان مع الولايات المتحدة لـ "مكافحة التهرب من العقوبات وعمليات نقل المواد غير المشروعة".

وفي مقابلة مع قناة العربية السعودية، أكد بومبيو: "علاقتنا مع السعودية أساسية لاستقرار المنطقة وأمنها"، مضيفا أن "السعودية حليف أساسي للولايات المتحدة وسنستمر في شراكتنا".

وأشار بومبيو الى أن بلاده تريد أن تتم محاسبة المتورطين في قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، مذكّراً بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب شدد على أن العلاقة مع السعودية لا يمكن حصرها بهذه القضية.

وتابع أن الولايات المتحدة لن تغادر منطقة الشرق الأوسط، مضيفاً: "نريد تحالفاً وقوة عربية قادرة على مواجهة التحديات في المنطقة على اختلافها".

وفي الملف الإيراني، قال بومبيو: "يجب أن يعلم الشعب الإيراني أن تدخل نظامه في شؤون الدول الأخرى غير مقبول"، مؤكداً أن "على الشعب الإيراني أن يدرك أننا نريد له الحياة الكريمة... نريد أن نسمع أصوات الشعب الإيراني".

لا إعفاءات

على صعيد ذي صلة، قال ممثل الولايات المتحدة الخاص بإيران برايان هوك أمس، إن بلاده لن تمنح أي إعفاءات أخرى فيما يتعلق بقطاع النفط الإيراني، ليؤكد بذلك رغبة واشنطن في القضاء على أي مصدر دخل لإيران. وأضاف هوك في مؤتمر بالعاصمة الإماراتية أبوظبي: "تشعر إيران على نحو متزايد بالعزلة الاقتصادية التي فرضتها عقوباتنا. نريد بالفعل أن نحرم النظام من العائدات".

وقال: "ثمانون في المئة من عائدات إيران تأتي من صادرات النفط وهي الدولة رقم واحد التي ترعى الإرهاب. نريد أن نحرم النظام من الأموال التي يحتاج اليها".

وجدد هوك التأكيد على سعي بلاده لإبرام "اتفاق جديد أفضل" مع إيران بشأن برنامجها النووي وأنشطتها في المنطقة وتطوير الصواريخ. ورأى أن طهران لن تعود لطاولة التفاوض دون ضغوط.

رد إيراني

ووصف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قمة بولندا المزمع عقدها الشهر المقبل بأنها "عرض هزلي يائس".

وقال ظريف: "نذكّر من يستضيفون المؤتمر المناهض لإيران والمشاركين فيه أن الذين حضروا العرض الأميركي السابق المناهض لإيران، إما ماتوا أو أصبحوا موصومين أو مهمشين. وطهران أقوى من أي وقت مضى".

وأضاف، عبر "تويتر"، أنه "في حين أنقذت إيران البولنديين في الحرب العالمية الثانية، تستضيف بولندا الآن عرضا هزلياً يائساً مناوئاً لإيران". ونشر ظريف صورة للزعماء الذين شاركوا في قمة عن مواجهة الإرهاب في الشرق الأوسط عام 1996 بمدينة شرم الشيخ المصرية. وصورا عن دعم إيران لبولندا.

وسخر الكاتب الإيراني المعارض أمير طاهري من تصريحات ظريف، قائلا ان وزير الخارجية ربما نسي ان إيران في الحرب الثانية لم تكن الجمهورية الإسلامية التي يحاول التسويق لها.

وأضاف ان "ظريف ينتقد بولندا لاستضافة تجمع دبوماسي حول ايران، علماً بأن وزارته منحت تأشيرات دخول لأكثر من 400 ناشط من منكري الهولوكوست المعادين لأميركا لعقد مؤتمر في فبراير تحت عنوان نهاية إسرائيل وعالم من دون أميركا".

في موازاة ذلك، قال أمین المجلس الأعلی للأمن القومي الایراني علي شمخاني رداً علی القمة، إنّ تحویل "العقوبات مع أقصی درجة للضغط إلی ملتقیات واجتماعات یعني الفشل".

مستمرون في شراكتنا مع السعودية ولن نغادر الشرق الأوسط بومبيو
back to top