ماكرون يلغي ضريبة الوقود نهائياً ويتخوّف من سبت عنيف

78% من الفرنسيين: تنازلات الحكومة لا تستجيب لمطالب «السترات الصفراء»

نشر في 07-12-2018
آخر تحديث 07-12-2018 | 00:04
طلاب يحرقون حاوية نفايات احتجاجاً على الإصلاحات التعليمية في مونبيلييه أمس (أ ف ب)
طلاب يحرقون حاوية نفايات احتجاجاً على الإصلاحات التعليمية في مونبيلييه أمس (أ ف ب)
مع تصاعد العنف المواكب لاحتجاجات «السترات الصفراء» الذين يهدّدون بشلّ باريس مجدّداً السبت المقبل، رغم تنازلات الحكومة التي ألغت الضريبة على الوقود لسنة 2019، طلب الرئيس إيمانويل ماكرون من المسؤولين السياسيين والنقابيين توجيه «دعوة إلى الهدوء»، رغم تخوّف الحكومة من أعمال عنف جديدة.
أبدت الرئاسة الفرنسية قلقها من "أعمال عنف واسعة" قد تحصل السبت المقبل خلال التظاهرات الاحتجاجية التي دعت إليها حركة "السترات الصفراء".

ورغم تنازلات الحكومة، التي ألغت ضريبة كان مقرّراً فرضها على الوقود طوال سنة 2019، أفاد مصدر في قصر الإليزيه بأنه "لدينا أسباب تدعو إلى الخوف من أعمال عنف واسعة خلال التظاهرات التي تستعد السترات الصفراء" لتنظيمها.

وبينما لوّحت "السترات الصفراء" بشلّ باريس مجدّداً، السبت، طلب الرئيس إيمانويل ماكرون من المسؤولين السياسيين والنقابيين توجيه "دعوة إلى الهدوء".

ولا تزال العاصمة تحت صدمة أحداث السبت الفائت حين عاشت مشاهد تشبه حرب شوارع مع إقامة حواجز وإحراق سيارات ونهب محلات واشتباكات مع قوات الأمن.

وأعلن المتحدّث باسم الحكومة بنجامين غريفو، ناقلاً مواقف الرئيس خلال مجلس الوزراء، أنّ "الوقت الذي نعيشه لم يعد وقت المعارضة السياسية، بل الجمهورية"، مضيفاً أنّ "رئيس الجمهورية طلب من القوى السياسية والقوى النقابية وأرباب العمل توجيه نداء واضح وصريح إلى الهدوء واحترام الإطار الجمهوري".

وأوضح غريفو أنّ هذا النداء موجّه إلى "الذين يثبتون عن خبث وانتهازية، لا داعي لذكرهم بأسمائهم، فهم سيعرفون أنفسهم".

من جهته، أعلن رئيس الحكومة إدوار فيليب، في كلمة ألقاها أمام الجمعية الوطنية، أنّ "ما هو على المحك هو أمن الفرنسيين ومؤسّساتنا... أوجّه هنا نداءً إلى المسؤولية".

وأضاف أن "جميع أطراف النقاش العام من مسؤولين سياسيين ومسؤولين نقابيين وكاتبي مقالات ومواطنين، سيكونون مسؤولين عن تصريحاتهم في الأيام المقبلة"، مؤكّداً أنّ الحكومة "لن تتهاون" حيال "المخرّبين" و"مثيري البلبلة".

وأكّد في هذا السياق المبادرات التي تمّ إعلانها الثلاثاء سعياً لإخماد "الغضب الأصفر"، وفي طليعتها تعليق زيادة الضريبة على المحروقات ستة أشهر.

وأمس الأول، أقرّت الجمعيّة الوطنية بأغلبية 358 صوتاً مقابل 194 الإجراءات التي أعلنها رئيس الوزراء، وذلك في ختام نقاش استمر خمس ساعات.

ومساء الأربعاء أيضاً، أعلن وزير النقل البيئي فرانسوا دو روغي لقناة "بي أف أم تي في" التلفزيونية الإخبارية، أنّ كل الزيادات الضريبية المقرّرة على الوقود اعتباراً من الأول من يناير 2019 "ألغيت لعام 2019" بأكمله.

ويبدو أنّ إعلان هذه التنازلات لم يقنع أغلبية المتظاهرين الذين يقومون منذ ثلاثة أسابيع بقطع الطرق وينظّمون تجمّعات تترافق أحياناً مع أعمال عنف في جميع أنحاء البلاد.

ولم يتمّ فكّ الطوق إلا عن مخزنين للوقود، أمس الأول، في حين يتوعّد معظم المحتجّين بمواصلة تحركاتهم من دون الأخذ بتنازلات الحكومة والتي يصفونها بأنّها مجرّد "إجراءات متواضعة".

وأظهر استطلاع للرأي أجراه معهد "إيلاب" ونشرت نتائجه أمس الأول أيضاً، أنّ 78 في المئة من الفرنسيين يعتبرون أنّ إجراءات الحكومة لا تستجيب لمطالب "السترات الصفراء".

ووصلت الحركة إلى المدارس الثانوية التي تشهد تعبئة منذ أيام احتجاجاً على إصلاح نظام امتحانات البكالوريا والقانون الذي أقرّ العام الماضي لتنظيم الدخول إلى الجامعات.

وغداة مواجهات كانت عنيفة أحياناً، لا تزال عشرات المدارس الثانوية تعاني البلبلة أو تعذّر الدخول إليها أمس الأول، ودعت نقابات طلابية إلى تعبئة عامة اعتباراً من أمس، وقد بدأ بعض

الطلاب الانضمام إلى "السترات الصفراء".

من جانبهم، أعلن المزارعون أنّهم سيتظاهرون الأسبوع المقبل احتجاجاً على "حملة ضدّ المزارعين" لم تحدّد معالمها.

نقابات طلابية تدعو إلى التعبئة العامة وطلاب الثانويات ينضمون إلى المتظاهرين
back to top