وثيقة لها تاريخ : يوسف بن حسين يدلي بشهادته حول حادثة مقتل سيف بن سيف عام 1913م

نشر في 09-11-2018
آخر تحديث 09-11-2018 | 00:05
المرحوم بإذن الله تعالى يوسف بن حسين بن علي آل سيف الرومي هو بطل حادثة مقتل سيف بن سيف، رحمه الله تعالى، على أيدي صوماليين، وهو على ظهر سفينة يملكها من نوع "البلم" في عام 1913م.

وقد حقق مع يوسف بن حسين الوكيل السياسي البريطاني في الكويت آنذاك، الذي كتب ووثق شهادة بن حسين في ثلاث ورقات باللغة الإنكليزية نستعرض بعضاً من تفاصيلها اليوم في مقالنا السابع حول هذه الحادثة التاريخية.

يقول يوسف بن حسين (الذي كان عمره آنذاك 22 عاما) إنه وابن عمه سيف بن سيف أخذا الصوماليين الأربعة معهما، إضافة إلى طباخ من بغداد، وبحار عماني أطرش من الكويت للعمل كبحرية في السفينة، لممارسة نشاطهم التجاري لبيع اللؤلؤ وشرائه، وذلك في شهر رجب. وعند انتهائهم من التوقف في عدد من الموانئ، بدأوا رحلة العودة إلى الكويت من البحرين، وفي تاريخ 16 شعبان (20 يوليو 1913) كانوا يبحرون ليلاً على ضوء القمر بالقرب من ميناء الجبيل، وكان هو يستعد للصلاة، بينما كان سيف نائماً. في تلك اللحظة، يقول يوسف إنه سمع طلقة من بندقية، وحينما التفت نحو الصوت شاهد أحد الصوماليين يحمل بندقية سيف الذي أصيب وجرح، فاتجه يوسف نحو الصومالي الذي أطلق طلقة أخرى لكنه لم يصب يوسف. واشتبكا مع بعض بالأيدي، وهب اثنان من الصوماليين لمساعدة الثالث، ولكنهم لم يتمكنوا من السيطرة على يوسف الذي ألقى بنفسه في البحر، بعد أن رأى سيف يلقي بنفسه في البحر قبله. وأكد يوسف أن الطباخ والبحار العماني لم يساعداه، ولا يدري عن السبب في ذلك. وقد سبح يوسف إلى أن عثر على سيف وحمله على كتفه، وسبح به طوال الليل إلى أن أنقذتهما سفينة لتاجر لؤلؤ من أسرة البوعينين في الصباح، وأخذتهما إلى ميناء الجبيل. وتوفي سيف وهو على ظهر السفينة، ودفنه يوسف في جنوب مدينة الجبيل. ويوضح يوسف في شهادته أنه التقى ببعض السفن الكويتية، وعاد إلى الكويت مع أحدها، وبلغ المسؤولين في الكويت عن الحادثة. وبعد عدة أيام، تسلم يوسف برقية، فقام على الفور ومعه مجموعة من الكويتيين بالسفر على ظهر الباخرة ((Baroda واتجهوا إلى لنجة، وعندما رست السفينة في الميناء يوم الأحد 3 أغسطس، شاهد يوسف أحد الصوماليين وهو يصعد على السفينة، فبلغ مأمور الشرطة على ظهر السفينة، وتم القبض عليه، ثم شاهد الثلاثة الآخرين وهم يريدون الصعود، فتم القبض عليهم أيضاً. ورغم أن أحد الصوماليين استطاع الإفلات ورمى نفسه في البحر، فإنه أعيد القبض عليه بعد فترة قصيرة من الوقت. وطبقاً لشهادة يوسف بن حسين، فقد تم تسليم الصوماليين الأربعة إلى القنصلية البريطانية في لنجة، التي أرسلتهم بعد عدة أيام إلى الكويت برفقة أحد موظفيها.

هذه هي شهادة يوسف بن حسين عن الحادثة، وإن شاء الله تعالى نكمل بقية القصة في المقال المقبل.

back to top