لا كثر الله خيركم

نشر في 30-09-2018
آخر تحديث 30-09-2018 | 00:20
 محمد الوشيحي ما بين غمضة عين وانتباهتها تكشف لنا الحكومة كم هي مستهترة بنا وبأرواحنا ومصالحنا. وكلما ظننا أن الاستهتار وصل إلى حده الأعلى، قفزت الحكومة كما يقفز لاعب الزانة، رافعة استهتارها بيدها إلى مستوى أعلى.

أحدث "إصدار" في سلسلة "استهتارات" الحكومة بنا جاء في قرارها الأخير "وفد طبي يغادر إلى مصر للتعاقد مع أطباء لسد النقص"، وكان ينقص القرار جملة "واحمدوا ربكم يا شعب المغثة".

ولا أدري لماذا لم يشرح مدرس الجغرافيا لحكومتنا، أيام دراستها في المتوسطة والثانوية، خريطة أوروبا وأستراليا ونيوزيلندا وكندا وتركيا وغيرها من الدول المتقدمة طبياً؟

وإذا كانت اللغة قد تشكل عائقاً فالمترجمون على قفا من يشيل، كما يحدث في مستشفيات قطر والإمارات.

يصرخ البعض: كل هذا من أجل خدمة المستشفيات الخاصة؟ كل هذا من أجل دفع الناس إلى العيادات الخاصة؟ وأقول لهذا البعض: لا أظن. الحكاية، في رأيي، هي محاولة لتوفير ميزانية الوزارة، كي تذهب في اتجاهات أخرى، وتصاغ لها فواتير "هكّا وهكّا"، وإلا فما معنى استرخاص أرواح الشعب إلى هذه الدرجة.

وبعض المسؤولين يُشعرك أثناء صرف الميزانية على الشعب أنه ينتزع قطعة من لحمه، لا كثر الله خيره. لهذا أقول: راقبوا ما سيحدث في وزارة الصحة. راقبوا أوجه صرف الميزانية خلال الفترة المقبلة، ثم سنتحدث بعدها إذا أمد الله في أعمارنا، ولم تقصفها وزارة الصحة بخدماتها البائسة.

back to top