«Gotti» معمعة أفكار مشوّشة

نشر في 04-07-2018
آخر تحديث 04-07-2018 | 00:00
جون ترافولتا في الفيلم
جون ترافولتا في الفيلم
في «غوتي» Gotti، نسمع البطل الذي يحمل هذا الفيلم اسمه يثني على ابنه لأنه لم يتراجع في مشادة. يعلن جون الأب، الذي يؤديه بقوة جون ترافولتا: «لا تتراجع يوماً خطوة واحدة». ولكن كان على المخرج كيفين كونولي أن يصغي هو أيضاً إلى هذه النصيحة عن الرجوع إلى الوراء.
تعكس نبرة جون ترافولتا الحادة وذقنه البارزة في Gotti خصال الرجل المسيطر التي جعلت من «غوتي»، الشخصية التي يؤديها، زعيم عصابات مخيفاً وشخصية بارزة في حياة ابنه البكر (وضع السيناريو ليم دوبس وليو روسي، الذي نشأ في فيلادلفيا، مستندين إلى المذكرات التي نشرها جون الابن نفسه).

يستهل نجم Entourage الذي دخل عالم الإخراج فيلمه هذا بمشهد نرى فيه جون غوتي عند جسر بروكلين حيث يخاطب مجموعة من الناس ويستعد لسرد قصة حياته (المحررة). نرجع إلى الوراء في ذكريات غوتي لنزور منزله في كوينز لنعود إلى الماضي مجدداً كي نشاهد غوتي في سجن فدرالي.

بعد القفز مرات عدة من ذكريات إلى ذكريات، نشعر بالضياع ولا نعود نعلم أين أصبحنا، حتى لو استندنا إلى ملاحظات كونولي المفيدة في أسفل الشاشة والمقطفات الموسيقية والأزياء المتبدلة، التي صُممت لمنحنا لمحة عامة عن الزمان والمكان.

فوضى

بدلاً من ذلك، تسود الفوضى وتنشأ أسئلة مثل: هل يستمع رجال العصابات القساة القلب حقاً إلى فرقة دوران دوران؟

لكن السؤال الأكثر إلحاحاً الذي تطرحه: جنازة مَن هذه؟ يتطاير الرصاص، وتتكدس الجثث، وتظهر الشخصيات وتختفي في أكياس جثث. لذلك من السهل أن تفقد مسار الأحداث في «غوتي»، الذي يعود بطريقة عشوائية إلى حوادث مهمة (نتردد في وصفها بالعمليات الأهم) في حياة مَن دُعي «السيد الأنيق» (ينجح ترافولتا في عكس هذا الوجه من غوتي).

نرى الجريمة التي أقنعت قادة العصابات «بالترحيب به» والإقرار بأنه «الرجل الرجل»، اليوم العظيم الذي سار فيه ابنه البكر على خطاه، واليوم المريع الذي توفي فيه ابنه الأصغر سناً في حادث سيارة. نشهد أيضاً المحاكمات الشهيرة التي أُعلنت فيها براءته (لذلك لُقب بالسيد تفلون) والتي أدين فيها، يوم زاره جون الابن (سبنسر روكو لوفرانكو) في السجن ليخبره أنه سئم الأسر، وخضوعه لمراقبة قوى الأمن المستمرة، و{حياته».

هل يخون جون الابن والده أم يتحول أخيراً إلى الرجل القوي الحازم الذي أراده والده؟ يضيع هذا السؤال في طريقة عرض الفيلم المحيرة. فيبدو «غوتي» معمعة أفكار مشوشة ولمحات مقتبسة من أفلام عصابات أخرى. في مشهد الجنازة مثلاً، يكرّم كونوليThe Godfather: يتحدث الكاهن قرب القبر فيما يهز رجال مرتدون بزات سوداء برؤوسهم، ويهمسون، ويخططون سراً لقتل رئيس عصابات خصم. وعند اختيار المطعم الذي ستُنفذ فيه عملية الاغتيال، نسمع الحوار ذاته: «هذا ممتاز لنا».

في لحظات أخرى، يذكرنا كونولي بفيلم GoodFellas بمشاهده العنيفة المفاجئة التي تدور أحداثها على خلفية من الموسيقى الشعبية. نتيجة لذلك، يبدو «غوتي» في النهاية أشبه بعملية جمع فاشلة لأفكار مخرجين آخرين.

كذلك يبدو الفيلم مبهماً. صحيح أنه يؤكد أن غوتي لم يقتل مطلقاً شخصاً لا ينتمي إلى عصابة، إلا أنه وزع أيضاً الهيروين (لا يأتي هذا العمل على ذكر ذلك)، الذي قتل كثيرين بالتأكيد. في الواقع، شكّل بيع أعوان غوتي الهيروين أساس خلافه المميت مع رب عمله الذي قضى غوتي عليه، بول كاستيلانو. ولا شك في أن حذف هذه الوقائع يشكّل تحريفاً بارزاً لحياة هذا الرجل وإرثه.

* غاري تومبسون

بعد القفز مرات عدة من ذكريات إلى ذكريات نشعر بالضياع ولا نعود نعلم أين أصبحنا
back to top