آمال : دموع في عيون سفَلَة

نشر في 17-05-2018
آخر تحديث 17-05-2018 | 00:25
 محمد الوشيحي بعيداً عن قصة المسلسل المصري "دموع في عيون وقحة"، وبعيداً عن محتواه وتصويره وإخراجه، أرى أن اسمه عميق جداً، فخم أدبياً، لذا استعرته بتصرف ليكون عنوان هذه المقالة التي أبدأ من بعدها إجازتي السنوية، لأعود بُعيد عيد الفطر، فكل عام وأنتم بخير، من هنا من إسطنبول، عاصمة منتصف العالم في سنين مضت.

عوداً إلى العنوان والمقالة… كلنا شاهد ما حدث في فلسطين المغتَصبة، وما جرى لأبنائها، وأخشى القول إن العين اعتادت رؤية هذه المناظر. وكنا في السابق نلعن من لا يساهم في رفع الظلم عن فلسطين وأهلها، فأضحينا نلعن من لا يتعاطف قولاً مع الفلسطينيين، و"غفرنا" لمن لا يساهم. وبالأمس القريب بتنا نشكر من يتعاطف قولاً، ونحيي "شجاعته"! واليوم أصبحنا نشكر من يصمت، ومن لا يسيء للفلسطينيين.

هي دورة الأيام. وبعضنا قرأ ما كتبته أصابع الشياطين العرب، مثل: "لن نبكي على ما يحدث للفلسطينيين الذين باعوا أراضيهم واستنزفوا أموالنا طوال عقود"، و"فلسطين ليست كضيتنا"، إمعاناً في السخرية من لهجة الفلسطينيين، والشماتة بما وصلت إليه أحوالهم… دع عنك التمنن عليهم في كل شاردة وواردة.

ويقول أحد السفلة العرب، في محاولة منه لتفادي سيل هجوم الشعوب عليه بعد تأييده السافر لما يفعله الصهاينة بأهلنا في فلسطين: "صحيح أن منظر دماء الأطفال الفلسطينيين تدمع له العين، لكن الجاني الرئيسي هو القيادات الفلسطينية التي غررت بهم"!

الأشد والأنكى والأمر والأدهى، هو ما وصلت إليه بجاحة شياطيننا من التباكي على السلام، وعلى "إنسانية الصهاينة المحتلين"، واعتبار ذلك نوعاً من الانفتاح على العالم الخارجي.

من أين خرجت كل هذه الشياطين في وقت واحد؟ الإجابة: كل شيء يحدث الآن مخطط له، والمستقبل صهيوني بامتياز.

ومبارك عليكم الشهر.

back to top