«السكري»... ونمط الحياة

نشر في 14-04-2018
آخر تحديث 14-04-2018 | 00:11
 خالد مقبل الماجدي الصحة من أهم ركائز المجتمع السليم الذي تسعى إليه جميع الدول من خلال كل الوسائل المتاحة، ولعل الوصول إلى الجودة الصحية هو الهدف النبيل الذي يسعى إلى تحقيقه أي نظام صحي، ولتحقيق هذا الهدف لا بد من وضع خطط للوصول إليه.

ولأن الوقاية أهم من العلاج، فقد سعت دول عديدة إلى وضع برامج للوقاية من أمراض العصر التي باتت منتشرة، وفي مقدمتها داء السكري، و«المعرفة هي أساس تلك الوقاية».

أهم العوامل التي تزيد احتمالية الإصابة بالسكري الحياة الخاملة، وعدم توفير برامج رياضية وحصر الحياة داخل المنازل والجلوس أوقاتا طويلة أما شاشات الكمبيوتر والهواتف وأجهزة اللهو، مما يدفع نحو العديد من المشاكل الصحية مثل السمنة وارتفاع الضغط وتناول الأطعمة عالية السعرات الحرارية.

ويعد التنظيم الغذائي والنشاط الحركي والانتظام العلاجي الحصن الحصين في مقاومة هذا الداء إذا حدث، أما في حالة عدم الإصابة به فإن التنظيم الغذائي والنشاط الرياضي هما السور المتين لتلافي الإصابة منه.

أوضحت دراسات عديدة أن تناول الألبان ومشتقاتها من العناصر المهمة للوقاية من السكري، فقد وجد أن نقص تناول الكالسيوم وفيتامين «د» من مسببات الإصابة به بين الأطفال، لذلك فإن تجنب العادات الغذائية الضارة والحرص على تناول الغذاء السليم من العناصر الهامة للوقاية من السكري، إضافة إلى أن إحاطة عوامل الإجهاد بالفرد في تلك المرحلة العمرية تؤدي إلى الإصابة به.

إن إيقاع الحياة الحديثة وجنوحها إلى مضاعفة المؤثرات الذهنية أديا إلى تفاقم الإصابة بالعديد من الأمراض مثل السكري وارتفاع الضغط، وعلى ذلك فإن الحرص على إقامة التوازن النفسي وممارسة تمارين الاسترخاء الذهني والجسدي بات من العوامل المساعدة على امتصاص تلك الضغوط.

وعن السكري، فإن الوقاية منه هي الحصن المنيع الذي يقف شامخا في وجه تفشي الإصابة به، ويرتكز هذا الحصن على الفحص المبكر للداء وتشجيع التثقيف الصحي ورفع الوعي حول هذا الداء وكذلك تنظيم الغذاء من حيث الكمية والنوعية وتشجيع ممارسة النشاط الرياضي، وفي حالة الإصابة ينبغي المتابعة الدورية والحرص على تناول الدواء والفحص المبكر لمضاعفات المرض.

وهذا ما بات يوجب على القطاع الصحي إيجاد استراتيجية طبية وطنية عبر تضافر جهود العاملين في هذا القطاع والجمعيات المختصة في هذا المجال، والمجتمع بكل فعالياته وآلياته، وجمعيات المجتمع المدني، من أجل الحد من انتشار هذا المرض الذي بات من الأمراض المنتشرة بسرعة كالنار في الهشيم، مما يمكن أن يكون له تداعيات ونتائج سلبية على حياة الأفراد وسلامتهم، حيث تشير التقديرات إلى أن هناك كثيرين يتعرضون لمخاطر بتر القدم جراء هذا المرض ومضاعفاته.

كلنا أمل أن تسهم حملات التوعية المختلفة، من القطاعين الحكومي والخاص، في الحد من هذا الخطر الحقيقي، بحدوث تقدم وتغيير جذريين فيما يخص تغذيتنا ونمط حياتنا لمواجهة هذا الوباء.

إن وقاية أنفسنا من الإصابة بالسكري، تجنبنا معاناة الإصابة بالمضاعفات الصحية الأخرى! وتذكروا أن الحماية من السكري لا تتطلب إلا نمط حياة صحي! أدعو الله للجميع بالعمر المديد والصحة والعافية.

back to top