بين سطور الإقالات... ترامب سئم سماع كلمة لا

نشر في 15-03-2018
آخر تحديث 15-03-2018 | 00:04
No Image Caption
بعد مرور قرابة 14 شهراً على بداية عهد دونالد ترامب العاصف في البيت الأبيض، لم يبق حوله سوى الموالين الأوفياء، وخرجت كل الأصوات المعارضة، وازداد اتجاه الرئيس نفسه إلى التصرف بالسليقة أكثر من أي وقت مضى في اتخاذ القرارات في كل شيء من التجارة إلى كوريا الشمالية.

وقال مقربون من ترامب إن قراره عزل وزير الخارجية ريكس تيلرسون هو أحدث بادرة على شعور الرئيس الجمهوري المتزايد بالضجر من اختياراته الأولى لمستشاريه الذين انتقاهم فردا فردا، وأصبح يرى أنهم يتباطأون في تنفيذ ما يفضله من سياسات، مضيفين ان ترامب ما زال يشجع أفراد الدائرة المقربة منه على طرح الآراء المخالفة له، لكنه يريد السرعة في التنفيذ ما إن يستقر على رأي.

وذكر أندرو سورابيان، خبير الاستراتيجية السابق في البيت الأبيض، "حتى يومنا هذا أعتقد أن تنوعا فكريا صحيا يسود في البيت الأبيض، لكن ما تغير هو أنه لم يعد مستعدا للسماح للناس بإبطاء جدول أعماله أو إعاقته"، متابعا: "هو يريد من الناس التنفيذ وإنجاز الأمور".

وأفاد مسؤول سابق في حملة ترامب الانتخابية، مطلع على بواطن الأمور في البيت الأبيض، مشترطا عدم نشر اسمه، بأن ترامب يتوقع أن يدور "نقاش داخلي حام ثم يتفق الجميع" على القرار النهائي.

وقال نيوت غينغريتش الرئيس الجمهوري السابق لمجلس النواب والمستشار غير الرسمي لترامب إن "الرئيس يبحث عن أفراد على اتفاق عام مع ما يريد أن يفعله ومستعدين لتقبل كونه رئيس الفريق".

وألمح ترامب إلى أنه يقترب من امتلاك الفريق الذي يرغب في تشكيله بعد عام من الشعور بالإحباط من أمثال تيلرسون، والعلاقة المتقلبة مع مستشاره الاقتصادي غاري كون، الذي استقال قبل ايام بسبب فرض رسوم عالمية على واردات الصلب والألومنيوم، الأمر الذي ارتاع منه حلفاء واشنطن.

وأشار مقربون من الرئيس إلى أن قرارات ترامب تتفق مع ماضيه في عالم الأعمال (البيزنيس)، وستمثل رسالة لمساعديه الذين لم يتقبلوا أسلوبه وقناعاته.

وقال باري بينيت، المخطط الاستراتيجي السابق لحملة ترامب الانتخابية، "الناس الذين ظنوا أن بوسعهم تغييره يكتشفون ما اكتشفناه في الحملة منذ وقت طويل، أن ذلك غير ممكن. يمكنك تحسينه لكن تغيير رأيه 180 درجة أمر مستبعد".

ويتهم المعارضون ترامب بإدارة البيت الأبيض بالأسلوب الذي أدار به برنامج تلفزيون الواقع الشهير "ذي أبرينتس" (المتدرب).

وقال السيناتور الديمقراطي باتريك ليهي: "عزل وزير الخارجية عن طريق تويتر قد يصلح لدراما كبرى أو للتقديرات التلفزيونية الفورية، لكن هذا وأمثلة غيره لا تحصى تخلق عدم استقرار غير هين يضر بالشعب وبمنصب الرئاسة في كل شيء تقريبا".

وفي الطريق تغييرات أخرى، فلم يعلن ترامب حتى الآن اسم من سيخلف كون، كما ان هناك حديثا عن إمكانية رحيل جون كيلي، كبير موظفي البيت الأبيض، أو إتش آر مكماستر، مستشار الأمن القومي، وكل منهما كانت له خلافاته مع الرئيس.

back to top