لندن تطرد 23 دبلوماسياً روسياً وتعلّق اتصالاتها مع موسكو

• وزراء ماي وأعضاء العائلة الحاكمة يقاطعون «المونديال»... وتلويح بتجميد أصول روسية
• موسكو تصف الإجراءات بالعدوان وتتوعد بمثلها... ومجلس الأمن يبحث «تسميم سكريبال»

نشر في 14-03-2018 | 16:32
آخر تحديث 14-03-2018 | 16:32
ماي تتحدث في مجلس العموم أمس (رويترز)
ماي تتحدث في مجلس العموم أمس (رويترز)
بعد أن تجاهلت موسكو مهلة بريطانية لتوضيح كيفية استخدام غاز سوفياتي في محاولة اغتيال عميل روسي مزدوج في بريطانيا، نفذت بريطانيا تهديداتها، واتخذت إجراءات قاسية ضد موسكو، أبرزها طرد 23 دبلوماسياً روسياً، وعلقت اتصالاتها مع العاصمة الروسية.
تصاعدت الأزمة بين روسيا ولندن، بعد أن رفضت موسكو التجاوب مع مهلة حددتها بريطانيا لتوضيح كيفية استخدام غاز سوفياتي في محاولة اغتيال العكيل الروسي المزدوج سيرغي سكريبال (66 عاما) وابنته يوليا (33 عاما)" في مدينة سالزبوري جنوب غربي إنكلترا في 4 الجاري.

إجراءات ماي

وتنفيذا لتهديداتها، أعلنت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي، أمس، خلال جلسة في البرلمان، طرد 23 دبلوماسيا روسيا من المملكة المتحدة، بعد أن اعتبرت روسيا "مسؤولة" عن تسميم سكريبال وكذلك "تعليق الاتصالات الثنائية" مع موسكو.

وقالت ماي في كلمة أمام النواب: "ليس هناك من نتيجة أخرى سوى أن الدولة الروسية مسؤولة عن محاولة اغتيال سيرغي سكريبال ويوليا"، مضيفة: "هذا يشكل استخداما غير مشروع للقوة من الدولة الروسية ضد بريطانيا".

وشددت رئيسة الحكومة البريطانية على أنه "كان من المنصف منح روسيا فرصة تقديم تفسير، لكن رد فعلها ينطوي على استخفاف تام بهذه الأحداث الفادحة"، مشددة على "انهم لم يقدموا أي تفسير موثوق".

وأضافت: "بدلا من أن يقوموا بذلك، تعاملوا مع استخدام غاز الأعصاب العسكري في أوروبا بسخرية وازدراء وتحد".

ولفتت الى أن طرد 23 دبلوماسيا روسيا تعتبرهم بريطانيا "عملاء استخبارات غير معلنين"، هي "أكبر عملية طرد لدبلوماسيين منذ 30 عاما"، وموضحة أن "أمامهم مهلة أسبوع للرحيل". وكان لدى روسيا ما يصل الى 59 دبلوماسيا معتمدين في بريطانيا.

وبعدما أكدت خطورة القضية، ذكرت أنه بعد مقتل العميل الروسي السابق ليتفننكو مسموما بالبولونيوم عام 2006، طرد 4 دبلوماسيين روس من البلاد.

واعتبرت ماي أيضا أنه إثر "هذا العمل الرهيب" ضد بريطانيا، لا يمكن للعلاقة بين البلدين ان "تكون هي نفسها"، كما في السابق.

وقالت: "بالتالي سنعلق كل الاتصالات الثنائية رفيعة المستوى بين بريطانيا وروسيا"، موضحة ان ذلك يشمل "سحب الدعوة الموجهة الى وزير الخارجية (سيرغي لافروف) لزيارة" بريطانيا.

وأضافت: "كما نؤكد أنه لن تكون هناك مشاركة لوزراء أو أفراد من العائلة الملكية في كأس العالم لكرة القدم هذا الصيف في روسيا".

وتابعت: "سنجمد أصولا للدولة الروسية في حال حصلنا على أدلة على أنها قد تستخدم في تهديد حياة أو ممتلكات مواطنين أو سكان في بريطانيا".

وأضافت: "لا يوجد خلاف بيننا وبين شعب روسيا... إنه أمر مؤسف أن اختار الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين التصرف على هذا النحو".

وقالت: "كثيرون منا كان يحدوهم الأمل عند النظر الى روسيا ما بعد الحقبة السوفياتية. كنا نريد علاقة أفضل لكن من المأساوي أن يكون الرئيس بوتين اختار هذا النهج".

وأوضحت رئيسة الوزراء أن بريطانيا ستتصدى لأي تهديدات من روسيا. وتابعت: "رأيت اقتباسا منقولا عن السفير الروسي يقول فيه إن روسيا ليست من الدول التي تقبل الإنذارات. حسنا يمكنني القول... إن المملكة المتحدة ليست من الدول التي تقبل التهديدات، وسنتصدى لها".

وصرح ناطق باسم ماي، أمس، إن بريطانيا اتخذت الخطوات الأولى ضد روسيا بعد الهجوم على سكريبال، لكن ماي مستعدة لاتخاذ خطوات أخرى ردا على أي استفزازات روسية إضافية.

كما غيرت وزارة الخارجية البريطانية نصائحها للمسافرين على موقعها الإلكتروني، وذكرت أنه "بسبب التوتر السياسي المتزايد بين بريطانيا وروسيا، يجب أن تكونوا يقظين إزاء مشاعر محتملة مناهضة للبريطانيين ومضايقات في هذا الوقت. ينصح بالتيقظ وتجنب التعليق علنا على التطورات السياسية الأخيرة".

ومساء، عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا مساء أمس، بطلب من بريطانيا، حول مسألة تسميم سكريبال.

وفي السياق، قالت وزيرة الداخلية البريطانية، أمبر رود، إن جهاز الأمن الداخلي البريطاني (إم آي 5) سيعيد دراسة وفحص عدد من الوفيات الروسية المشتبه فيها، والتي تم فيها استبعاد ارتكاب أعمال عنف.

من ناحيتها، أعلنت شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية أنها تحقق في وفاة روسي منفي في الستينيات من عمره بعد وفاته في منزله في لندن لأسباب غير معروفة.

وفي أول رد رسمي روسي، قالت ماريا زاخاروفا الناطقة باسم "الخارجية" الروسية إنه ليس من شأن رئيسة وزراء بريطانيا أن تصدر أحكاما على لافروف.

وكتبت زاخاروفا على صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، أمس "تيريزا... لافروف وزير روسي وليس وزيرا بريطانيا، ومسألة تقييمه تخص الرئيس الروسي. أدرك أنك تتمنين غير هذا، لكن وزيرك هو بوريس جونسون".

ودانت السفارة الروسية في لندن قرار الحكومة البريطانية طرد 23 دبلوماسيا روسيا، ووصفت هذا العمل بأنه "عدائي وغير مقبول وغير مبرر وينم عن قصر نظر".

وحذر السفير في لندن ألكسندر ياكوفينكو من أن موسكو سترد بالمثل على طرد دبلوماسيين روس من بريطانيا.

وقال بعد استدعائه الى "الخارجية" البريطانية: "لقد كان لدي لقاء بوزارة الخارجية البريطانية. وقلت إن كل ما تقوم به الحكومة البريطانية مرفوض تماما، ونحن نعتبر ذلك استفزازا".

في المقابل، استدعت الخارجية الروسية، السفير البريطاني لدى موسكو، لوري بريستو، للمرة الثانية خلال أقل من 48 ساعة، لبحث قضية سكريبال.

وفي بروكسل، أعربت الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) عن "قلقها العميق" في شأن أول استخدام هجومي لغاز الأعصاب على أراضي حلفهم العسكري، معربة عن تضامنها مع بريطانيا ودعمها لها.

back to top