آمال : حرب المسلسلات السلاح أرطغرل

نشر في 13-03-2018
آخر تحديث 13-03-2018 | 00:23
 محمد الوشيحي الخبر الأبرز هذه الأيام، على مستوى الفن، هو قرار الفضائيات المملوكة للمملكة العربية السعودية وقف بث المسلسلات التركية، التي تحظى بإقبال شديد وجماهيرية كبيرة، وأبرزها مسلسل قيامة أرطغرل.

والمسلسلات، خصوصاً التاريخية، لم تعد مجرد مخرج وممثلين وسيناريست ومتخصصي الإضاءة والصوت وبقية طاقم العمل. المسلسلات التاريخية لم تعد كذلك، بل أصبحت "مشروع دولة". وأكثرنا يتذكر مسلسل باب الحارة، الذي تبين لاحقاً أن الجهة الحقيقية التي تقف خلفه، وترسم الخطوط الرفيعة فيه، إضافة إلى الخطوط العريضة طبعاً، هي المخابرات السورية، لتبث من بين السطور ما يخترق الصدور، ولعلها نجحت في ذلك.

وفي تركيا، حقق المسلسل الشهير "حريم السلطان" نجاحاً كبيراً، قبل سنوات، فثارت ثائرة كثير من الترك، ومنهم الرئيس الحالي إردوغان، عندما كان رئيساً للوزراء، بحجة "الافتراء على السلطان سليمان القانوني وتزوير تاريخه، وإظهاره بمظهر السلطان الذي تتحكم به زوجته"، لكن هؤلاء لم يتمكنوا من إيقاف بث المسلسل، رغم اعتراف كثير من معارضي إردوغان بأن المسلسل اعتمد على "التأليف" أكثر من "التأريخ والنقل".

ومن هنا، انطلقت فكرة مضادة، فكرة تدشين مسلسل قيامة أرطغرل، يجمّل صورة العهد العثماني، بحسب معارضي إردوغان، وينقل الصورة الحقيقية للسلاطين العثمانيين، بحسب أنصاره. لتنطلق حرب المسلسلات في الداخل التركي، قبل أن تتوسع لتصل إلى الخارج.

وبعيداً عن سبب منع المسلسلات التركية في الفضائيات السعودية، هل هو فني محض أم سياسي وأمني أم اقتصادي أم غير ذلك… يبدو أن قوة تأثير المسلسلات لم يعد أحد يستهين بها، خصوصاً من ناحية رسم الصورة الذهنية في عقول المشاهدين، كذلك من الناحية التجارية (مسلسل أرطغرل تبثه فضائيات 142 دولة، وفي كل دولة فضائية واحدة أو أكثر).

فأهلاً بك، أو بنا، في العالم الجديد، وحروب العالم الجديد، وأسلحة العالم الجديد، وأبرزها فِرَق التجسس الإلكتروني والمسلسلات والأفلام والأغاني، التي لا تسيل دماً، لكنها تغيّر اتجاه بوصلة التفكير والتوجه.

back to top