واشنطن تضرب محور الأسد مجدداً وتصعّد ضد إيران

● ولايتي لتيلرسون: اخرجوا أنتم من سورية
● دمشق تهدّد بإسقاط المقاتلات الأميركية
● موسكو تقر للمرة الأولى بوجود مرتزقة روس وتنفي مقتل 200 منهم بغارة دير الزور

نشر في 15-02-2018
آخر تحديث 15-02-2018 | 00:05
أكبر ضابط بسلاح الجو الأميركي في الشرق الأوسط اللفتنانت جنرال جيفري هاريغيان
أكبر ضابط بسلاح الجو الأميركي في الشرق الأوسط اللفتنانت جنرال جيفري هاريغيان
في خضم ضجة روسية كبرى ونقاشات غاضبة من موقف القيادة السياسية بعد مقتل عشرات المرتزقة في سورية ليلة الثامن من فبراير، وجهت واشنطن ضربة جديدة للقوات الموالية للرئيس بشار الأسد.
بعد أقل من أسبوع على أكبر اشتباك بين التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة والقوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد، الذي أسفر عن مقتل نحو 200 من المرتزقة الروس، بحسب تقارير نفى الكرملين علمه بها، أعلن مسؤولون أميركيون قيام طائرة دون طيار (درون) من طراز «إم.كيو-9 ريبر» بتدمير دبابة روسية الصنع من طراز «تي-72» قرب الطابية في دير الزور ومربض مدفعية بالمنطقة ذاتها في ثاني ضربة دفاعية بسورية خلال أقل من أسبوع.

وخلال إفادة صحافية أمس الأول، أوضح أكبر ضابط بسلاح الجو الأميركي في الشرق الأوسط اللفتنانت جنرال جيفري هاريغيان أن الدبابة دخلت مرمى نيران القوات الموالية للولايات المتحدة مدعومة بغطاء مدفعي، رافضاً التكهن بشأن من كان يقودها.

وبينما أفاد مسؤول أميركي، اشترط عدم نشر اسمه، بمقتل اثنين على الأقل من القوات الموالية للأسد في الضربة، قلل وزير الدفاع جيمس ماتيس من شأن الحادث، قائلاً: «ربما لا يعدو الأمر أن يكون مجرد شخصين يقومان بشيء ما. لا أود أن أضخمه وأصفه بأنه هجوم كبير».

اقرأ أيضا

ونشرت قناة «CNN» فيديو للضربة والدبابة المدمرة في دير الزور، يظهر فيه أيضاً توجيه ضربة جوية على مربض مدفعية بجانبه عدد من الجنود.

الهجوم الأكبر

وتأتي الضربة بعد 6 أيام من صد القوات الأميركية هجوماً على حلفائها في سورية الديمقراطية (قسد) قرب نهر الفرات شنه مئات المرتزقة المتحالفين مع الأسد أغلبهم روس بدعم من المدفعية والدبابات وقاذفات الصواريخ المتعددة الفوهات وقذائف المورتر، وقتله عدد كبير منهم.

وفي تعليقه على ليلة الهجوم الأكبر في 7 فبراير، أفاد هاريغيان بأن التحالف قام بناء على طلب القوات الأميركية على الأرض بتوجيه ضربات لأكثر من ثلاث ساعات بمقاتلات «إف-15 إي» وطائرات «إم.كيو-9» وقاذفات «بي-52» و»إيه.سي-130» وطائرات «أباتشي إيه.إتش64»، موضحاً أنه تم وقف «إطلاق النار بمجرد تحول القوات المعادية إلى الغرب وتقهقرها».

تيلرسون وإيران

إلى ذلك، شدد وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أمس على ضرورة سحب إيران لميليشياتها من سورية وإفساح المجال لتحقيق الحل السياسي وفق مقررات وقرار مجلس الأمن رقم 2254، مشيراً إلى انزعاج الولايات المتحدة من المواجهة في الآونة الأخيرة بينها وبين إسرائيل وزعزعة أمن المنطقة.

وأكد تيلرسون، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الأردني أيمن الصفدي، أن الولايات المتحدة تحتاج لإيجاد سبيل لمواصلة العمل في اتجاه واحد مع تركيا حليفتها في حلف شمال الأطلسي، معرباً عن أمله في إجراء محادثات بشأن التعاون للحد من تهديد حدودها.

وعلى الفور، دافع مستشار مرشد إيران الأعلى علي أكبر ولايتي عن الوجود العسكري لطهران في سورية، معتبراً أنه مشروع وجاء بناء على دعوة من دمشق، مطالباً القوات الأميركية بالمغادرة.

وبينما شدد ولايتي على أن «من يجب أن يغادروا سورية هم من دخلوها دون إذن من الحكومة الشرعية»، اعتبر نائب وزير الخارجية السوري ​فيصل المقداد واشنطن​ تريد إطالة أمد الحرب، مؤكداً أنها «ارتكبت جريمة حرب عندما هاجمت قوات شعبية تحارب داعش في دير الزور».

وهدد المقداد بأن دمشق كما أسقطت الطائرة الإسرائيلية قبل أيام ستسقط أي طائرة معادية في الأجواء السورية، معتبراً أن الأجواء السورية «ليست مباحة أمام الغزاة».

الكرملين والتضليل

وغداة نفي علمه بمقتل نحو 200 من المرتزقة في هجوم دير الزور، لم يستبعد الكرملين للمرة الأولى وجود مواطنين روس في سورية «لا صلة لهم بالقوات المسلحة»، مشدداً على أنه لا يعتزم فرض أي قانون أو قيود على سفر المواطنين إلى سورية.

وفي حين اعتبر مصدر بوزارة الخارجية أن التقارير الإعلامية عن سقوط مئات القتلى الروس في الضربة الأميركية «تضليل معتاد»، توالى الكشف عن المزيد ممن لقوا حتفهم في ريف دير الزور الشرقي الأسبوع الفائت وتداول ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي أسماءهم وصوراً لهم نقلتها عن أقارب وزملاء القتلى، موضحين أنهم يتبعون شركة «فاغنر» الخاصة العسكرية.

وغداة تهديد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بضرب النظام إذا كانت هناك «أدلة دامغة» على استخدامه الكيماوي، نفى المقداد​ استخدام هذه الأسلحة الكيماوية أو حتى امتلاكها، مذكراً بأن دمشق قدمت كل ما لديها لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية وتم تدميرها على بواخر وبدول غربية، متهمة منظمة «الخوذ البيضاء» بفبركة تقارير مزورة بدعم من بريطانيا وألمانيا والاستخبارات الأميركية.

واستشهد المقداد​ بخسارة النظام لمواقع حيوية وحساسة جداً في السنوات الماضية ولم يتهمه الغرب باستخدم الكيماوي، لافتاً إلى أن «السرعة بتنفيذ الأميركيين عدوانهم على مطار الشعيرات في أبريل الماضي يدل على درايتهم بخطط المسلحين لاستخدامه».

إنسانياً، أعلنت الأمم المتحدة والهلال الأحمر عن وصول قافلة إغاثة من تسع شاحنات تنقل إمدادات صحية وغذائية لما يصل إلى 7200 شخص إلى الغوطة الشرقية المحاصرة، وذلك للمرة الأولى منذ أواخر نوفمبر وبعد شهور من مناشدة النظام إصدار الأوراق اللازمة ووقف إطلاق النار.

الأمم المتحدة تؤكد وصول أول قافلة إغاثة للغوطة منذ 3 أشهر
back to top