ترامب لن يستقبل «حثالة»... ويطمح لعلاقة جيدة مع كيم

الرئيس الأميركي يلغي زيارته لبريطانيا ويأمل تجاوز الكشف الطبي... ويريد مهاجرين من النرويج

نشر في 13-01-2018
آخر تحديث 13-01-2018 | 00:00
ناشطون يتظاهرون في نيويورك ضد تصريحات ترامب المتعلّقة بالهجرة أمس الأول (ا ف ب)
ناشطون يتظاهرون في نيويورك ضد تصريحات ترامب المتعلّقة بالهجرة أمس الأول (ا ف ب)
عشية خضوعه لفحص طبي سنوي، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة لا تحتاج إلى مهاجرين من «حثالة الدول»، وتريد هجرة مبنية على «المهارة»، وذلك قبل أن يلغي زيارة للندن كانت ستثير احتجاجات في بريطانيا.
رفض الرئيس الأميركي دونالد ترامب مقترحاً من جانب مشرعين لاستعادة الحماية المكفولة للمهاجرين القادمين من هايتي والسلفادور ودول إفريقية، مشدداً على أنه لن يسمح «لأشخاص يعيشون في حثالة الدول وفي دول قذرة بالقدوم إلى هنا».

وأكد ترامب أنه يريد هجرة مبنية على «المهارة» في الولايات المتحدة، التي عليها أن تسمح بالهجرة لمزيد من الأشخاص من دول مثل النرويج، وحذر من توافد مهاجرين من دول فيها «نسبة عالية من الجريمة»، موحياً بأنه لم يستخدم مثلما نسب إليه تعبير «أوكار قذرة» لوصف الدول الإفريقية.

وذكرت صحيفة «واشنطن بوست»، أن ترامب شعر بخيبة أمل، عندما طرح المشرّعون فكرة استعادة الحماية للمهاجرين القادمين من هذه الدول كجزء من اتفاق حول الهجرة بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي.

وجاء المقترح من جانب اثنين من أعضاء مجلس الشيوخ كانا التقيا ترامب في المكتب البيضاوي، حسب الصحيفة. واقترح العضوان استعادة وضع الإقامة الخاص للسلفادوريين وغيرهم ضمن تشريع يقتضي كذلك تمويل لجدار على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك وتغيير نظام التأشيرة العشوائي.

وقبل ذلك، ألغى ترامب وضع الإقامة الخاص لنحو 200 ألف سلفادوري تم السماح لهم بالبقاء في الولايات المتحدة منذ زلزال عام 2001. كما تم إنهاء وضع الحماية المؤقت لأشخاص من هايتي ونيكاراغوا والسودان، وجميعها دول عانت في العقود الأخيرة من كوارث طبيعية هائلة وحروب أهلية، العام الماضي.

تصريحات عنصرية

في المقابل، اعتبر الناطق باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنيف روبرت كولفيل أن «تصريحات ترامب صادمة ومعيبة»، مؤكداً أنه «لا يجد كلمة أخرى غير عنصرية لوصفها، ولا يمكنك أن تصف دولا وقارات بأكملها بأنها حثالة، لأن كل سكانها ليسوا من البيض، ومن ثم فهم غير مرحب بهم». ووصف رئيس تجمع الأميركيين السود في الكونغرس، النائب سيدريك إل ريتشموند، تعليق ترامب بأنه «تحيز لمصلحة البيض».

وقالت ميا لاف، وهي عضوة في الكونغرس عن الحزب الجمهوري في ولاية يوتا وابنة لمهاجرين من هايتي «إن تصريحات الرئيس فظة ومثيرة للانقسام واستعلائية وتضرب بقيم بلادنا عرض الحائط». وأضافت: «يجب على الرئيس أن يعتذر للشعب الأميركي والدول التي أساء لها بصورة مفرطة».

وقالت نائبة جمهورية أخرى هي إيليانا روس لتينين، التي ولدت في كوبا وتقيم في جنوب فلوريدا، حيث يعيش كثير من مهاجري هايتي «تعبيرات مثل هذه ينبغي ألا تتردد في الغرف المغلقة، وينبغي ألا تتردد في البيت الأبيض».

ووصف السيناتور الديمقراطي ريتشارد بلومنثال من كونيتيكت كلمات ترامب بـ «العنصرية الصارخة» و»خيانة وقحة للقيم الأميركية».

ورداً على تصريحاته، ذكّرت الناطقة باسم الاتحاد الإفريقي إيبا كالوندو ترامب بأن الكثير من الأفارقة «وصلوا إلى الولايات المتحدة كعبيد»، مضيفة أن تصريحات ترامب المسيئة «تتعارض مع جميع السلوكيات والممارسات المقبولة».

من ناحيتها، قالت جيسي دوارتي، نائبة الأمين العام لحزب «المؤتمر الوطني الإفريقي» الحاكم في جنوب إفريقيا، أمس، إن تصريحات ترامب مهينة بشدة لجنوب إفريقيا.

وأضافت، خلال مؤتمر صحافي: «بلدنا ليس حثالة، وكذلك هايتي أو أي دولة أخرى في محنة». وتابعت: «وكأن الولايات المتحدة ليس لديها مشاكل... هناك بطالة في الولايات المتحدة وهناك أناس لا يتمتعون بخدمات الرعاية الصحية (...) لن ننجر إلى تصريحات تحط بهذا الشكل من شأن أي دولة تعاني أي نوع من المصاعب الاجتماعية والاقتصادية أو غيرها من الصعوبات».

الكشف الطبي

إلى ذلك، أعلن الرئيس الأميركي أنه يتوقع أن يمر الكشف الطبي الذي خضع له، أمس، بسلام، وأنه سيفاجأ إذا لم يحدث ذلك.

وقال ترامب مبتسما، بينما كان يرد على أسئلة من صحافيين بعد فعالية في شأن إصلاح السجون في البيت الأبيض: «الأفضل أن يمر بسلام، وإلا فلن تكون سوق الأسهم سعيدة»، مضيفاً: «أعتقد أنه سيمر في شكل طيب جدا. ستكون مفاجأة قوية لي إذا لم يحدث ذلك».

وتم الفحص في «مركز والتر ريد الطبي» في ماريلاند، الأول لترامب منذ توليه السلطة قبل نحو عام.

وكان الكشف الطبي على ترامب أعلن في مطلع الشهر الماضي، بعدما تلعثم في جزء من خطاب أعلن خلاله اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل.

سفارة لندن

من ناحية أخرى، ألغى ترامب زيارة مقررة إلى بريطانيا الشهر المقبل لافتتاح سفارة أميركية جديدة في العاصمة لندن.

وفي تغريدة له على موقع «تويتر»، كتب ترامب: «لست معجبا بشكل كبير ببيع إدارة أوباما ربما أفضل السفارات موقعا وأروعها في لندن مقابل مبلغ زهيد، فقط لبناء سفارة جديدة في مكان بعيد، بمبلغ 1.2 مليار دولار»، مضيفاً: «صفقة سيئة. هل تريدون مني قص الشريط؟ لا!».

وفي السياق، ذكر عمدة لندن صادق خان أن الرئيس الأميركي تلقى الرسالة حول قوة المعارضة لزيارته المقررة، مضيفاً: «الكثير من سكان لندن أوضحوا أن ترامب هو شخص ليس محل ترحاب هنا، بينما يسعى لتنفيذ جدول أعمال مثير للخلافات. ويبدو أنه تلقى تلك الرسالة أخيرا».

وتابع صادق أن زيارة ترامب «كانت بلا شك ستقابل باحتجاجات سلمية واسعة».

الزعيم الكوري

على صعيد آخر، رفض الرئيس الأميركي التأكيد ما إذا كان اتصل هاتفيا بالزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون أم لا، وفقا لما ذكرته صحيفة «وول ستريت جورنال» في مقابلة اجرتها معه في المكتب البيضاوي.

ونقلت الصحيفة عنه: «لا أريد أن أعلق على هذا الامر. لا أريد أن أقول إنني فعلت ذلك أو لم أفعل. أنا فقط لا أريد التعليق».

وبعد يوم واحد من التعبير عن الانفتاح على الاجتماعات مع الدولة الشيوعية المنعزلة، قال ترامب: «ربما أكون على علاقة جيدة جدا مع كيم جونغ أون، ولدي علاقات مع الشعب. أعتقد أنكم مندهشون».

من ناحيته، أعلن براين هوك، المسؤول الرفيع المستوى في وزارة الخارجية الاميركية، ان الولايات المتحدة ستقترح خلال اجتماع مع حلفائها الثلاثاء المقبل في فانكوفر، فكرة اعتراض وتفتيش السفن التي تُعتبر مشبوهة والمتوجهة إلى كوريا الشمالية.

الأمم المتحدة تعتبر الاتهامات الموجهة لهايتي والسلفادور ودول إفريقية عنصرية
back to top