هدى شعراوي

نشر في 23-12-2017
آخر تحديث 23-12-2017 | 00:15
 د.نجم عبدالكريم نعم... تصدى الرجال - في البداية - للدفاع عن حق المرأة في ممارسة دورها في الحياة المدنية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، لمشاركة الرجل بعد أن سُلب منها هذا الحق لقرون طويلة.

فارتفعت أصوات رجال كجمال الدين الأفغاني وقاسم أمين وصالح بن طاهر، كما صدح الشعراء شوقي، الرصافي، حافظ إبراهيم، الزهاوي، وغيرهم بقصائدهم الداعية لحرية المرأة.

لكن هل نالت المرأة العربية حريتها التي تنعم بها الآن بمساندة الرجال لها فقط؟! أم أنها هي التي ناضلت وعملت واجتهدت كالنموذج الساطع الذي سنقف أمامه اليوم، هدى شعراوي؟!

***

• كانت في بداية القرن الماضي تحاضر في المحافل الدولية عن الرؤية المتخلفة للمرأة في مجتمعها، ففي باريس عندما سألوها: كيف يرون المرأة في مجتمعاتكم؟! قالت:

- يرونها كصماء، كتمثال من الصلصال ليس له عقل!

- يرونها حية رقطاء أكثر مرارة من الموت!

- يرون صوتها عورة!

- يرونها ناقصة عقل... إلخ!

• ويكتب قاسم أمين:

متى تهذَّب العقل ورقَّ الشعور أدرك الرجل أن المرأة إنسان من نوعه، لها ما له وعليها ما عليه.

• ويصدح الرصافي:

يرفع الشعب فريقاً من إناث وذكور ... وهل الطائر إلا بجناحيه يطير؟!

• ويغرد حافظ إبراهيم:

الأم مدرسة إذا أعددتها ... أعددت شعباً طيب الأعراق.

***

• وعندما كانت هدى شعراوي تلقي محاضرة عن حقوق المرأة في المجتمع رفعت إحدى الحاضرات يدها لتقول:

- يجب أن ندافع عن حقوقنا، وألا نترك الرجال - أعداءنا - يدافعون عنا!

- عفواً يا أختي: من قال إن الرجال أعداؤنا؟!

فلا قيمة لنا بدون الرجال، ولا قيمة للرجل بدون المرأة، نحن - يا أختي - جنسان متعاونان ولا يمكن أن نكون متعادين.

- لكن يا ست هدى، هم سبب عذابنا منذ فجر التاريخ.

- يا عزيزتي هناك ركام من التقاليد، موروث منذ العصور الجاهلية، وعلينا، رجالاً ونساء، أن نتصدى لهذه التقاليد البالية الموروثة.

***

• وهكذا كانت هدى شعراوي تواجه معركة مزدوجة بين المتخلفين من الرجال والمتعصبات المتحمسات من النساء.

وبفضل كفاحها المتواصل عُقد أول مؤتمر نسائي عربي عام 1944 في دار الأوبرا المصرية، حضرته مندوبات من معظم الدول العربية، كما حضره أهل الفكر والأدب والثقافة والفن، وفي مقدمتهم الدكتور طه حسين.

فألقيت الكلمات الداعية لأخذ المرأة حقها في الوطن العربي.

وتأسس على أثر ذلك المؤتمر "الاتحاد النسائي"، الذي تمكنت من خلاله هدى شعراوي وزميلاتها عضوات المؤتمر من إقناع الحكومات العربية بإلغاء القوانين المجحفة بحق المرأة!

***

• لم تبال هدى شعراوي بما تلقته من طعون وتجريح طالت حياتها الخاصة بحملات مركزة لقوى التخلف والظلام!

لكنها أصبحت الرمز الذي احتل مكانة في تاريخنا العربي المعاصر (هدى شعراوي).

back to top