العارضة أدريانا كاريمبو: الجمال مصدر قوة وأوّل تجعيدة أصابتني بالهلع

نشر في 22-04-2017
آخر تحديث 22-04-2017 | 00:00
تقيم العارضة السلوفاكية أدريانا كاريمبو في مراكش بالمغرب حيث يملك زوجها آرام مطعماً معروفاً وتعيش حالياً أجمل أيام حياتها. مقابلة مع عارضة مختلفة...
بعد مرور سنوات طويلة، إنها المرة الأولى التي تبدين فيها مرتاحة وهادئة لهذه الدرجة. ما سبب هذا التحوّل الجذري؟

يتعلق السبب الحقيقي بزوجي آرام الذي يُعتبر نقيضاً لي في الحياة! علّمني أن أزيد جرأتي وأسترخي. في الماضي، كنت أخاف من التجول في الشارع وسط الناس أو من دخول مطعم مكتظّ أو التعبير عن نفسي. لكنه قال لي في أحد الأيام: «أنتِ لا تعيشين يا جميلتي!». لم أعرف أننا نستطيع أن نكون عفويين لهذه الدرجة. كنت أشعر بالخوف. لكنّ آرام منحني الجناحين اللذين أحتاج إليهما كي أحلّق.

هل تقصدين إنه حرّرك من طفولتك؟

أعتبر طفولتي صعبة جداً وكانت تنذر بفشل حتمي. لم أكن أحمل أحلاماً أو طموحات. في المنزل، كنت ألتزم الصمت. قبل أن يدخل آرام إلى حياتي، لطالما حاولتُ إرضاء الناس كلهم، وكنت مستعدة للقيام بأي أمر كي يتقبّلني الآخرون، لا سيما أنني كنت أشعر بأنني لا أروق لأحد. لم يكن آرام في المقابل يخاف من أي أمر، ونجح في تطوير ثقتي بنفسي.

حبيب وزوج

تجمعكما علاقة مبنية على التماهي التام...

نقوم بالأمور كافة معاً. طوال سنوات، كنا نذهب إلى كل مكان سوياً لأننا نشتاق إلى بعضنا بعضاً حين نفترق! كلّفه هذا الوضع كثيراً: حتى عمر الخامسة والخمسين، لم يسبق له أن صعد إلى أية طائرة لأنه كان يخاف منها بدرجة غير منطقية!

هل جمعكما حب من أول نظرة؟

بل العكس صحيح! حين تقابلنا للمرة الأولى، كنت أتناول العشاء مع آلان ديلون لأسباب مهنية في مطعمه المبهر «جاد محال» الذي يشبه قصراً هندياً في مراكش. جاء ليلقي التحية علينا في نهاية وجبتنا... لم أحتفظ بأية ذكرى عنه، ثم عرّفوني إليه للمرة الثانية، بعد ثمانية أشهر، حين جئتُ لتقديم عرض مرتبط بعلامة مستحضرات التجميل الخاصة بي. لم يكن من الأشخاص الذين يمكن أن أعجب بهم. حتى أنني كنت أنزعج من وجوده وطلبتُ من شريكي ألا يُجلسني إلى المائدة نفسها معه!

ما الذي كان يزعجك فيه؟

لما كنت خجولة ومتحفظة جداً، فلم أحبذ شخصيته. بدا لي متغطرساً بعض الشيء وكان يفتقر إلى الدبلوماسية. لكني اكتشفتُ تدريجاً أنه يتمتع بقلب من ذهب. آرام يشبه الأطفال ولا يخشى أي أمر ويتحلى بشجاعة فائقة. يكبرني بسبع عشرة سنة. حين تعرّفتُ إليه، كان يربّي ابنه وحده. زوجي رجل قرارات! حالما تخطر على باله فكرة، ينفذها فوراً. فضلاً عن أنه مثالي بطبيعته، ولا يهتم بآراء الناس، لذا يدفعني دوماً إلى القيام بأمور غير معقولة كتناول البرغر على الرصيف!

أي نوع من العاشقات أنتِ؟

يأتي حبيبي قبل الجميع! أعتبره حياتي كلها. حين أقع في الحب، أحب من أعماقي ومن كل قلبي ولا أتردد في بذل نفسي لأجل ذلك الحب. يمكنني أن أتحكم بعقلي لكني أفقد السيطرة على مشاعري.

عبّرتِ عن رغبتك في إنجاب طفل من آرام. تبلغين اليوم 45 عاماً. هل ما زلتِ تريدين تحقيق هذه الرغبة؟

طبعاً! سنتابع المحاولة حتى النهاية. في السنة الماضية، حملتُ وشعرتُ بسعادة جنونية. لكني أجهضتُ للأسف بعد سبعة أسابيع. خلال الأشهر اللاحقة، لم أكن أستطيع رؤية أية امرأة حامل أو طفل من دون أن أن تدمع عيناي. أتوق إلى إنجاب طفل مع أني لم أرغب في ذلك حين كنت أصغر سناً. سنحاول أنا وزوجي أن ننجب طفلاً للمرة الأخيرة. وإذا فشلت هذه المحاولة، سنبدأ معاملات التبني.

العائلة

لطالما كانت العائلة الأهم في نظرك. أنت قريبة جداً من شقيقتك الصغرى ناتاليا...

ناتاليا أصغر مني بست سنوات ولطالما كانت علاقتنا قوية جداً. أشتاق إليها كثيراً منذ أن بدأتُ أعيش بين موناكو التي أعشقها ومراكش التي أحبها بالقدر نفسه. رحلت ناتاليا من سلوفاكيا بعد نيل شهادة البكالوريا وأصبحت محامية في باريس. أقيم معها كلما أذهب إلى فرنسا ولا يمر يوم من دون أن نتهاتف. أخبرها دوماً بأنها أفضل معالِجة نفسية لي! شقيقتي شفافة جداً وتجيد الحكم على الناس. أشعر بأنني أرى نفسي فيها وكأنها مرآة لي. نتقاسم الحركات والعبارات نفسها ونضحك في اللحظة عينها. أعتبرها شقيقتي وصديقتي المفضلة ونحمل لبعضنا البعض أفضل الأمنيات. لطالما كنت أحتاج إليها كي لا أشعر بالوحدة. صحيح أن زوجي يعتني بي منذ سبع سنوات، لكنّ ناتاليا تعتني بي منذ الأزل!

هل لديها عائلة خاصة بها؟

لا، هي مطلّقة كما كنتُ أنا ولم تنجب الأطفال. أحمل مشاعر الأمومة تجاهها وأتمنى أن تقابل شخصاً صالحاً لأنها تستحق السعادة!

هل تزورين سلوفاكيا باستمرار؟

أزورها دوماً لأن والدتي التي أعشقها تعيش هناك حتى الآن. أعتبر شقيقتي وأمي وزوجي أهم أشخاص في حياتي. كذلك أُغرِم آرام ببلدتي الأم واشترى أرضاً هناك لبناء منزل صغير ودافئ ويتخيّل منذ الآن أننا سنقيم فيه يوماً ونشرب الشوكولاتة الساخنة في فصل الشتاء.

المال والزمن

تعيشين حياة ميسورة جداً بين مراكش وموناكو. كيف تقيّمين علاقتك بالمال؟

لا أنسى مطلقاً من أين أتيت. لما كنت ولدتُ في بلد شيوعي، فلا مفر من أن أحتفظ بآثار لا تُمحى، بما يشبه العقدة الاجتماعية. أنا فخورة بقدرتي على جني المال لكني لا أديره ولا أدّخره: يتولى زوجي هذه المسائل بدلاً مني. أقدّر قيمة المال لأني أكره العوز. أتذكّر أنّ والديّ كانا يترددان في شراء الأجبان لادخار المال. أشعر بالرضا لأني كسبتُ حياتي لكني أبقى حذرة بما أنني أعرف قيمة مختلف جوانب الحياة. كان يجب أن أصل إلى فرنسا كي أشتري أول سروال جينز!

في كتابك الذي سيصدر هذا الشهر، تبدين هادئة جداً في تعاملك مع الزمن الذي يمرّ...

بين عمر العشرين والأربعين، كنت أعمل بلا توقف. كنت أستقلّ الطائرة ست مرات أسبوعياً وأنهض في الرابعة فجراً ولا أعود إلى المنزل قبل منتصف الليل. كنت أعيش على هامش حياتي. في سلوفاكيا، كان جميع الناس يعتبرونني هزيلة جداً، لكني أُجبرتُ على إنقاص وزني بدرجة إضافية عند وصولي إلى باريس. كان يجب ألا يتجاوز وزني عتبة 53 كيلوغراماً كي أتابع العمل في هذا المجال. كنتُ أظن أنني سأموت! لكن والدتي اختصاصية تغذية لحسن الحظ وساعدني هذا الوضع على تجنّب الحميات العشوائية...

جسمي أصبح أفضل صديق لي

هل انزعجت أدريانا كاريمبو عند ظهور أول تجعيدة على وجهها؟ تجيب: «طبعاً! كنت في عمر الأربعين وأصابني الهلع! كنت منشغلة بمعاملات الطلاق في تلك الفترة أيضاً. لم أفكر للحظة بأن التجاعيد ستظهر على وجهي. كنت أعتبر الجمال مصدر قوة لا يمكن التخلي عنه».

هل تبدّل موقفها اليوم؟ تتابع: «لم أعد أواجه الضغوط نفسها. أشعر بأنني محبوبة وسعيدة وجميلة وأصبحتُ شَرِهة! أدركتُ أن العمر يشكّل مصدر غنى في الحياة. اليوم أصبح جسمي أفضل صديق لي. يكفي أن نتعامل معه بقليلٍ من الانضباط وكثيرٍ من العناية».

back to top