انزعاج بغداد... هذا هو السبب!

نشر في 19-04-2017
آخر تحديث 19-04-2017 | 00:23
 صالح القلاب لأنه يُعتَبرُ رمز الشعب، وأي شعب في الكرة الأرضية، فإنه لا يجوز حرق علَم أي دولة أو تمزيقه أو ركله بالأقدام والإساءة إليه، مهما فعلت هذه الدولة، ومهما أساءت للدولة المعنية. والمقصود هنا تحديداً هو ما قيل عن إساءات محتجين أردنيين على إيران، وعلى السياسات والتصرفات الإيرانية في هذه المنطقة وتدخلها تدخلاً سافراً عسكرياً وسياسياً، في الشؤون الداخلية للعديد من الدول العربية، كسورية والعراق واليمن وأيضاً في لبنان.

وهنا، في هذا المجال، فإنه مقبول من الأشقاء العراقيين الذين نحرص على علَمهم حرصَنا على العلم الأردني، بألوانه الأربعة ونجمته السباعية، أن يحتجوا وأن يعربوا عن غضبهم بالطرق الأخوية المتبعة بين الدول الشقيقة... وأيضاً الصديقة، إذا كانت مجموعة المحتجين في مدينة المفرق (الفدين) الأردنية قد أساءت فعلاً للعراق ولشعبه وعلَمه... فهذا مدان ومرفوض وغير مقبول على الإطلاق، وذلك مع أن السفارة الأردنية في بغداد قد هوجمت مراراً، بعد تحولات عام 2003، ومع أن عَلَم الأردن قد أُنزل من فوقها وأُسيء إليه وإلى الأردنيين، لكن هذا لم يتم التوقف عنده، على اعتبار أن هناك "انفلات أعصاب"، وأن المسيئين بتصرفاتهم السيئة لا يمثلون لا الشعب العراقي الشقيق والعزيز ولا الدولة والحكومة العراقية.

وهكذا، فإن من احتج رسمياً على ما اعتُبر إساءة للعراق الشقيق في حادثة مدينة المفرق، وتم استدعاء القائم بالأعمال الأردني في بغداد إلى الخارجية العراقية في إطار هذا الاحتجاج، لا بد أنه قد سمع بـ"حملات الردح" التي استهدفت المملكة الأردنية الهاشمية، التي، بالإضافة إلى إيران وحسن نصر الله، شارك فيها نوري المالكي الذي يقود أكبر تجمع بقي الحكم وبقيت السلطة في يده عملياً، منذ وضع المندوب السامي بول بريمر القواعد الجديدة لـ"اللعبة" في هذا البلد العربي، والذي سيبقى عربياً إلى الأبد... إلى يوم القيامة.

هناك مثل عربي يقول: "المشكلة ليست مشكلة رمانة... ولكن مشكلة قلوب مليانة"، فهذه الغضبة الغضنفرية على الأردن ليس سببها في الحقيقة ما فعله شباب صغار في مدينة المفرق، احتجاجاً عفوياً على استهداف إيران لبلدهم وللرموز الأردنية التي يعتبرونها مقدسة، وهي كذلك، ولكن على ما اعتبره الإيرانيون تحولاً في الموقف الأردني تجاه الأزمة السورية.

لقد بقي الأردن، على مدى الأعوام الستة الماضية، يتخذ موقفاً "عقلانياً"، كما يقال، تجاه الأزمة السورية التي بقيت تزداد تفاقماً ومأساوية، بسبب التدخلات الخارجية، ومن بينها، بل في طليعتها، التدخل الإيراني الذي تجاوز كل الحدود، واتخذ هيئة الاحتلال المباشر والعمليات الاستيطانية الفعلية التي لا يستطيع أيٌّ كان إنكارها، كما أنه -أي الأردن- بقي يؤكد، ولا يزال، أنه لا حلول لهذه الأزمة إلا الحلول السياسية... لكن، وعندما تجاوز نظام بشار الأسد كل ما يمكن احتماله والسكوت عنه؛ كان لا بد من موقف حاسم وحازم، ولا بد من اعتبار جريمة استخدام هذا النظام للأسلحة الكيماوية المحرمة دولياً ضد أطفال وأهل بلدة خان شيخون "مبرراً" للضربة الصاروخية الأميركية على مطار "الشعيرات" العسكري.

وهكذا، فإن هذه الحقيقة، وإن هذا هو سبب غضب بعض الأشقاء من كبار المسؤولين العراقيين!

back to top