زبدة الهرج: مصر المحروسة

نشر في 15-04-2017
آخر تحديث 15-04-2017 | 00:15
 حمد الهزاع منذ بداية الثمانينيّات والإرهاب يضرب مصر ويحصد أرواح الأبرياء سواء كانوا مسلمين أو غيرهم وباسم الدين، ولا أعلم إلى أي فتوى استند هؤلاء الإرهابيون وأجازوا لأنفسهم أن يستبيحوا دماء الآمنين، وكيف يتجرأ إنسان يدعي الإسلام أن يلبس حزاماً ناسفاً ليفجر نفسه، ويقتل نفوساً بشرية حرم الله قتلها إلا بالحق، رغم كثرة الشواهد والأدلة من الكتاب والسنة التي تحرم وتجرم من يرتكب جريمة قتل؛ يقول الله عز وجل: "وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا"، ويقول النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: "مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا".

أبعد كل هذه الأسانيد الشرعية يوجد مسلم عاقل يفكر في قتل نفس بريئة؟، ثم أي ملة أو دين أو شرع ينتهجه هؤلاء المتطرفون، وكيف سولت لهم أنفسهم أن يخوضوا ويلعبوا بآيات الله، ويحللوا ما حرم الله، ويؤولوا القرآن والسنة المطهرة على حسب أهوائهم وشهواتهم؟.

إذن ما حدث في مصر "أرض الكنانة" من تفجيرات طالت الكنائس في طنطا والإسكندرية لا يتعلق بالإسلام، بل إن الإسلام بريء منه، وأكاد أجزم، دون أدنى شك، أن الهدف منه ضرب المسلمين بالمسيحيين لزعزعة استقرار مصر وتفكيكها، وليظهر بعد ذلك السفهاء الذين يصطادون في الماء العكر ليطالبوا بتدخل دولي لحماية المسيحيين، وقد يختلف البعض معي في هذا التحليل، ويقول إنها مجرد فرضية لا تمت إلى الواقع بصلة، فالمصريون في السابق ضربت طبول الإرهاب "دماغ أهليهم" ولم يتزعزعوا، بل صمدوا أمام رياح الفتنة في كثير من الأحداث المأساوية التي حصلت بين المسلمين والمسيحيين في بعض محافظات مصر.

وما حدا بي إلى هذا التحليل هو ما يحصل في أهم البلدان العربية من مآسِ وحروب عصفت بها، وأضعفت قدراتها العسكرية والبشرية والاقتصادية، ولم يتبق سوى مصر المحروسة التي أصبحت هدفاً في مرمى المتربصين الذين يتربصون بها الدوائر عليهم دائرة السوء.

ثم أما بعد...

أودّ ان أستذكر الكلمات الخالدة لسيدي حضرة صاحب السمو أمير البلاد، حفظه الله ورعاه، في قمة الاْردن والتي أصاب بها كبد الحقيقة، ولخص بها حال الأمة العربية، حيث قال: "لقد أطاح وهم ما يسمى الربيع العربي بأمن واستقرار أشقاء لنا وعطل التنمية والبناء لديهم، وامتد بتداعياته السلبية ليشمل أجزاء عدة من وطننا العربي لتتدهور الأوضاع الأمنية فيها وليعيش شعبها معاناة مريرة وتتضاعف معها جراح أمتنا".

back to top