طلب قوي على النفط الفعلي رغم تراجع خام برنت

صادرات إيران تهبط إلى أدنى مستوى في 7 أشهر

نشر في 06-06-2013
آخر تحديث 06-06-2013 | 00:01
No Image Caption
للوهلة الأولى تبدو أسواق النفط في حالة تراجع، إذ انخفض خام برنت الذي يعتبر مؤشراً قياسياً عالمياً، أكثر من 15 في المئة منذ فبراير، ويشعر بالإنهاك في محاولاته البقاء فوق مستوى 100 دولار للبرميل.

لكن نظرة أعمق على عالم تداولات النفط الخام الفعلي تكشف وجود بيئة أقوى بكثير. وبصورة خاصة هناك تحسن لا بأس به في سوق الخام ذي النوعية المنخفضة والنسبة العالية من الكبريت، الذي يشكل معظم إنتاج الشرق الأوسط وروسيا، وهما أكبر مصدِّرين للنفط في العالم.

وفي معرض إشارته إلى أحد أنواع الخام القياسي ذي النوعية المنخفضة والنسبة العالية من الكبريت، يقول سهيل محمد المزروعي، وزير النفط في الإمارات: ‹›هناك طلب قوي في آسيا على الخام الذي من قبيل ميربان الإماراتي، وإلى هناك تذهب جميع صادراتنا››.

والخام القياسي لروسيا، المعروف باسم الأورال، ولمنطقة الشرق الأوسط، المعروف باسم دبي-عُمان، يمثل ما يسميه المتداولون سوق الخام الحامض الثقيل، وهو نفط لزج عالي الكبريت ويصعب تكريره. ويمثل خام برنت وغرب تكساس المتوسط سوق الخام الحلو الخفيف، وهو نفط عالي الجودة ومنخفض الكبريت.

والنوعان مهمان، لكن المستثمرين غالباً ما يتجاهلون الخام الحامض الثقيل ويركزون على الخام الحلو الخفيف، لأن خام برنت وخام تكساس عليهما تعاملات هائلة في العقود الآجلة والخيارات. لكن المتداولين المتمرسين في النفط يأخذون أدلة مبكرة من الأورال ودبي-عُمان، ويقولون إنهما أقل تشويهاً بكثير من التداولات التي تتم استجابة للتغيرات العالمية في الأنماط الاقتصادية.

ويشكل سوق النوعية المنخفضة من النفط نحو 60 - 65 في المئة من إمدادات الخام العالمية، وفقاً لتقرير شركة إيني العالمية للنفط والغاز لعام 2012، الذي يقرأ على نطاق واسع.

وتعود قوة سوق الخام الحامض الثقيل إلى الجمع بين زيادات موسمية صغيرة في الطلب على النفط، خصوصاً في منطقة المتوسط حين تعود معامل التكرير من الصيانة، وبين انقطاع الإنتاج من إيران والعراق وسورية وروسيا. كذلك يعمل إنشاء معامل تكرير جديدة، بما في ذلك الصين والهند تستطيع بسهولة معالجة الخام ذي النوعية المنخفضة، على تعزيز الطلب على الخام الحامض الثقيل.

وأفضل مؤشر لقوة سوق النفط الحامض الثقيل هو ارتفاع القيمة النسبية لخام الأورال مقابل برنت. وعادة ما يتم تداول الخام القياسي الروسي بحسم يبلغ بضعة دولارات للبرميل بسبب نوعيته المنخفضة، لكنه ارتفع يوم الجمعة خمسة سنتات عن برنت في السوق الأوروبية الرئيسية في روتردام، وهو أعلى مستوى له منذ تسعة أشهر. ومثل هذا الارتفاع نادر الحدوث، إذ جرى خلال السنوات العشر الماضية تداول خام الأورال فوق برنت في خمس مناسبات فقط، بما فيها الأسبوع الماضي.

وقال ميزوين ماهويش، وهو محلل للنفط في باركليز، إن الفرق بين الأورال وبرنت سيظل ‹›مدعوماً بصورة جيدة›› بالنظر إلى مشكلات الإمدادات في روسيا. في وقت مبكر من هذا العام جرى تداول الأورال بحسم يبلغ ثلاثة دولارات تقريباً للبرميل.

ويبين التدافع لشراء خام الأورال إثر العقوبات الأميركية والأوروبية على إيران، في الوقت الذي تقوم فيه معامل التكرير بالتعويض عن الخام الإيراني بالخام الروسي، كما يقول متداولون ومحللون. ويلاحظ أمريتا صان، كبير محللي النفط في شركة إنيرجي أسبكتس الاستشارية، أن صادرات الخام الإيراني تراجعت في أبريل إلى أدنى مستوى منذ سبعة أشهر، بهبوطها إلى أقل من 800 ألف برميل في اليوم.

وتبين مؤشرات أخرى للسوق ارتفاعا في الطلب على الخام ذي النوعية المنخفضة. مثلا، الأسعار الفورية لخام دبي-عُمان أعلى بصورة لا بأس بها من العقود الآجلة. ولامس برنت لفترة وجيزة الوضع المعاكس الآخر، الذي تكون فيه الأسعار الفورية أدنى من أسعار العقود الآجلة.

وفي نشرة إلى المستثمرين الشهر الماضي، قال أندي هول، رئيس صندوق التحوط أستنبيك، المختص في السلع، الذي تبلغ قيمة تعاملاته 4.5 مليار دولار: ‹›سوق دبي-عُمان المدفوع بالأساسيات تظل أسعاره الفورية أعلى بصورة حادة من العقود الآجلة طوال هذه العملية من البيع المكثف››.

ويبلغ فرق التأمين بين السعر الفوري والآجل من الشهر الأول إلى الثاني في عقود دبي-عُمان 52 سنتاً، أي أعلى مما كان عليه الحال عند بداية العام. وفي الوقت نفسه، تراجع الفرق بالنسبة لخام برنت من 1.28 دولار إلى 24 سنتاً للبرميل في يناير. وكان منحنى سعر خام غرب تكساس المتوسط في الاتجاه الآخر منذ 2011.

وتشير أسعار البيع الرسمية التي تنشرها شهريا بلدان مثل السعودية، إلى وجود سوق قوي للخام الحامض الثقيل، خصوصاً في آسيا. وخلال السنة الماضية كانت الرياض تصدر في المتوسط خامها الرئيسي، المعروف باسم العربي الخفيف، بسعر يزيد دولارين عن خام دبي-عُمان، وهو الأعلى منذ عشر سنوات.

وبالنسبة لخام أوبك التي أبقت يوم الجمعة الماضي على معدلات الإنتاج على حالها عند 30 مليون برميل يومياً، تتيح قوة الخام المنخفض النوعية نوعا من الارتياح.

وبمرور الزمن يفترض أن يوفر شح الحامض الثقيل مساندة للخام الحلو الخفيف. وهذا من شأنه كما يقول محللون ومتداولون، أن يساعد برنت على المحافظة على مستوى 100 دولار للبرميل.

* خافيير بلاس

back to top